اليابانيون يولدون الطاقة من الاعاصير
سمعنا جميعاً بمأساة كارثة فوكوشيما النووية، والتي تسببت بها موجة تسونامي هائلة في 2011. وقد أثارت الجدل حول الطاقة النووية من جديد.
والآن، يرغب مهندس ياباني باستغلال قوة مدمرة أخرى لتوليد الطاقة. فقد صمم أتسوشي شيميزو عنفة ريحية قادرة على احتمال القوة الرهيبة للأعاصير، وتستطيع استخراج طاقة نظيفة منها.
قال شيميزو لشبكة CNN: “على مدى عقود كاملة، قامت اليابان بشراء عنفات ريحية أوروبية التصميم، وغير مصممة لمناطق الأعاصير، وقد تم تركيبها بدون دراسة دقيقة، وقد كانت تتحطم بشكل شبه كامل”. والآن، يمكن لكل هذا أن يتغير.
تحمل طاقة الأعاصير إمكانيات كامنة ضخمة. يقدر الباحثون أن إعصاراً واحداً يعادل نصف الإنتاج العالمي من الطاقة الكهربائية، وإن استطعنا استغلال كل هذه الطاقة، يؤكد شيميزو أنه من الممكن تزويد اليابان بالطاقة لخمسين سنة.
لهذا الغرض، قام شيميزو ببناء عنفة خاصة، وهي تبدو كخفاقة بيض، وتعتمد على تأثير ماجنوس (القوة التي تتسبب بانحراف كرات القدم الدوارة أثناء حركتها في الهواء) للسيطرة على دوران العنفة، ويساعد التصميم على تحمل اتجاهات الريح غير المتوقعة.
الاستفادة من كل شيء
قد يبدو توليد الطاقة من إعصار ضرباً من الخيال، ولكننا نمتلك فعلياً البنى القادرة على احتمال قوة هبوب إعصار.
ونظراً لأزمة المناخ الراهنة، فمن الأفضل لنا أن نفعل هذا. حيث إن الحلول الخضراء تتمحور حول توليد الطاقة من الطبيعة، والابتعاد عن الوقود الأحفوري للقضاء على الكارثة المقبلة، والمساعدة على حماية محيطنا الحيوي. تتعرض بلدان كاليابان باستمرار إلى ضربات الأعاصير، وقد تكون هذه وسيلة للاستفادة من هذا الوضع.
إضافة إلى ذلك، فنحن بحاجة إلى هذه التكنولوجيا إن أردنا أن نتقدم ونتطور. حيث يعني التقدم نحو حضارة من الصنف “واحد” على مقياس كارداشيف (طريقة لقياس مستوى التقدم التكنولوجي لحضارة بشرية ما اعتماداً على كمية الطاقة التي تستثمرها) القدرة على السيطرة على عناصر الطبيعة من ضوء الشمس، والبراكين، والزلازل، وحتى الأعاصير.
قد يعني ذلك خطوة إضافية نحو نقل البشرية من تصنيفها كحضارة من الصنف “صفر” إلى تصنيف أرقى.