رياضة

الهلال .. الرقم الصعب في معادلة الكرة العالمية

بقلم – جمال الياقوت :

عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب

في ليلة مرتقبة ينتظرها عشاق كرة القدم حول العالم، يخوض فريق الهلال السعودي مواجهة من العيار الثقيل أمام فلومينينسي البرازيلي، عند الساعة العاشرة من مساء اليوم الجمعة، على أرضية ملعب “كامبنج وورلد ستاديوم” في مدينة أورلاندو الأمريكية، ضمن منافسات الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم للأندية 2025 بنظامها الموسع الذي تستضيفه الولايات المتحدة بمشاركة 32 فريقًا لأول مرة في تاريخ البطولة.

يدخل الزعيم الآسيوي اللقاء وهو في أوج توهجه، بعد أن دوّى اسمه عالميًا إثر فوزه التاريخي والمثير على مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل أوروبا، بنتيجة (4-3) في دور الـ16، ليصبح أول نادٍ آسيوي يُسقط بطل أوروبا في نسخة كأس العالم الموسعة، ويرسّخ مكانته كرقم صعب في معادلة الكرة العالمية.

الهلال خاض دور المجموعات بصلابة، بدأه بتعادل مثير مع ريال مدريد (1-1)، ثم مواجهة تكتيكية متوازنة أمام سالزبورغ انتهت سلبًا، قبل أن يحسم بطاقة التأهل بفوز مقنع على باتشوكا المكسيكي بهدفين دون رد، جامعًا خمس نقاط تأهل بها ثانيًا، لكنه حمل روح الصدارة في الأداء والإصرار.

في الجهة المقابلة، يتقدم فلومينينسي ممثل الكرة البرازيلية بكل عنفوان، بعدما اجتاز عقبة إنتر ميلان الإيطالي في ثمن النهائي بهدفين حاسمين، مستندًا إلى قوة دفاعية صلبة وتحولات هجومية خاطفة أربكت الخصم. وقد تأهل الفريق البرازيلي من مجموعته بعد أن جمع 5 نقاط أيضًا، متعادلًا مع بوروسيا دورتموند وماميلودي ساندونز، وفائزًا على أولسان الكوري في مواجهة هجومية شرسة.

مواجهة الليلة تمثل صدامًا كرويًا بين مدرستين مختلفتين: الحضور الآسيوي المتصاعد الذي يمثله الهلال بخبرة ناضجة وثقة متنامية، والطموح البرازيلي العريق الباحث عن استعادة الهيبة العالمية. الهلال، بطموحه اللا محدود وروحه القتالية، لا يواجه فقط خصمًا قويًا، بل يسعى لترسيخ معادلة جديدة في كرة القدم تؤكد أن الأندية الآسيوية قادرة على مقارعة الكبار، بل وهزيمتهم.

كل الأنظار تتجه إلى أورلاندو، حيث يُكتب فصل جديد من المجد الكروي، وحيث يسعى الهلال لكتابة اسمه بحروف ذهبية في سجل أبطال العالم. فهل يواصل الزعيم رحلته الملحمية؟ أم سيكون لفلومينينسي رأي آخر؟
الساعات القادمة ستحمل الجواب، لكن المؤكد أن الهلال قادم… لا ليشارك، بل ليُنافس ويصنع التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى