اسلاميات

الباحث الإسلامي محمد خضر الشريف يحيي محبة النبي في القلوب بكتابه الجديد”الأربعون الخضرية في محبة سيد البرية”

صورتي

محمد خضر الشريف

**الكتاب توطئة لكتاب كبير في حجمه ومعناه لسرد نماذج سامقة في محبة النبي الأكرم  بعنوان” يحبهم ويحبونه”.

** الفارق الكبير بينه وبين ” أربعين النووي” الشروحات التفسيرية بين يدي كل حديث

**” الأربعون الخضرية” خاصة بمحبة النبي لأصحابه ومحبتهم له..  و”الأربعون النووية” عامة في أمور الدين

 

متابعة سويفت نيوز:
أنهى الباحث الإسلامي والكاتب الصحفي والداعية والأديب الأستاذ/ محمد خضر الشريف، لمساته الأخيرة من كتابه” الأربعون الخضرية في محبة سيد البرية” وهو كتاب يقع ضمن مجموع مؤلفاته التي تصل إلى خمسة وثمانين مؤلفا في أصناف العلوم المنوعة من (قرآن كريم، وحديث شريف، وفقه، وسيرة، وتاريخ إسلامي، وأدب وشعر، وذكريات سياحية، وصحافة، وإعلام جديد، ومجموعات قصصية، ودواوين شعرية، وزهد وعبادة، ورؤي منامية، وشروحات لبعض الكتب المعروفة والقصائد الدينية الشهيرة،  وشواهد شعرية في كتب التفاسير وغير ذلك)..
“سويفت نيوز” التقت بالباحث خضر الشريف في هذا اللقاء السريع لتعيش معه أجواء الكتاب البراق..
(سبب الاختيار)
**ما سبب اختيارك لموضوع الكتاب؟!

=يقول المؤلف في حديثه  الخاص  لـ”سويفت نيوز”: طلبت مني ابنتي الكبرى أن أذكرهم كل يوم بحديث نبوي شريف من باب التذكرة والفائدة، ولما كانت بعيدة عن محل إقامتي أنا والأسرة بسبب دراستها مابعد الجامعية، قررت أن أسرد لها كل يوم حديثا مع وقفات موجزة، عبارة عن خواطر تشرح وتفسر ما احتوى عليه الحديث الشريف.

وأضاف: وماكنت أتوقع أن تكتمل تلك السلسلة حتى تصل إلى الأربعين حديثا كلها في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل زادت حتى بلغت الخمسين حديثا، مما جعلني أختص أربعين منها لتكون مباحث هذا  الكتاب.

وقد حلت بركة صاحب السيرة العطرة بزيادة تتبعي للأحادث الكريمة في محبته مما جعلني أعد لكتاب آخر بعد هذا  الكتاب سميته” يحبه ويحبونه” وهو كتاب له منهجه الخاص المختلف عن هذا وفيه مباحث أكبر ولغته أكثر عمقا من لغة هذا  الكتاب وتنتمي إلى لغة السرد التحليلي الإقصائي المتخصص بعض الشيء.

(المحبة الصادقة عامل مشترك)

** هل الاحاديث  في كتابكم هذا “الأربعون الخضرية” كلها قاصرة على محبة النبي صلى الله عليه وسلم كما يدل على ذلك عنوان الكتاب؟
=طرأ في بالي أن تكون الأحاديث كلها متعلقة بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، و تشمل ما وقع من أصحابه الكرام له من وقائع وقصص ومواقف ثبت فيها صدق محبتهم رضوان الله عليهم لنبيهم ورسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم.
كما أن  “الأربعون الخضرية” تشمل أيضا ما وقع منه صلى الله عليه وسلم ما يدل في نصه ومعناه على محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه؛ ومن ثم يمكن إدخال هذه المحبة لأمته كلها، وجئنا نحن ننتفع بتلك المحبة الكريمة له ومنه، صلى الله عليه وسلم، فيزداد بها إيماننا بالله وبرسوله وحبنا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

 

(لماذا أربعون حديثا؟)

