اسلاميات

غُسل الكعبة المشرفة

بقلم – د،هاله بنت ذياب المطيري
الأمين العام للجمعية التاريخية السعودية

في كل عام، تحتفي المملكة العربية السعودية بمشهد مهيب ينتظره بكل شوقٍ المسلمون حول العالم، حين تُفتح أبواب الكعبة المشرفة لغسلها من الداخل، في تقليد متوارث منذ عهد النبي محمد ﷺ، حيث يُجسد رمز الطهارة والتجدد الروحي، ويُعرف بـ”مراسم الغُسل المبارك”.
وتُقام هذه المراسم في شهر محرم،ويتشرف بخدمة الكعبةسدنتها آل الشيبي، بحضور خادم الحرمين الشريفين أو من ينيبه عنه ،إلى جانب عدد من كبار العلماء وأئمة الحرمين الشريفين.
وتبدأ المراسم بدخول الكعبة المشرفة حيث تُغسل جدرانها من الداخل بمزيج مكوّن من ماء زمزم المعطر بماء الورد، مع دهن العود والعنبر، في جوٍ إيماني بالغ الدقة، ويُستخدم فيه قماش خاص للمسح، وتُبخر الأركان بالبخور الفاخر.
ورغم أن الغُسل للكعبة المشرفة مادي في ظاهره، إلا أنه يحمل دلالات روحية عظيمة، فالبيت العتيق لا يُغسل من الغبار، بل تُجدد فيه رمزية الطُهر، ويُستنهض فيه الإيمان، وتُستحضر في زواياه قداسة المكان وشرف الزمان.
وقد دأب ملوك المملكة العربية السعودية على إحياء هذه الشعيرة المباركة، تعزيزًا لمكانة الحرمين الشريفين، وامتدادًا لرسالة خدمة الإسلام والمسلمين، حيث تُوثق المناسبة كل عام وسط تغطية إعلامية واسعة،لهذ المشهد الإيمانيّ العظيم
إن مراسم الغُسل المبارك للكعبة المشرفة ليست مجرد مناسبة دينية، بل مشهد من الجمال الروحي والسمو الإيماني، يستنهض في النفوس شوق الطواف، ويوقظ في الأرواح معنى القرب من الله، ويُذكرنا دائمًا أن الطُهر الحقيقي يبدأ من الداخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى