“سوق الهجن في محافظة رماح” .. خلطات غذائية وأدوات متنوعة لترويض إبل السباق
الصياهد – واس:
قامت سوق رائجة بالقرب من ميدان الهجن بمحافظة رماح في منطقة الرياض، قوامها أدوات الهجن اللازمة وأغذيتها المتنوعة.
وتنتشر الأكشاك والخيام والغرف المتنقلة والبسطات في أرجاء السوق؛ لبيع كل ما تحتاجه الهجن المضمّرة من طعام مثل: البرسيم الأخضر الذي يأتي على هيئة حزم صغيرة، والمكعبات المصنوعة من البر والشعير، إلى جانب بيع الخطم التي تشد بها الحي الهجن ويتكون الخطام، وهو من أهم أدوات قيادة الهجن، من عدة أجزاء رئيسية مثل: الخناقة، والحكمة، والمقود، والكلسة والعذار، وتؤدي هذه الأجزاء دورًا حيويًا في التحكم في حركة الهجن وضبط مسارها.
وتتنوع الأشدة المعروضة في السوق وأغلبها من النوع اللطيف الذي يناسب أعمار إبل السباق ومنها المحوى، وهي لفافة على شكل صرة خلف وضع السنام، وتتصل بالشداد؛ كي يجلس عليها الراكب.
وتباع في السوق حبال من الصوف للتحكم في سير البعير أو الناقة المدربة ولكل حبل اسم خاص له حسب استخدامه فمنها ما يسمى القرن: وهو حبل يقرن فيه بعيران، والعقال: وهو الوتر الذي تشد به ركبة الناقة، والهجار: وهو الحبل الذي تشد به رسغها، والقيد: ويراد به الحبل الذي تقيّد به يديها، وتترك لترعى دون أن تبتعد، والرفاق: وهو الحبل الذي يشد به عضو الناقة؛ لكي لا تسرع في مشيها.
ومما يلفت النظر منسوج من خيوط بلاستيكية رقيقة ملونة وذات شكل أسطواني يسمى اللثام، فلما سألنا عنه قيل: إنه أحد عناصر التحكم المهمة في حركة الهجن، حيث يستخدم لمنع الجمل أو الناقة من عض راكبه أو أكل الرمال أثناء السير، وتبرز أهمية اللثام في التحكم الفعال في توجيه الهجن المضمرة خلال رحلة تدريبها وتضميرها.
كما تباع أنواع عديدة من البطانيات الصوفية الخفيفة لوقاية الهجن من البرد، حيث توضع على ظهرها كاملاً من مؤخرة العيز حتى الأكتاف.
وتتوفر في السوق جميع الأغذية التي تحتاج إليها الهجن المضمّرة في جميع وجباتها المقدمة سواء في المضحى: وهو طعام الصباح الذي يقدم للهجن، ويتألف من الشعير والتمر والبن، أو المعشّى: وهو طعام الغداء، ويكون من الشعير والتمر، بالإضافة إلى بعض الحبوب، والسجوط: وهو الطعام المعالج الذي يقدم للهجن للمشاركة في البطولات، ويتكون غالبًا من مشروب السمن والعسل والبيض، بالإضافة إلى بعض الخلطات التي يأبى ملاك الهجن الإفصاح عنها كنوع من الاحتفاظ بسر المهنة.
الجدير ذكره أن عسف الهجن بجميع فئاتها ” محليات ومهجنات وحرائر وسودانيات ” يبدأ من عمر 8 أشهر إلى سنة وذلك بعزلها عن أمها ومنعها من الأكل والشرب ليوم، ومن ثم يقوم المضمّر بإعطائها الأكل والماء بتفاوت؛ حتى تألفه، ويقضي معظم وقته عندها ، وبعد بضعة أيام يقوم بوضع الخطام في رأسها وقيادتها وتدريبها، وتستغرق مدة تدريها من أسبوعين إلى شهر، بعدها تكون متدربة وجاهزة للركض في ميادين السباق”.