المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير يستكشف ابتكارات مكافحة التصحر في المنطقة الخضراء بـ “كوب 16” الرياض
الرياض – واس :
ينظم المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير، في الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر المقبل كإحدى الفعاليات التي تستضيفها المنطقة الخضراء، المفهوم المبتكر الذي استحدثته المملكة لأول مرة منذ انطلاق مؤتمرات الاتفاقية قبل 30 عامًا، وذلك في خطوة تعكس التزام المملكة بالاستدامة البيئية ومكافحة التصحر، حيث تأتي ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” الرياض، أكبر مؤتمر متعدد الأطراف تنظمه المملكة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024.
ويعكس هذا الحدث الكبير الذي يشتمل على 10 جلسات وندوات، الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة لمواجهة التحديات البيئية العالمية، وسيوفر منصة تجمع بين 50 شخصية من الخبراء، وصناع القرار، والباحثين من المملكة وخارجها؛ لمناقشة أحدث الابتكارات والحلول في مجال التشجير ومكافحة التصحر، ويهدف أيضًا إلى تعزيز التعاون الدولي، وتبادل المعرفة؛ لضمان مستقبل بيئي مستدام للأجيال القادمة.
وسيتم افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر في اليوم الأول، لتعقد بعدها جلسة حوارية يشارك فيها كل من معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، ومعالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ومعالي وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، والرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الدكتور خالد العبدالقادر، وسيشهد اليوم ذاته أيضًا تكريم رعاة المنتدى.
وستنطلق برنامج أعمال اليوم الثاني بندوة تدهور الأراضي سيتحدث فيها كل من وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة، ومستشار رئاسة “كوب 16” الرياض، الدكتور أسامة إبراهيم فقيها، والأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الدكتور إبراهيم ثياو ، و الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور عبدالله الدردري، والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والدكتور شو دونيو.
وفي اليوم ذاته، سيتم استعراض مبادرات المملكة الرائدة في التشجير وتنمية الغطاء النباتي، بمشاركة نخبة من المتحدثين، حيث سيلقي الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي المهندس علي بن سعيد الغامدي، كلمة يسلط الضوء فيها على إستراتيجية البيئة في المملكة، بينما سيتحدث المشرف العام على مشروع دراسات السعودية الخضراء في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر المهندس أحمد العنزي عن هذا المشروع، وسيلقي المستشار بوزارة البيئة والمياه والزراعة أحمد حريري كلمة يسلط فيها الضوء على مختلف أبعاد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، إضافة إلى كلمة أخرى يلقيها مدير «مبادرة الأراضي العالمية لمجموعة العشرين”، الدكتور مورالي ثوماروكودي، وستكون الكلمة الأخيرة أخصائي علم الأنطولوجيا للاستشعار لأنطونيو دي غريغوريو عن بُعد، حول نظم المعلومات الجغرافية والتقنيات الحديثة في المحافظة على الغطاء النباتي وسبل تنميته.
وستقام الجلسة المسائية من اليوم الثاني للمنتدى تحت عنوان “المشاركة المجتمعية في مشاريع التشجير وتنمية الغطاء النباتي”، وسيشارك فيها خمسة متحدثين لمناقشة عدد من المسائل، وسيلقى سمو الأمير متعب بن فهد مستشار رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز ومحمية الملك سلمان الملكيّتَين الكلمة الأولى، وسيتحدث فيها عن دور المحميات الملكية في تعزيز تنمية الغطاء النباتي، أما المحاور الأخرى في هذه الجلسة، فتشمل: دور المحميات الملكية في تعزيز تنمية الغطاء النباتي، ودور القطاع الخاص والوقف الخيري والمؤسسات البحثية في تنمية الغطاء النباتي، ودور الجمعيات والروابط الخضراء في عملية التشجير بالمملكة، ويركز المتحدثان في المحورين الأخيرين على السياحة البيئية والاستثمار في المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية، إضافة إلى تقنيات المشاتل الحديثة.
ويختتم اليوم الثاني بجلسة ثالثة تحت عنوان: “التجارب الدولية والحد من تدهور الأراضي” بمشاركة ستة متحدثين يتناولون فيها عددًا من المواضيع المهمة، بما في ذلك: الحد من تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة، دور السبخات والأراضي الرطبة لتعزيز تنمية الغطاء النباتي، تقنيات حفظ الأصول الوراثية، مشاريع التشجير في المغرب، وأخيرًا مشاريع التشجير في أستراليا.
وسيشهد اليوم الثالث والأخير أربع جلسات متخصصة، الأولى تحت عنوان “التنمية والإدارة المستدامة للغطاء النباتي”، سيتناول فيها 5 متحدثين مواضيع تتعلق بالإدارة المستدامة لمشاريع التشجير، وإعادة تأهيل الغابات والإدارة المستدامة لها، والزراعة الحرجية وأهميتها البيئية والاقتصادية، وإعادة تأهيل المراعي والإدارة المستدامة لها، والإدارة المستدامة للمتنزهات الوطنية.
وسيكون موضوع رصد وإدارة الغطاء النباتي محور الجلسة الثانية التي سيشارك فيها أيضًا 5 متحدثين لمناقشة عدد من المواضيع، بما في ذلك: الإدارة والرصد لتنمية الغطاء النباتي، والحوكمة والممكنات وعوامل نجاح مشاريع التشجير، ودور الأنظمة والتشريعات في تحفيز الاستثمار الأخضر، ورصد ومكافحة حرائق الغابات، ورصد ومكافحة الأمراض والآفات في الأشجار المحلية.
وتحمل الجلسة الثالثة من هذا اليوم عنوان “التشجير في المناطق الحضرية”، حيث سيناقش المشاركون 5 مواضيع ذات صلة، وهي: المفاهيم الحديثة في تشجير المناطق الحضرية، واستخدام النباتات المحلية (البرية) في تصميم وتنسيق الفراغات الخارجية، والنباتات الغازية وأثرها على تنوع الغطاء النباتي، ودور التشجير في تعزيز البعد الإنساني وتحسين جودة الحياة في المدن، والاستثمار في النباتات متعددة الأغراض، والمنتجات الثانوية للتشجير وعوائدها الاقتصادية.
أما الجلسة التي ستختتم فعاليات اليوم الثالث والأخير، فستتناول موضوع “التشجير والتغير المناخي”، وسيتولى المتحدثون طرح 5 محاور لشرح أبعاده، بما في ذلك التشجير والاقتصاد الدائري للكربون، ودور الغطاء النباتي في خفض انبعاثات الكربون، والطاقة المتجددة والتغير المناخي، وأهمية تشجير الطرق وخطوط السكك الحديدية، وآليات الحد من زحف الرمال.
ويمثل المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير تجمعًا للمهتمين بالبيئة، ودعوة للعمل الجماعي لمواجهة القضايا البيئية الملحّة، مثل فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي وندرة المياه، وخلال أيام الحدث، سيتاح للمشاركين فرصة استكشاف أحدث التقنيات والأساليب العلمية التي تهدف إلى التغلب على هذه التحديات بشكل فعال.
ويهدف المنتدى إلى استعراض وإبراز الدور الريادي للمملكة في مكافحة التصحر وتنمية الغطاء النباتي، وتوفير منصة لتشجيع الجهات الحكومية والمنظمات شبه الحكومية والشركات والمنظمات غير الربحية، وإلى جانب تسليط الضوء على إنجازات المملكة، سيجمع المنتدى بين كبار المستثمرين، وقادة الشركات، وصُنّاع القرار، ومقدّمي الحلول التقنية، وقادة الصناعة الخضراء المهتمين بالقضايا البيئية وتطوير أدوات الاستدامة؛ لفتح آفاق جديدة للتعاون والابتكار؛ لضمان مستقبل أكثر استدامة.
وسيسهم المعرض في إفساح المجال أمام الشركات المحلية والعالمية؛ لعرض أحدث ما وصل إليه عالم التقنية والابتكار في مجال مكافحة التصحر والجفاف والتخفيف من آثاره، وتنمية الغطاء النباتي وحمايته، وسيعمل أيضًا على مد جسور التواصل بين أصحاب الخبرات، وكبار المستثمرين، ورؤساء الشركات، وصناع القرار، ومقدمي الحلول التقنية، والأكاديميين، والباحثين المتخصصين في قطاع البيئة وقضاياها، والخبراء، والمهتمين بالمناخ، وسيستعرض المشاركون نماذج النجاح الرائدة حول العالم؛ للاستفادة منها، واستقطاب الخبرات العالمية الملائمة لبيئة المنطقة.
ومن خلال جذب خبراء ومشاركين من مختلف المجالات، يُسهم المنتدى في التبادل المعرفة والخبرات العالمية، وسيشارك في الحدث ممثلون عن وكالات حكومية ومنظمات بيئية ومؤسسات أكاديمية وشركات خاصة، وتعد هذه المشاركة الواسعة ضرورية للغاية لتعزيز الشراكات التي تدعم الجهود العالمية لمكافحة التصحر ومواجهة تغير المناخ.
وتبرز تجربة المملكة في مواجهة التصحر كنموذج استثنائي، يمكن الاستفادة منه على مستوى العالم، وستخصص جلسات لمناقشة الدروس المستفادة من مبادرات المملكة، مثل تطوير ممارسات الرعي المستدام، وتوسيع المناطق المحمية، ودمج مشاريع التشجير في التخطيط الحضري، وتُظهر هذه الأمثلة كيفية تطبيق الحلول المبتكرة، وتوسعة نطاق انتشارها لإحداث تأثير عالمي.
ويتماشى هذا المعرض والمنتدى مباشرة مع الأهداف البيئية لـ “رؤية المملكة 2030″، التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، وتشكل مبادرتا “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” دعامتين أساسيتين لتحقيق هذه الرؤية الطموحة.
يشار إلى أن المنطقة الخضراء تمثل جزءًا لا يتجزأ من رؤية مؤتمر الأطراف “كوب 16” الرياض، وتأكيدًا على موضوعه الرئيس تحت شعار “أرضنا.. مستقبلنا”؛ لتحقيق أهدافه الإستراتيجية، ومن خلال التركيز على الحلول المبتكرة والشراكات الفعالة، تُسهم المنطقة في تعزيز الحوار العالمي حول الاستدامة، وتقديم نموذج يحتذى به في تنظيم الفعاليات البيئية.
وإلى جانب الفعاليات السياحية والثقافية والمساحات الخارجية وطابعها الجماهيري الشامل، ستشهد المنطقة الخضراء تنظيم أربعة من المنتديات المهمة، وهي: منتدى أسبوع الابتكار في الاستدامة الذي يعرض مقومات البحث والتطوير في المملكة، ومنتدى استدامة المياه لمستقبل أخضر الذي يسعى إلى استكشاف أفضل التقنيات التي تعزز الممارسات المستدامة في إنتاج واستهلاك المياه، وستستضيف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير الذي يركز على الابتكارات في مجال مكافحة التصحر، أما المنتدى الرابع فسيخصص لعرض منجزات مبادرة السعودية الخضراء ومختلف مراحلها.