 

**سألناه: ولماذا كانت أربعين حديثا حصرا؟
= رأيت أن أجمعها في أربعين حديثا نبويا شريفا صحيحا؛ لما في الأربعين من المزية وقد ورد في فضل الأربعين حفظا، ما شجعني على ذلك كثيرا ولا يعبأ بمن اتكأ على ضعف ماورد في مبزتها وعدم الاهتمام بها بسبب ضعف مثلا قي بعض سندها؛ لأن ضعفها يُعمل به في فضائل الأعمال كما ورد في ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
ولعل ما ورد في الأحاديث ما شجعني على ذلك مثل حديث :”من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء.
وفي رواية “بعثه الله فقيهاً عالماً”
وفي رواية أبي الدرداء :”وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً”
وفي رواية ابن مسعود “:قيل له أدخل من أي أبواب الجنة شئت”.

 

(النووي كان سباقا)

النووي

 

**وهل هناك علاقة بينها وبين “الأربعون النووية” للامام النووي؟!

= نعم ولعل شيخنا الكبير و الجهبذ الإمام النووي كان سباقا في حصر أحاديثه في عدد” الأربعين” وهي 42 حديثا وانما عرفت بالأربعين نسبة للعدد الصحيح وتحاشيا للعددين الواحد والثاني بعد الأربعين، والتي نسبت له وعرفه الكثير بها، ولقيت من القبول الشيء الكثير وحازت شرح الكثير عليها فكان العدد تيمنا بالأربعين وسلوكا لمسلك الإمام النووي رحمه الله .

(بين “الأربعون الخضرية والأربعون النووية”)

**وهل هناك فرق بين منهج كتابكم “الأربعون الخضرية” وبين كتاب النووي “الأربعون النووية”؟!

=سأفصل الفوراق بين هذه الأربعين وتلك الاربعين على النحو النالي:
* الأربعون الخضرية” وان كان فيها وجه شبه في المسمى الا أنها تختلف عن “الأربعون النووين” في عدة أشياء منها:
* ” الأربعون الخضرية” لم تتعد العدد المنسوب الكتاب إليه- الأربعين- ، في حين زادت “الأربعون النووية” عن الأربعين بحديثين فأصبجت 42 حديثا.
* الأربعون الخضرية” محصورة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كانت المحبة له من غيره أو منه صلى الله عليه وسلم لغيره. في حين جاءت “الأربعون النووية” شاملة عامة لعدة موضوعات في العقيدة والفقه والتوحيد وما شابه ذلك.
* الأربعون الخضرية” تختلف عن “الأربعون النووية” في الوقفات أي الخواطر التي سكبتها في شرحها وتوضيحها وقد خلت هذه الوقفات والشروحات من “أربعين النووي” رحمه الله.
*”الأربعون الخضرية” وإن كان موضوعها محصورا في أحاديث المحبة الخاصة بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ،إلا أن وقفاتها أتت متعلقة بأمور مثل الفقه أو التفسير أو الرقائق وما شابه ذلك.

 

(منهج الكتاب)

