رمضان

سوق الخاسكية .. جوهرة أسواق جدة التاريخية

جدة – واس:


تمثل أسواق جدة القديمة عنوانًا للازدهار الاقتصادي لمدينة جدة، وقلب التجارة النابض الذي تتدفق منه البضائع بمختلف أنواعها إلى داخل المدينة وخارجها.
وتحظى تجربة التنقل بين المحال والدكاكين في أسواق جدة القديمة بطابع خاص، فالزائر لها يستكشف ما تزخر به المنطقة من تنوع تراثي وثقافي يجمع بين الحياة الاجتماعية والتجارة التقليدية، ويجعل منها عنصر جذب للأهالي والزوار والسياح من مختلف الجنسيات.
ومن الأسواق المشهورة التي لا تزال تحتفظ بطابعها التقليدي سوق ” الخاسكية ” الذي يعود تاريخه إلى ما يزيد عن 200 عام، إلا أنه ما يزال شاهدًا على عراقة التراث الحجازي القديم، وترجع تسمية السوق بهذا الاسم نسبة إلى المفردة الأعجمية “خاصكية” وتعني الأحياء التي كان يأتيها كبار القوم من الأثرياء والمسؤولين والوجهاء من أهالي جدة، وأصبح اسم الخاسكية دارجًا على ألسنة الناس.
واعتاد زوار السوق على المرور من خلال شوارع ضيقة وممرات متعرجة للوصول لدكاكينه التي ترجع بذاكرة الزائرين إلى الماضي بجميع تفاصيله وملامحه، عبر ردهات السوق التي يسيطر عليها البناء بالطراز القديم، فيما تبلغ مساحة السوق قرابة 1.5 كيلومتر مربع، ولا تزال تحتفظ بالعديد من آثار الحياة التقليدية ذات الخصائص الاقتصادية والاجتماعية القديمة، وتعتمد حاليًا على المساجد والأسواق الموجودة في المنطقة، بما في ذلك بعض محال الحرف التقليدية القديمة التي أشهرها قديمًا وحديثًا في السوق التاريخي.
ونجح سوق الخاسكية في الربط بين الماضي والحاضر، مما يعد مزارًا سياحيًا مهمًا، يقع في محيط منطقة جدة التاريخية، وعامل جذب واهتمام زوار المنطقة وسياحها، وبحكم قرب سوق الخاسكية من الميناء ، كانت الحركة التاريخية في المدينة تبدأ من أرصفته، وكان السوق تابعًا لحارة البحر التي تعد آخر الحارات الأربع إنشاءً كحارة الشام، والمظلوم، والبحر، واليمن، وكان لكل حارة سوق في مدينة جدة.
وتميزت البضائع في هذا السوق في ذلك الوقت بتنوعها، منها ما هو مُصَنع محليًا على أيدي الحرفيين أو المستورد من الخارج.
ويمثل السوق في جدة القديمة السوق الشامل لكل شيء، مما زاد قيمته التجارية لدى التجار والأهالي، وشجعهم على الإقبال عليه في مختلف أوقات العام دون تمييز موسم عن غيره، رغم أن سوق الخاسكية نشأ في مرحلة متأخرة مقارنة مع أسواق حارات جدة الأخرى، لكنه ازدهر وتطور بصورة سريعة محاطًا بمعظم البيوت التجارية والدوائر الحكومية، وأصبح منطقة مركزية لمدينة جدة داخل أسوارها العتيقة، ومكانًا جاذبًا لسكان جدة من مختلف الفئات، بدءًا بالأغنياء والتجار، مرورًا بالصُناع والحرفيين، وانتهاء بالبسطاء العاملين في البحر.
وتتوزع المحال والمقاهي المنتشرة في السوق قديمًا حسب طبقات السكان ووظائفهم، فيما تم تقسيم السوق من الداخل إلى أسواق صغيرة تضم البضائع التي لها علاقة بالحقائب ” الشنط ” والألحفة ومواد العناية بالجسم المختلفة، إلى جانب عدد كبير من البضائع المتخصصة في العطور الشرقية والعالمية، كما يحتوي على مطاعم ومقاهٍ وأفران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى