كتب – محمد نجيب :
ودّع نادي الهلال السعودي بطولة كأس العالم للأندية 2025 من الدور ربع النهائي، بعد خسارة صعبة أمام فريق فلومينينسي البرازيلي بنتيجة 2-1، في مواجهة أظهرت حجم التطور الكبير للكرة السعودية وعبّرت عن الحضور المشرف للكرة العربية والآسيوية على الساحة العالمية.
ورغم الخروج، فإن الهلال، ممثل آسيا الوحيد في الأدوار الإقصائية، خطف الأنظار بأدائه اللافت طيلة مشواره في البطولة، حيث خاض أربع مباريات دون هزيمة قبل لقاء ربع النهائي، تمكن خلالها من تحقيق انتصارات تاريخية على مانشستر سيتي الإنجليزي وباتشوكا المكسيكي، كما فرض التعادل على ريال مدريد الإسباني وسالزبورغ النمساوي، في نتائج غير مسبوقة لفريق آسيوي.
في مباراة ربع النهائي، أظهر الهلال شجاعة كبيرة، لكن الفريق البرازيلي -وصيف نسخة 2023- نجح بخبرته في تحجيم مفاتيح لعب الهلال، وأغلق المساحات، وتعامل بذكاء تكتيكي عالي، ساعده فيه عامل الجاهزية البدنية، إذ إن الموسم الرياضي في البرازيل لا يزال في ذروته، خلافاً للهلال الذي أنهى موسمه قبل أسابيع.
ورغم تسجيل الهلال هدفاً لم يكن كافياً لقلب النتيجة، فإن الأداء العام للفريق استحق الإشادة، وعبّر عن مستوى متقدم لكرة القدم السعودية التي باتت تنافس الكبار بندّية.
الهلال لم يخرج خالي الوفاض من البطولة، بل حقق أرقاماً لافتة، حيث تصدّر مهاجمه البرازيلي ماركوس ليوناردو قائمة هدافي البطولة بـ4 أهداف، بينما لمع روبن نيفيز بصناعته لتمريرتين حاسمتين وخلقه لـ4 فرص محققة، كما تألق الحارس المغربي ياسين بونو في مباراة مانشستر سيتي، وكان أحد أبرز نجوم البطولة.
وقد أُثّر أداء الفريق في ربع النهائي بعوامل عديدة، من أبرزها الإرهاق البدني بعد مباراة مانشستر سيتي التي امتدت لـ120 دقيقة، إضافة إلى الأجواء الحارة وتوقيت المباراة، وتأثر بعض اللاعبين نفسيًا بوفاة زميلهم في المنتخب دييغو جوتا، كما لعبت الدراسة الدقيقة التي أجراها فلومينينسي لأسلوب الهلال دورًا في الحد من خطورته الهجومية.
وبرغم الخروج، خرج الهلال مرفوع الرأس، محققًا إنجازًا جديدًا للكرة السعودية، ليؤكد من جديد أنه رقم صعب في المحافل الدولية، وأن المستقبل يحمل الكثير لهذا النادي العريق الذي أثبت أن الطموح لا سقف له.