**وكيف سار منهجكم العلمي في هذا الكتاب؟!

= حرصت في هذا الكتاب أن يكون حاويا لترتيب الحديث وذكر رقمه في بداية كل حديث مثل الحديث الاول والحديث الثاني والثالث وهكذا..
-حرصت ان يكون الحديث صحيحا أو حسنا واجتنبت الموضوع والضعيف حتى لا أقع في طائلة الوعيد” من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار”.
– حرصت أن يكون الحديث معزوا لروايه مثل: “رواه البخاري” أو “رواه مسلم “وهذا لم أقرنه بقوله صحيح لمعرفة ذلك بداهة أما ماسواهما فأعزوه لصاحبه وأبين درجته (صحيح) أم (حسن) وهكذا.
– حرصت أن أضع خواطري التفسيرية للحديث بما يشرحه سريعا، ويوضح هدفه وغايته التي تصب في موضوع الكتاب وهو محبة سيد البرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.
– سردت بعض الأحاديث في كل ما له علاقة بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه له
– سردت بعض الأحاديث في كل ما له علاقة بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وبالطبع كل أمته.
– سجلت بعض النقاط التي سميتها: “وقفات بين يدي الحديث” وحرصت أن تكون بلغة سهلة مبسطة؛ لتوضيح ما احتوى عليه الحديث تلو الحديث.
– شرحت بعض المفردات الغامضة في بعض الأحاديث التي تحتوي مثل هذه المفردات.
– حرصت أن أنهي الوقفات بقولي”انتهى”؛ حتى يعلم القارئ نهاية الكلام على الحديث، ليستعد للحديث الذي يليه.
– حرصت أن أرفق صورة تعبيرية في نهاية الحديث؛ ترويحا لعين القارئ، وغالب الأمر تحوى الصورة صورة المسجد النبوي الشريف أو بعض الأماكن التي حدث فيها الحديث نفسه، مثل حديث الخندق وموقعته الشهيرة أو حديث اللبن وما صاحبه من صورة اللبن، أو حديث الرقية وقطيع الغنم. والله الموفق للصواب.

مباحث الكتاب
** وكيف كانت تقسيمكم للمنهج العلمي  للكتاب؟
= هذا الكتاب كنت حريصا على أن يكون سهلا مباحثه في الأحاديث نفسها مرتبة حسب المواقف نفسها  وقد أؤمل أن يكون الكتاب الآخر” يحبه ويحبونه ” يحوي المزيد من المباحث والنماذج الصادقة لمحبته صلى الله عليه وسلم.
 المقدمة:
جوت سبب اختيار الكتاب كما شرحنا سابقا
تمهيد:
(وجوب محبته شرعا آية 80=82 آل عمران.
وجاءت بقية المباحث على النحو التالي:
المبحث الأول:
الاحاديث الظاهرة بإعلانه المحبة له والحث عليها ووجوبها..
( الآن ياعمر- “لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به”،”أن يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما”)..
 
المبحث الثاني:
الأحاديث الظاهرة في إعلان الصحابة المحبة له..
(أبو بكر وعمر وربيعة وزيد بن حارثة وحسان بن ثابت وثوبان ..
 
المبحث الثالث:
المحبة لمن خدموه.
١-المحبة الخاصة لمن رأى أنهم استحقوها.(أبو بكر “ومن الرجال ابوها” ومعاذ، وأسامة بن زيد، وبلال وأبو هريرة)..
٢- المحبة الاجتماعية واقعيا) (تزويجه لربيعة وتزويجه لجليبيب ومساعدته في مكاتبة سلمان الفارسي واعتباره من أهل البيت، ومع جابر بن عبد الله في حفر الخندق وفي بيعه منه الجمل ورده إليه مع الثمن، وعيادته لسعد بن أبي وقاص ووصاياه العديدة له وعيادته لسعد بن معاذ، وعيادته لخادمه اليهودي، الذي أسلم على يديه، وبعض من نالوا منه أو عادوه وعفا عنهم)
المبحث الرابع: المحبة العامة لأمته في الدنيا. المبحث الخامس: المحبة الخاصة لأمته يوم القيامة. الحوض- الشفاعة الكبرى للخلق-الشفاعة الخاصة لأمته-شفاعته للجهنميين من أمته).

(نماذج من الكتاب)

القبر

قبر سيد من خطت قدماه الأرض صلى الله عليه وسلم

 

** هل تسمح لنا بنشر نماذج مما حواه الكتاب القيم والمهم؟!

=بالطبع نعم  ودونكم “الحديث الأول”  الذي يحمل عنوان: “أمنيته مرافقة النبي في الجنة” !!
نص الحديث:

أمنيته مرافقة النبي  في الجنة !!

 

** عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنتُ أبيتُ عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال: “سلْ”قلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك ؟ قلتُ: هو ذاك. فقال: “فأعني على نفسك بكثرة السجود.


ولعل الرواية الأخرى التي رواها مسلم أيضا فيها نوع من التوسع وهي على النحو التالي:

قال ربيعة بن كعب الأسلمي: (كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه طيلة نهاري حتى يصلي رسول الله العشاء الأخرة فأجلس ببابه، فإذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله حاجه فما أزال أسمعه يقول أي: رسول الله : سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده، حتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد. قال: فقال لي يوما -لما يرى من خفتي وخدمتي إياه-: سلني يا ربيعة أعطك. قال: فقلت: أنظرني في أمري يا رسول الله. قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة وأن لي فيها رزقًا سيكفيني ويأتيي، قال: فقلت: أسال رسول الله لأخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ قال: فقلت: نعم يا رسول الله أسالك أن تشفع لي إلى ربك فيعقتني من النار، قال: فقال: من أمرك بهذا يا ربيعة! قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد، ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به، نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت: أسال رسول الله لآخرتي، قال: فصمت رسول الله طويلا ثم قال لي: إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود.

التخريج)

رواه الإمام مسلم في صحيحه

 

( راوي  الحديث)

هو ربيعة بن كعب الأسلمي أبو فراس حجازي، أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قديما وكان يلزمه وكان محتاجا من أهل الصفة وكان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو ممن خدم رسول الله  صلى الله عليه وسلم وكان لهم شرف الخدمة من خدمه ومواليه مثل أنس بن مالك، وثوبان وبلال وسفينة وغيرهم.

 

** وقفات مع الحديث:

وفي الحديث السابق عدة وقفات تتمثل في التالي :

**تشرف الصحابة رضوان الله عليهم بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل ربيعة وكما كان يفعل بلال وأنس وغيرهم .

**المبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيء جديد وجميل تكتشفه ممن حل شرفا على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

**المبادرة من الصحابي بإحضار وضوء النبي وحاجته دون طلب أو أمر منه صلى الله عليه وسلم.

**مكافأة النبي صلى الله عليه وسلم لمن قدم له خدمة بقوله : “سلني”، ولو سأله من أمور الدنيا لأعطاه مبتغاه.

**الهمة العالية للصحابي ربيعة الذي فقه ما يريد وجعل همته عالية تسبق الثريا بقوله “مرافقتك في الجنة”.

** تمثلت الهمة العالية في التأني في الإجابة – حسب الرواية الثانية- أنظرني في أمري يا رسول الله”

** التأمل في أمر الآخرة وليس أمر الدنيا والفلسفة التي توصل إليها وهي أن الدنيا منقطعة فعليه أن يفيد من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأمر باق خالد وهو أمر الأخرة وليس أمر الدنيا الفانية

** سؤال النبي صلى الله عليه وسلم في لقائه المرة الأخرى وأنه لم ينسه في طلبه

** الإجابة التي استوقفت النبي صلى الله عليه وسلم فسأله من علمك هذا؟ وفيها إكبار لطلبربيعة ولصاحب الطلب.
** صمت رسول الله طويلا يدل على أن أعمل فكره وربما أتاه من ربه من أتاه فعلم صدق ربيعة في عبادته لربه وطاعته له وخدمته للرسول فكان ثم المكافأة العظيمة

**” أعني على ذلك بكثرة السجود”، طلب النبي صلى الله عليه وسلم لربيعة حتى لا يتكل ربيعة- أو غيره- على دعوة الرسول المستجابة ثم لايعمل .

**على عكس الأعرابي الذي قدم خدمة للنبي سقاه لبنا فقال له: سلني حاجتك، فانحصرت همته على “بعير وعنزات”، وهنا قال له صلى الله عليه وسلم: أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟
ولما سأله الصحابة عن القصة حكاها لهم، وملخصها ان موسى لما أراد الخروج من مصر ومعه عظام يوسف عليه السلام حسب وصية يوسف لبني إسرائيل ولم يعرف مكان قبره إلا عجوز منهم، فدلوا موسى عليها فاشترطت على موسى مرافقته في الجنة، فتأخر في طلبها، ثم أجاب طلبها فدلتهم على قبر يوسف فحملوا عظامه فأنار لهم الطريق وساروا .
** تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على ربيعة في طلبه “أو غير ذلك” وتأكيد صاحب الهمة العالية بأنه هو ذاك.

** شرط النبي له بأن يكثر من السجود لله اي يكثر من الصلوات بالتزود من النوافل والتطوع وهذا بدوره يجعله أشد محافظة على الفرائض.

**التطوع في الصلاة سبب قوي لدخول الجنة، وفي حديث بلال الشهير أن النبي سمع دف أو قرع نعليه في الجنة وكان سببه انه ما توضأ في أي ساعة من ليل أو نهار إلا صلى ما شاء الله له أن يصلي.

**وفي النهاية يبقى الحديث النبوي الجميل علامة كبرى على محبة الصحب الكرام لحبيبهم ونبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم.
(انتهى)

 

الروضة

الروضة الشريفة

 

((نموذج آخر))
واليك نموذج آخر ايضا الذي حمل عنوان:( ثوبان يتغير لونه من كثرة شوقه للنيي)!

نص الحديث:
**كان ثوبان مولى رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، شديد الحب له قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه يعرف فيه الحزن فى وجهه فقال له:”ما غير لونك”؟ فقال : يارسول الله ما بى من مرض ولا وجع غير أنى إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم إنى ذكرت الآخرة أخاف ألا أراك لأنك ترفع الى عليين مع النبيين وإنى إن دخلت الجنة كنت فى منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة لم أرك أبدا فنزل قوله تعالى:” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.

التخريج:

(صححه الألبانى بشواهده)
——————
** وقفات بين يدي الحديث:
** ثوبان مولى لرسول الله صلى الله علي وسلم أعتقه، وصار خادما له مثل من تشرفوا بخدمته مثل أنس والربيع وبلال، وغيرهم من أجلاء من صحبوه وخدموه.
** الحب الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم صادر من سويداء القلب، وليس إدعاء أو كلاما، والتفكير فيه يملأ جوانح النفس.
** الشوق له صلى الله عليه وسلم وهم معه في الدنيا يملأ عليهم كل حياتهم، حتى إنه ليتغير لون الواحد منهم، من شدة الشوق لنبيهم صلى الله عليه وسلم.
** التفكير بعمق فيما هو آت، وهو الخوف من عدم رؤيته صلى الله عليه وسلم، في الآخرة ؛لاختلاف منزلته عن منزلتهم في الدنيا، أو تخوفا من عدم دخول الجنة أصلا.
** الحب الصادق الذي لا مراء فيه ولا رياء فيه للنبي الأكرم، يكافئ عليه ربنا جل وعلا بهذه المكافأة العالية الغالية بهذا الإنعام الرباني، وهو جمع المحبين بحبيبهم مع زمرة من أحبوهم من كافة “النبيين والصديقين والشهداء والصالحين “.
** من أحب رسول الله كنبي ورسول لا شك أنه يحب إخوانه من الأنبياء والرسل السابقين، وهذا جزاؤه عند الله أن يجمعه الله بهم كما جمعهم بحبيبه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم.
** حب الصالحين يستوجب الجمع معهم في الرضوان الأعلى تصديقا لمقولة النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء مع من أحب”.
**يجمع الله بين الأدنى منزلة بالأعلى منزلة، فخادم رسول الله “ثوبان”مع خير البرية صلى الله عليه وسلم، يجعله الله مع خير خلق الله، من أنبيائه وأوليائه وشهدائه وصالحي المؤمنين.
** عدم رد النبي صلى الله عليه وسلم على حيرة “ثوبان” لأن مسألة الجنة والنار لا تخصه صلى الله عليه وسلم فهي من شأن الله وحده الذي خلق الجنة والنار وهو وحده من يملك إدخال الناس الجنة أو النار، ولذا كان النبي نفسه صلى الله عليه وسلم، يسأل الله الجنة ويستعيذ بالله من النار، في الليل والنهار.

(انتهى)

image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى