عام

سلامة الممرات البحرية وأمن البحار.. بوصلة الاقتصاد العالمي

الرياض-واس:

تُشكل الممرات البحرية وأمن البحار أهمية قصوى للعالم، فمن خلالها يتم تداول ما نسبته 90% من التجارة العالمية، حيث يواجه الأمن البحري العديد من التحديات التي قد تؤثر سلبًا على سلامة الملاحة البحرية، مما يحتم ذلك تكاتفًا دوليًا لمواجهة التحديات، ومواكبة التطورات الحديثة، وتسخير جميع الإمكانات والتقنيات لضمان أمن وسلامة الممرات البحرية.
ولما تحظى به المملكة من مكانة مهمة عالميًا، ولتميز موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي يطل على أحد أهم المسارات البحرية بالعالم (البحر الأحمر)، فقد أولت القيادة الرشيدة -أيدها الله- بالقطاع البحري وأمنه الإستراتيجي أهمية بالغة، فقد استضافت المملكة العديد من المناسبات التي تهدف إلى توحيد الجهود الدولية، ومناقشة ما وصلت إليه التقنيات والوسائل التي يمكن من خلالها تطوير المنظومة الأمنية في المجال البحري.
ومن هذا المنطلق، نظَّمت القوات البحرية الملكية السعودية، الملتقى البحري السعودي الدولي الأول، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (آنذاك) – حفظه الله -، والذي جاء بعنوان «أهمية تأمين الممرات البحرية الإستراتيجية»، وذلك بمدينة الرياض خلال الفترة 24 – 26 نوفمبر 2019م، حيث جرى خلال الملتقى بحث سبل تأمين الممرات البحرية، وكيفية التعامل مع التھديدات المستمرة، وأثرھا على الاقتصاد العالمي، وضمان سلامتها، وقد أقيمت خلاله العديد من الجلسات لمناقشة مفهوم الأمن البحري، والقانون الدولي للبحار، ومكافحة الجريمة البحرية.
ولم تأل المملكة جهدًا في استضافة المؤتمرات الهادفة لتحقيق التعاون الدولي في نشر الأمن في جميع المجالات بشكل عام، وفي المجال البحري بشكل خاص، فقد نظمت القوات البحرية كذلك الملتقى البحري السعودي الدولي الثاني خلال الفترة 15 – 17 نوفمبر 2022م في مدينة جدة، والذي جاء بعنوان «حماية الوحدات البحرية والمواقع الحيوية الساحلية من تهديد الأنظمة غير المأهولة»، وناقش الملتقى خلاله تطور الأنظمة المضادة للأنظمة غير المأهولة، سواءً من الطائرات من دون طيار أو الروبوتات ومكوناتها والزوارق المفخخة.
واستمرارًا لجهود المملكة في تعزيز السلم والأمن، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، تُنظم القوات البحرية الملتقى البحري السعودي الثالث، تحت عنوان «الأمن البحري في عصر الذكاء الاصطناعي – الاتجاهات والتهديدات»، وذلك خلال الفترة 19 – 21 نوفمبر الجاري في مركز معارض الظهران للمؤتمرات بالمنطقة الشرقية.
ويأتي الملتقى في نسخته الثالثة مواكبًا لما يشهده العالم من تطورات سريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وسيناقش الاتجاهات والتهديدات للأمن البحري في عصر الذكاء الاصطناعي وطرق التعامل معها.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز مفهوم الأمن البحري، وتبادل الخبرات القائمة على المعرفة بين قادة القوات البحرية، وتعزيز مفهوم أهمية الأنظمة الحديثة في المجال البحري، إلى جانب مناقشة مفاهيم القانون الدولي للبحار، وزيادة الوعي بأهمية البيئة البحرية، وإبراز أهمية مواكبة التقنيات الحديثة للحفاظ على الأمن البحري.
وسيتم خلال الملتقى البحري الثالث مناقشة خمسة موضوعات رئيسة تتمثل في الإستراتيجيات البحرية في عصر الذكاء الاصطناعي، والسياسات والتنظيمات لدمج الذكاء الاصطناعي في العمليات البحرية، والأنظمة البحرية الحديثة وأثرها على الأمن البحري وتحديات الأمن السيبراني، والتدريب البحري وتطوير الكوادر البشرية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الصناعات العسكرية في مجال الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى