ينبوع حياتنا وشموخ عزنا

بقلم – يوسف البيشي:
مهما حاولنا أن نعبّر عما بداخلنا لأعظم إنسانة في الكون، ينبوع حياتنا وشموخ عزنا أمّنا تلك الإنسانة العظيمة فالكلمات والحروف لن تكفي، فهي من أنارت طريق حياتنا، هي من أرشدتنا للصواب، وتحملت متاعب ومصاعب الحياة من أجلنا، هي من سهرت الليالي من أجل راحتنا، هي شمس الكون وقمر الليل، هي ينبوع حياتنا وشموخ عزنا فالحمدلله على هذه النعمة، هي ذاك البدر المنير الذي يضيء لنا السماء، ونستمد من ضيائه أمل الحياة، هي تلك اللؤلؤة المصونة والتي تتلألأ يوماً بعد يوم، وتضيء أعماق البحار، هي جميع النساء الطيبات، هي كل الأشياء النقية، هي عنوان الأمومة والحنان والعطاء التي لا تكتب، هي ذلك الينبوع الذي تتفجر منه مياه الحب، فتسقي الأرض فتخضر منه وتزهر وتضيء، هي ذلك النبع الصافي والشجرة التي لا تذبل، والظل الذي نأوى إليه في كل حين، هي رمز المحبة والعطاء، والحب والوفاء، ستبقى مثالية، حنونة، جميلة وعطوفة مهما حطت بنا الأقدار، هي تلك العظيمة الصادقة والمعبرة، بكلمة تحرك رياح المشاعر في دواخلنا ، وتهز سفن الإحساس في قلوبنا، وتهيج بحار المحبة في كياننا، هي حنّية الدنيا ولطفها وجمالها، هي بهجة الحياة، هي التي يحلو بها العمر ويزداد ربيعًا وتألقًا وبهجة إلى ازدهاره، هي ربيع القلوب، ونور الحياة
في كل حقلٍ من حقول الحياة، وفي كل بستان كبير من بساتين المحبة والحنان، تسكنها نسائم الأمل، وعبق الحنان يحيط بها، ورائحة عطر العطف تفوح منها، وانبعاثات النور تضيئها، أهديها زهرة الحب والوفاء.

هي التي تأخذ جذوة من قلبها وتضعها في قلوب أبنائها، تُنيرهم بالحب والعطاء والأخلاق، تدعو لهم تضرعًا وتوسّلًا أن يعيشوا حياة جميلة، فكل قبعات العالم ترتفع إجلالًا لهن فبارك الله في أمهاتنا وجعلهن في الفردوس الأعلى.