“تراثيات”.. السلطان العثماني مراد.. والميت الزنديق
شعيب عبد الفتاح *
قصة جميلة من مذكرات السلطان مراد الرابع ..
يقول أنه شعر ذات ليلة بضيق شديد فخرج يمشى بين الناس حتى وصل حارة متطرفة فوجد رجلا ميتا ملقى على الأرض والناس تمر من حوله وﻻ أحد يهتم به فنادى عليهم وهم ﻻ يعرفونه وسألهم : لماذا لاتحملون هذا الرجل الميت ؟ ومن هو ؟ وأين أهله ؟ – قالوا هذا فلان الزنديق شارب الخمر ومرتكب الفاحشة
قال أليس هو من أمة محمد واله عليهم الصلاة والسلام .. ؟
فاحملوه معي إلى بيته ففعلوا ..
ولما رأته زوجته أخذت تبكي وذهب الناس وبقي السلطان ورئيس الحرس ..
وأثناء بكائها كانت تقول
(رحمك الله أشهد أنك من الصالحين) ..
فتعجب السلطان مراد وقال كيف من اﻷولياء والناس تقول عنه كذا وكذا حتى أنهم لم يكترثوا لموته ؟
قالت : كنت أتوقع هذا ..
إن زوجي كان يذهب كل ليلة للخمارة يشتري ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه في (المرحاض) ويقول أخفف عن المسلمين ..
وكان يذهب إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول هذه الليلة على حسابي اغلقي بابك حتى الصباح ويرجع يقول الحمد لله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليلة !!!!!
فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة فيتكلمون فيه ..
وقلت له مرة إنك لو متّ لن تجد من يغسّلك ويصلّي عليك ويدفنك من المسلمين ..
فضحك وقال ﻻتخافي سيصلي علي سلطان البلاد والعلماء والاولياء ..
فبكى السلطان مراد وقال : لقد صدق … والله أنا السلطان مراد وغدا نغسّله ونصلّي عليه وندفنه .. وكان كذلك فشهد جنازته مع السلطان العلماء والمشايخ والناس .
*مستشار إعلامي- أبو ظبي