منوعات عالميه

ينابيع الإستشفاء الحارة في تونس تعالج المرضى بالأملاح والكبريت

تونس – واس :


الينابيع الاستشفائية الحارة في تونس، لم تعد مجرد مياه يذهب إليها من يعانون آلام المفاصل والأمراض الجلدية، بل باتت أحد أهم روافد السياحة الشتوية في البلاد، حيث يقصدها الكثير من زوار تونس للسياحة العلاجية.
العديد من المرافق الخدماتية والصحية توجَد حول هذه الينابيع العذبة والحارة وذات التركيبة الجيولوجية النادرة، مما شجع الكثير من الزائرين لارتيادها خلال فصل الشتاء البارد، مع اعتبارها فرصة لاكتشاف سحر مناطق سياحية جديدة ومتميزة في تونس.
وتعد عيون مدينة قربص وحمامات الجديدي وعيون الحامة في قابس والعين “السخونة” أي “الحارّة” في قبلي، أهم وأبرز عيون المياه العذبة التي يتوجه إليها الزوار خلال فصل الشتاء في تونس للاستجمام والشعور بالاسترخاء.
ولكن عيون مدينة قربص الصغيرة الواقعة على بعد 60 كم من تونس العاصمة، هي الأبرز، حيث تؤكد العديد من الدراسات بأن جبال هذه المدينة بركانية خامدة، وتتدفق فيها سبع عيون مياه حامية، تصب مباشرة في البحر، من بينها “عين أقطر” و”الشفاء” و”عين الصبية”، ثم “عين العتروس” وهي الأهم على الإطلاق.
وتتميز “عين العتروس” بمياهها شديدة السخونة، التي يتصاعد منها بخار كثيف يغطي المكان، وأقيم لها حوض لجلوس الزائرين، وتصب في البحر مباشرة، لدرجة أنه يمكن للزوار السباحة في البحر في فصل الشتاء لدفء المياه، رغم ارتفاع حرارة مياه هذه العين الجبلية التي يرجح أنها تنبع من قلب بركان خامد مليء بالمعادن في باطن الأرض.
ولعل أهم ما يميز عيون المياه المعدنية في مدينة قربص، تشبعها بالأملاح المعدنية والكبريت الذي يساعد في علاج عدد كبير من الأمراض كآلام المفاصل والأمراض الجلدية، وينصح بها الكثير من الأطباء.
وبالإضافة إلى العلاجات التقليدية المتعلقة بالروماتيزم وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية، توجد في قربص برامج علاجية بالمياه الحارة خاصة بأمراض العصر، كالتوتر والقلق والوحدة، مما يجعل الإنسان في حاجة دائمة للبحث عن الأماكن التي تتوفر بها مثل هذه المرافق.
وكان الفينيقيون قد اكتشفوا مبكرًا الميزات الاستشفائية لعيون المياه في قربص من خلال مياهها الغنية بالمعادن، ومن خلال نباتاتها الجبلية التي يراها البعض كصيدلية طبيعية، إضافة إلى أعشابها البحرية وطينها الذي تعالج به أمراض جلدية كثيرة.
أما الحمامات والمحطات الاستشفائية على هذه العيون، فأقيمت منذ العهد القرطاجي، وما زالت حتى اليوم تقدم العديد من الخدمات العلاجية بالمياه المعدنية كالتدليك والعلاج بالطين والماء المضغوط وعلاج الحزام وآلام الظهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى