مقالات

خفافيش الظلام . . . البشرية

????????????????????????????????????

بقلم د. ابراهيم الأدغم

هل سمعتم أو رأيتم أو عرفتم مثل هذه الحالات الخفاشية من قبل؟ ؟ ؟ نعم . . . إنها ظاهرة منتشرة بين كافة الفئات العمرية في كل مكان من العالم إلا أنها ظاهرة تستدعي الوقوف عندها في المجتمعات العربية التي تعاني ما تعانيه من علامات نقص أو خلل في الأداء الفكري والعقلي السليم ، همها الوحيد إيذاء الآخرين وامتصاص دمائهم وطاقاتهم سواء كانت على باطل أم على حق . تعيش هذه الفئة الخفاشية وتعمل في ظلمة الليل وعتمته تماما كما هي الخفافيش التي تسكن الخراب من الأماكن الظلماء الرطبة ، وتخطط من خلالها للانقضاض على ضحاياها و امتصاص دمائهم ونقل الأمراض والأوبئة إليهم . تتميز هذه الفئة بالدهاء والمكر والخداع واستغلال الآخرين مستعينة بالتضليل والكذب ولا مانع من النفاق و المجاملة اذا احتاج الأمر أو في بدايته على الأقل في سبيل الوصول إلى الأهداف وتحقيق القصد والمراد ، فكل الأساليب متاحة وقابلة للتطبيق والمهم هو وضع الخطط والبرامج التنفيذية في الغرف المقفلة للانقضاض وامتصاص الدماء وإشباع الشهوات . وهي تختار ضحاياها بعناية فائقة من خلال تحديد نقاط الضعف والقوة لدي الآخرين وخاصة لمن يتغاضى عن هواهم ونزواتهم وضلالتهم أو تخفى عليه مخططاتهم القذرة ، وقد يقع اختيارهم على الفئة الطيبة من الناس التي لا تدري ما يدور في عقولهم المريضة وقلوبهم السوداء والتي تتظاهر أمامهم بالشرف والأخلاق وهي من ذلك براء . وقد جاء وصف اساليبهم الشيطانية في المكر والخداع في كثير من الآيات القرآنية التي توضح أن ذلك لا يخفى على الله وإن إنطلى أو ينطلى على الضحايا المخدوعة أو من يستمتع بضلالتهم فإنها لا تنطلي على ما يعلم ما في القلوب وما تخفي الصدور وأن الله لهم بالمرصاد ، يومها لا يفلح الفاسدون ولا اللذين في قلوبهم مرض).  يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ○ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} ولذلك فمن يخدع أو يضلل أو يستغل المؤمنين لن يمر ذلك مرور الكرام عند الله لأن عقابها شديد ، فخداع المؤمنين هو خداع لله أولا قبل أن يكون خداع لعباده الصالحين . . . يخادعون الله والمؤمنين وهو خادعهم لأنفسهم من حيث لا يشعرون ؟ ؟ ؟ وما كان لهم أن يكونوا مخادعين إلا لأنهم في قلوبهم مرض تحولت بطغيانهم وغضب الله عليهم إلى أمراض في الدنيا وعذاب في الاخرة وهذا جزاء الكاذبين ! ! ! . إذن خلقت هذه الفئة لكي تكون مخادعة وضالة وهم يعتبرونها من الصفات الحسنة التي تتسم بقوة الشخصية والقدرة على الأداء والمهارة في التنفيذ ومعرفة نقاط الضعف والقوة لدى الخصم أو الضحية تماما كما تسلك الخفافيش طريقها لأداء مهامها في الليلة الظلماء وكأنهم الفارس المغوار في أرض الرحى ، لكن شتان بين الفارس النبيل يقود المعارك في وضح النهار وبين الحقير الذي يعمل على التدمير في ظلمة الليل . تمتلئ قلوب هذه الفئات الحيوانية بالحقد والضغينه على من عداها من البشر ، وكيف لا وهم كما وصفهم خالقهم ورب كل شيء بمرضى القلوب ( في قلوبهم مرض ) ، وفي أنفسهم الحقد والبغضاء على من هم أرفع درجه وأعلى مرتبة وعلما لخلل وتوتر في عقولهم وأفكارهم الهدامة { إنهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون } ومن يتخذ الشيطان وليا فهو وليه وقد ضل سواء السبيل . { وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون } هكذا تزين لهم عقولهم وأفكارهم و أفئدتهم أنهم سائرون في طريق الهداية والرشاد وكيف يكون ذلك لمن اتخذ له الشيطان وليا ؟ ؟ ؟ { ولو شاء الله لهدي الناس جميعا } إذن حكمة الله في خلقه أن يكون هنالك المهتدون والضالون لأن لكل درجات عند الله ، ليبلوهم أيهم احسن عملا فيما آتاهم . فالهدى من الله والضلال من وعلى نفسك لأن كل نفس تفعل ما ترى أنه في مصلحتها سواء كانت أفكارها هدامة أم بناءة { بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره } { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً انا موقنون } وكيف ذلك وقد كانت حياتكم الدنيا كلها فساد واستغلال { ولو شأنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين } إذن العقوبة آتية لا محالة من طبيعة العمل و انعكاساته السيئة أو الحسنة على الآخرين . وخفافيش الظلام البشرية هي تلك التي تخفي شيئا تدبره في جنح الليل للإضرار بالآخرين ، تتسم بالغدر والخيانة ، والمكر والخداع ، و استغلال الفرص السانحة للانقضاض على ضحاياها البريئة ، و تمارس كافة أنواع الكذب و الضلال للوصول إلى أهداف وغايات دنيوية ، ولا تدرك مصيرها ولا الدرك الأسفل من النار الذي ينتظرها لأن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . يسعون في الأرض فسادا ودمارا . . . ينعقون كالبوم ويعوون كالكلاب . . . يشككون في كل شيء صحيحا كان أم خطأ . . . ويسخرون من كل قيمة أو مكانة عالية . . . ويعظمون كل دنيء ويصغرون كل كبير . . . تجدهم في كل مكان تحل به مصيبةٌ . . . يستهدفون التشكيك والتقليل من كل جهد مخلص يسعى للخير وإنارة طريقهم المظلم أو إزالة العتامة عن عيونهم أو تصحيح أفكارهم الخاطئة والهدامة . . . يهبون علينا من كل حدب وصوب ويحاصروننا بسواد وجوههم وقلوبهم حتى يتحقق لهم ما يبتغون . . يستهدفون إشاعة الفتن والفكر الضال بقصد الإثارة والترويع . . . رائحتهم العفنة عمت كافة الارجاء و مع ذلك يعتقدون بأن رائحتهم زكية . . . ؟ ؟ ؟ اشكالهم رجال ولكنهم خفافيش الظلام . . . لا يحملون أية معنى للقيم والآداب أو المثل . . . هم لا يرون إلا قليلا . . . أو يرون متخفيا . . . أو يرون وقتا يسيرا سرعان ما يختفي . . . لا تستطيع الطيران والتحليق في السماء لأن اجنحتها وسيقانها ضعيفة ويخلو جسدها من الريش الذي يساعدها في التحليق . . . غذاءها الدماء وتسكن الكهوف والمغارات وتعشق رائحتها العفنة وجوها القاتل . . .
أما خفافيش الظلام الطبيعية فقد تكون أكثر رحمة من البشرية وتتمتع بدرجات عالية من الوفاء والإخلاص لبعضها البعض على الأقل وهذه الصفات لن تجدها فيما هي من المفترض أن تكون لدى البشرية التي لا تحمل صفات الإنسانية ؟ ؟ ؟
أما ان الأوان أن نواجه هذه الفئة الضالة المكذبه بما تستحقه أو نوكل أمرهم إلى الله ليرينا فيهم عجائب قدرته ، { إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدىء ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد }
لكن هذه الفئة لن ترجع عن ضلالتها إلا بالوقوف بوجهها . . . لكن كيف يمكن مواجهة سفاهتها ؟ وهل تنفع معها ؟؟ أي مواجهة السفاهة بالسفاهة ؟ ؟ ؟ ومن يستطيع أن يضطلع بالأمر إلا من لديه إمكانياتهم السفاهية ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ .

من يبصر في الظلام لن يرى في النور . . . والظلام نور بالنسبة إليه ! ! !

ومن حمل صفة الخفافيش لن يرى إلا في الظلام . . . حيث مستقره

ومستودعه . . . حياته و مماته ! ! !

إلا أن نور الحق . . . وهو نور الله . . . أضوء من نور الشمس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى