لعبة البادل تُعيد تشكيل العادات الرياضية للسعوديين في شهر رمضان

الرياض – واس :
تحظى رياضة البادل بإقبال متزايد خلال شهر رمضان، حيث أصبحت واحدة من أبرز الأنشطة الرياضية التي تجمع الأصدقاء والعائلات في أجواء تنافسية وترفيهية، مستفيدة من سهولة تعلمها وطبيعتها التي تناسب مختلف الفئات العمرية.
وتشهد ملاعب البادل في مختلف مدن المملكة نشاطًا ملحوظًا خاصة خلال الفترات المسائية، إذ توفر بيئة رياضية ملائمة تسهم في تعزيز اللياقة البدنية دون إجهاد، مما جعلها خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين خلال الشهر الفضيل.
ويأتي انتشار هذه الرياضة ضمن توجهات المملكة لتعزيز ثقافة ممارسة الرياضة، تماشيًا مع أهداف برنامج جودة الحياة، وهو أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، اذ تعمل وزارة الرياضة على زيادة نسبة ممارسة الأنشطة الرياضية بين الأفراد بمختلف فئاتهم، كما أن هذا التوجه يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد ضرورة ممارسة النشاط البدني بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل للحفاظ على اللياقة والصحة العامة.
ومع تنامي شعبية البادل، يجري تنظيم بطولات ودورات تدريبية في العديد من المراكز الرياضية تستهدف الهواة والمحترفين، وسط تنافس متزايد يعكس انتشارها المتسارع في المجتمع، كما تعمل الجهات الرياضية على تقديم برامج تدريبية لتعريف المبتدئين بأساسيات اللعبة، مما يتيح فرصة أوسع لانضمام مزيد من المشاركين.
وجاء هذا الانتشار مدعومًا بجهود وزارة الرياضة، التي عملت على توفير بيئة مناسبة لممارستها، إلى جانب تشجيع إقامة البطولات المحلية والدولية، منها بطولة “بريميير بادل P1” بتنظيم الهيئة العامة للترفيه، وبطولة موسم رمضان التصنيفية للبادل بتنظيم وزارة الثقافة، الأمر الذي عزز من مكانتها ضمن الرياضات الحديثة التي تشهد تطورًا ملحوظًا في المملكة.
وتعد البادل من الرياضات التي تمزج بين التنس والاسكواش، وتمتاز بسهولة ممارستها مقارنة برياضات أخرى، مما أسهم في انتشارها السريع في المملكة، وقد باتت خيارًا رياضيًا متاحًا لمختلف الفئات مع توفر ملاعب مخصصة في العديد من المدن.
ويعود تاريخ هذه الرياضة إلى مدينة أكابولكو بالمكسيك عام 1969، عندما أراد رجل الأعمال المكسيكي إنريكي كوركويرا بناء ملعب للتنس في فناء منزله، إلا أن المساحة المحدودة قادته إلى ابتكار رياضة تجمع بين التنس والإسكواش، ومن هناك انتشرت هذه الرياضة عبر نخبة المجتمع المكسيكي وانتقلت إلى ماربيا الإسبانية، حيث أسهم انتشارها بين الطبقات الثرية في زيادة شعبيتها، حتى أصبحت رياضة جماهيرية منتشرة عالميًا.
ويؤكد مختصون في المجال الرياضي أن ممارسة الرياضة بعد الإفطار تسهم في تحسين اللياقة البدنية وتعزيز النشاط العام، مشيرين إلى أن رياضة البادل أصبحت عنصرًا أساسيًا في النشاطات الرمضانية، لما توفره من تجربة رياضية متكاملة تجمع بين المنافسة والتواصل الاجتماعي في بيئة رياضية مناسبة.
من جانبه أشار نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للبادل خالد بن سليمان السعد، إلى أن هذه الرياضة تتطلب كثافة أداء عالية، بما في ذلك الجري والقفز وردات الفعل السريعة، مما يعزز الصحة البدنية والذهنية والنفسية، حيث إن معدل حرق السعرات الحرارية عند لعب البادل خلال الساعة الواحدة يتراوح بين 700 إلى 1000 سعرة حرارية، وقد يتجاوز ذلك لدى اللاعبين المحترفين، وفقًا لمعدل حركتهم وقدرة أجسامهم على حرق السعرات.
وتُقام بطولات رياضة البادل وفق أنظمة متعددة، حيث يمكن أن تُلعب بنظام الدوري الذي يتطلب تسجيل ما لا يقل عن 6 لاعبين/لاعبات للفريق الواحد، أو بنظام خروج المغلوب من أدوار متعددة حسب الفرق المسجلة.
وكانت المملكة أول دولة على مستوى العالم تعلن عن إقامة دوري محلي للبادل، الذي انطلق في عام 2024، بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية.
وتسعى اللجنة السعودية للبادل إلى تعزيز الوعي بهذه الرياضة، من خلال برامج تعليمية تستهدف الأطفال، لتعريفهم بقواعد اللعبة وأهميتها، إلى جانب توعيتهم بأساسيات التغذية السليمة وتحفيزهم على تبني نمط حياة صحي ورياضي.
وتواصل رياضة البادل تحقيق انتشار واسع وسط توقعات بتزايد الإقبال عليها خلال المواسم القادمة، مدعومة بمبادرات وجهود تنموية تهدف إلى تعزيز الرياضات الحديثة في المملكة، وفق رؤية تسعى إلى تنويع الأنشطة الرياضية وجعلها جزءًا من نمط الحياة اليومي للمجتمع
