ثقافة

قصة مثل .. “مواعيد عرقوب أخاه بيترب”

الشرقاوي

مصطفى الشرقاوي *
وردت في أشعار العرب وذكرها كعب بن زهير في قصيدته الشهيرة التي مدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاكم قصتها:

عرقوب: هو رجل من العماليق كان يعد الناس و يخلف الوعد ، و لا يفي بوعده.
ولقد كان له أخ ذهب إليه يطلب منه شيئاً . فقال عرقوب : إذا اطلعت هذه النخلة فلك حملها . فلما أخرجت ” طلعها ” أتاه ، فقال له : دعها حتى تصير ” بلحاً ” . فلما أبلحت أتاه فقال له : دعها حتى تصير ” زهواً ” . فلما أزهدت قال له : دعها حتى تصير “رُطباً “. فلما أرطبت قال له : دعها حتى تصير “تمراً “. فلما أتمرت ، قام عرقوب بجذّها بالليل قبل أن يأتي أخوه في الصباح . فلما جاء أخوه في الصباح ليأخذ التمر لم يجد شيئاً، و لهذا قالوا فيه : مواعيد عرقوب . فأصبح عرقوب _ ولايزال _ مَضرِبَ المثل بالمطل وعدم الوفاء :
“أمطلُ من عرقوب”، “وأخلفُ من عرقوب”، “مواعيدُ عرقوب أخاه بيثرب”.

ولم يكن ذلك فحسبُ، فقد جادتْ قرائحُ الشُّعراء في وصْفِ الواقعة
قال الشاعر: الْيَأْسُ أَيْسَرُ مِنْ مِيعَادِ عُرْقُوبِ

وذكر القصةَ الشاعرُ كعبُ بن زهير في قصيدته الشهيرة في مدح النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – والتي مطلعها:
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ
ثمّ قال:

وَلاَ تَمَسَّكُ بِالْعَهْدِ الَّذِي زَعَمَتْ إِلاَّ كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ
فَلاَ يَغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ إِنَّ الْأَمَانِيَّ والْأَحْلامَ تَضْلِيلُ
*كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلاً وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلاَّ الْأَبَاطِيلُ*

وفيه يقول الأشجعي :
وَعَدْت وَكاَنَ الخُلْفُ مِنْك سَجِيَّةً … مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أخَاهُ بِيَتْربِ.
ويُقال مواعيد عرقوب : بمعنى عَلَم لكل ما لا يصح من المواعيد

  • موجه اللغة العربية – الكويت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى