“تهامة عسير”.. أيقونة الطبيعة والسياحة الشتوية
أبهـا – واس :
تتوافد قوافل الزوار من سكان المرتفعات في أبها والمدن المجاورة إلى مناطق الاستقطاب الشتوي في تهامة عسير وعلى ساحل البحر الأحمر لقضاء الإجازة والاستمتاع بالأجواء الدافئة والمناظر الخلابة والشواطئ الجميلة.
ومما يعزز من السياحة الشتوية بمنطقة عسير هو سهولة التنقل عبر العديد من العقبات التي تربط مرتفعاتها الجبلية بسهولها، مما أسهم في نشاط السياحة الشتوية والحركة الاقتصادية والتجارية في المحافظات التهامية، والمواقع الساحلية خاصة هذه الأيام التي يعبرها الآلاف من عشاق الأجواء الدافئة.
وتتميز محافظة رجال ألمع بتنوعها المناخي والبيئي مما أكسبها ميزة فريدة جعلها محط أنظار زوار عسير وجمع موقعها الذي يمتد ما بين سواحل البحر الأحمر غربًا حتى قمم جبال السروات شرقًا جمال البحر وشواطئه وهيبة الجبال وروعة سفوحها ومطلاتها بمناظرها الخلابة.
وتمتاز محافظة محايل عسير بأرض سهلية منخفضة تحيط بها الجبال البركانية والأودية دائمة الجريان بالمياه ذات الغطاء النباتي الطبيعي، الذي يعد من أغنى مناطق تهامة كثافة بالأشجار ومرتفعاتها التي تكتسي بالخضرة والجمال وتنتشر بها المسطحات الخضراء والأشجار المعمرة والدائمة الخضرة، مما جعلها أحد أهم مقاصد الزوار خلال فصل الشتاء في منطقة عسير، بالإضافة إلى حصونها الأثرية الكثيرة وأسواقها الشعبية المنتشرة في كل أرجائها التي تقام في أغلب أيام الأسبوع.
وأخذت محافظة المجاردة شهرتها بوصفها أحد مواقع الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها بمسافة مئة وثمانين كيلومترًا، وقد حباها الله روعة في جمال الطبيعة والهواء العليل والجو المعتدل خصوصا في فصل الشتاء التي يرتادها الكثير من الزوار بحثًا عن الدفء فتجعل من يزورها مرة يكرر زيارتها كل عام إضافة إلى مكانتها التاريخية كونها تقع على طريق التجارة القديمة ويتبع للمحافظة ستة مراكز هي بارق وثلوث المنظر ومركز عبس وثربان واحد ثربان وجمعة ربيعة.
ويكثر الإقبال خلال الشتاء على المنتوجات الزراعية والصناعية التقليدية الخفيفة والأسواق الشعبية، التي بدأت تشهد رواجًا مما يشكل رافدًا اقتصاديًا مهمًا، حيث تشتهر المحافظات التهامية بالمنتجات الزراعية المحلية مثل الحبوب بأنواعها والموز والليمون والسمسم والبن والأشجار العطرية مثل الريحان والبرك والشيح، إلى جانب اهتمام الأهالي بتربية النحل وإنتاج العديد من أنواع العسل.
وتعد سهول تهامة عسير هي المكان المفضل للنحالين في فصل الشتاء، حيث اعتدال الطقس وزيادة معدل هطول الأمطار التي تسهم في إزهار أشجار “السدر” و “الضهيان” و”السيال” وهي من الأشجار المفضلة لإنتاج أجود أنواع العسل، حيث يعد إنتاج العسل من أهم الروافد الاقتصادية في منطقة عسير.
ويحرص المسؤولون في المحافظات والمراكز الساحلية بعسير في تعزيز السياحة الشتوية من خلال تفعيل بعض النشاطات الثقافية والشعبية والترفيهية العديد من الفعاليات والبرامج الثقافية والرياضية والسياحية التي تستمر تسعين يومًا لتجمع بين المتعة والفائدة وتستهدف كل أفراد المجتمع.