فهد بن نافل… استقالة لا تشبه غيرها

بقلم – محمد البكر :
ليست كل الاستقالات تُقرأ بالطريقة نفسها ، فبعضها عابر، وبعضها يُحدث صدى … أما استقالة فهد بن نافل من رئاسة نادي الهلال ، فهي من النوع الذي لا يُمكن مروره بلا توقف وتأمل .
ليست مجرد مغادرة إدارية ، بل لحظة فاصلة في تاريخ كيان عظيم ، قاده رجل لم يكن مجرد رئيس ، بل قائد مرحلة استثنائية بكل المقاييس .
في الموسمين الماضيين ، واجه فهد بن نافل ضغوطاً ضخمة ، وتحديات متوالية ، وتوقعات لا ترحم . لكنه قابلها جميعاً بثبات وإصرار، وقاد الهلال لتحقيق إنجازات محلية وقارية وعالمية ، جعلت الأزرق يحلّق في فضاء لم يصل إليه أحد من قبله ، بعد أن شرف الكرة السعودية .
كأس آسيا ، كأس السوبر، دوري روشن ، المشاركة التاريخية في مونديال الأندية ، وصفقات من العيار الثقيل غيّرت وجه الفريق … كلها محطات تحققت في عهد رئاسته ، قبل أن يجد نفسه أمام تحديات لا طاقة له عليها .
وهنا ، يبدأ التساؤل الحقيقي .. هل كانت بقراره الكامل ؟ أم أن الضغوط داخل المنظومة وخارجها أصبحت تفوق الطاقة البشرية ؟ هل تعب ؟ أم أنه آثر الخروج ليريح من تضرروا من وجوده ؟
أياً كانت الأسباب ، فإن الثابت أن فهد بن نافل لم يكن يوماً عابراً في الهلال ، بل رجل المهمات الصعبة في كيان رياضي تفوق بطولاته عدد بطولات بعض الأندية مجتمعة . لقد قاد الهلال كما تُقاد البوارج الكبرى ، بهدوء القبطان وثقة العارف بوجهته .
الجمهور الهلالي ، وهو جمهور الوفاء قبل الانتصارات وبعدها ، لا بد أن يضع هذه المرحلة في سجل العرفان . فمثلما يهتف للأبطال في المدرجات ، عليه أن يسجّل في ذاكرته اسم فهد بن نافل بوصفه أحد أبرز من عبروا من بوابة رئاسة الهلال .
قد يستقيل الرجال من مناصبهم ، لكن البصمات لا تستقيل من ذاكرة الجماهير
و – فهد بن نافل – سيبقى حاضراً، وإن غاب .
ولكم تحياتي




