معهد تعليم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية.. 60 عامًا في خدمة غير الناطقين بها

المدينة المنورة – واس:
بمسيرة تمتد لأكثر من ستة عقود منذ تأسيسه عام 1386هـ؛ يواصل “معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها” في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، رسالته التاريخية في نشر لغة الضاد عالميًا، وتخريج كوادر تعليمية مؤهلة؛ ليظل منارة أكاديمية متخصصة، وركيزةً أساسية في خدمة اللغة العربية وتعزيز حضورها عالميًا، وبوابةً فاعلة لتأهيل المعلمين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
ويحمل المعهد سجلًا حافلًا في خدمة طلاب العلم من مختلف الجنسيات، إذ بدأ مسيرته بناءً على توصية المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في جلسته الثانية المنعقدة يوم 29 / 7 / 1383هـ، حيث أُنشئ حينها تحت مسمى (شعبة تعليم اللغة لغير العرب)؛ لتكون الدراسة فيه مخصصة للطلاب غير الناطقين بالعربية؛ بهدف رفع كفاءتهم اللغوية وإعدادهم لمتابعة دراستهم في كليات الجامعة.
وفي عام 1422هـ، صدر قرار مجلس التعليم العالي بتعديل مسمى الشعبة؛ ليصبح (معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها)، ويستمر بأداء رسالته الأكاديمية النوعية وفق رؤية تطويرية شاملة.
وفي هذا السياق يؤكد عميد “معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها” بالجامعة الدكتور صالح بن ضيف الله العمري، أن هذه المسيرة المتواصلة تُجسّد الدور الريادي للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في تعزيز حضور اللغة العربية عالميًا، مشيرًا إلى أن المعهد مستمر في تحديث برامجه التعليمية والتدريبية بما يتواءم مع رؤية المملكة 2030 في تنمية القدرات البشرية، وتعزيز الهوية الوطنية، والعناية باللغة العربية.
ولم تقتصر إنجازات المعهد على التدريس الأكاديمي فحسب، بل امتدت لتشمل الإشراف على أكثر من 350 رسالة علمية، ونشر نحو 180 بحثًا علميًا متخصصًا في تعليم اللغة العربية واللغويات التطبيقية، كما أسهم في تنفيذ أكثر من 60 برنامجًا تدريبيًا استفاد منها نحو 3 آلاف متدرب ومتدربة، إضافةً إلى تسجيل ما يزيد على 100 ساعة تطوعية.
ويروي بدوره أحد خريجي المعهد من جمهورية تنزانيا عبدالكريم يوسف علوي تجربته قائلًا: “لم أكن أتحدث كلمة عربية واحدة قبل انضمامي للمعهد، واليوم أصبحت أدرّس العربية لأبناء جاليتي وأدير مركزًا تعليميًا صغيرًا في بلدي، ولعل من أبرز ما ساعدني على تجاوز التحديات هو برنامج (مساند)؛ إذ كان له دور كبير في تذليل العقبات التي واجهتني خلال دراستي في المدينة المنورة، حيث وجدت هنا أسرة حقيقية ساعدتني على التكيف أكاديميًا واجتماعيًا وثقافيًا”.
وتأكيدًا للمكانة والتميّز العالمي، حصد المعهد في عام 2022م رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس لأكبر تنوّع في الجنسيات الدارسة للغة العربية في مكان واحد، كما حصل على الاعتماد البرامجي لبرنامج الإعداد اللغوي عام 2024م، إضافةً إلى فوزه بالمركز الثاني في جائزة العمل التطوعي على مستوى الجامعة.
ويعزز المعهد مكانته بصفته مركزًا عالميًا لإعداد متعلمي ومعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها وتأهيل الباحثين المتخصصين، وتطوير مسارات تعليم اللغة العربية من خلال الابتكار في المناهج والمقررات الرقمية، وتوسيع نطاق الشراكات مع المؤسسات التعليمية المحلية والدولية، وبما يسهم في خدمة لغة الضاد ونشرها بوصفها لغة عالمية للتواصل والثقافة.




