عام

رئيس “سدايا”: بناء مستقبل يقوم على المسؤولية الاجتماعية باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي يتطلب تبني نهجًا إنسانيًا وتعاونًا يتحلى بالشفافية والحوكمة المسؤولة

الرياض-واس:

أكّد معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، أنّ التلاقي بين الذكاء الاصطناعي والمسؤولية الاجتماعية يضع بين أيدينا إمكانات هائلة لإيجاد عالم أفضل، مبينًا أنّه من خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي يمكننا إحداث تغييرات جوهرية في المجالات التعليمية والصحية والإنسانية والمسؤولية الأخلاقية والاستدامة البيئية من أجل تحقيق الخير للبشرية جمعاء.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها معاليه في الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024، الذي انطلقت أعماله اليوم في فندق “الفورسيزون” بالرياض ويستمر يومين تحت شعار “من الالتزام إلى الـتأثير”.
وقال معاليه إنّ استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يقدم تجربة تعليمية مخصصة، ويتيح الوصول إلى مصادر تعلم عالية الجودة، كما يقدم مجموعة من الحلول الذكية في الرعاية الصحية لتحسين التشخيص المبكر والعلاج، خصوصاً في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات.
وبين أنّه انطلاقًا من التزام “سدايا” بتعزيز المسؤولية الاجتماعية، عملت بفاعلية على بناء القدرات البشرية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، حيث تتجسد هذه الجهود في مبادرات مثل مبادرة (Elevate) التي تهدف إلى تمكين وتدريب 25 ألف امرأة، والأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي الذي يشارك فيه متسابقون من 25 دولة؛ مما يسهم في تمكين المواهب المتنوعة في منظومة الذكاء الاصطناعي، ومن خلال مركز تميز التعليم في الذكاء الاصطناعي طورت “سدايا” نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتعدد الوسائط: “علَّام”، لتقديم محتوى تعليمي مُخصَّص، مما يضمن تجارب تعليمية متاحة وملائمة للجميع.
واستطرد معاليه قائلاً إنه في الجانب الصحي، طوّرت “سدايا”، بالتعاون مع شركائها “عيناي”، كأحد حلول الذكاء الاصطناعي لصحة العين، الذي يستخدم التحليلات المتقدمة والخوارزميات الذكية للكشف المبكر وتشخيص اعتلال الشبكية السكري، حيث ساعد في تشخيص أكثر من 846 مريضًا في آخر 12 شهرًا، مما يُبرز القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في تحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي، كما تعمل “سدايا” على تمكين الأفراد من ذوي الإعاقة بما في ذلك المصابون باضطراب طيف التوحد، من خلال تسهيل الوصول إلى البطاقة الرقمية لذوي الإعاقة “تسهيلات” الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عبر المحفظة الرقمية في تطبيق توكلنا.
وقال معاليه إنّه من خلال تأسيس المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE)، بالشراكة مع اليونسكو في مدينة الرياض؛ تؤكد المملكة التزامها بتطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، وريادتها العالمية في أخلاقيات وأبحاث الذكاء الاصطناعي، وحرصها على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تدعم “سدايا” تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول في المملكة من خلال وضع معايير للبيانات وإصدار “مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي”، بما يتماشى مع الإستراتجيات الوطنية لتبني الذكاء الاصطناعي.
وأشار معاليه إلى أنّه من خلال الرؤى المستمدة من البيانات والذكاء الاصطناعي؛ يتم العمل على تحسين الجهود الخيرية والتطوعية بشكل كبير، وذلك من خلال تخصيص الدعم للفئات المحتاجة، والاستغلال الأمثل للموارد، وتعزيز أداء البرامج التطوعية، منوهًا بجهود منصة إحسان وتوظيفها للبيانات والذكاء الاصطناعي في إدارة التبرعات الخيرية بكفاءة، مما أسفر عن جمع أكثر من 8.3 مليارات ريال والتأثير في حياة أكثر من 4.8 ملايين مستفيد ومستفيدة، مشيرًا إلى أنّ “سدايا” تدعم العمل التطوعي المتخصص في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال وحدة إشرافية تتولى الإشراف على عدد من الجمعيات غير الحكومية وتقدم أكثر من 51 برنامجًا ومبادرة.
وأضاف معاليه أنّ البيانات والذكاء الاصطناعي تساهم في دعم المجال البيئي؛ حيث يمكن مكافحة التهديدات البيئية مثل التغيُّر المناخي والتصحُّر عبر توظيفها، معرّجًا على التعاون ما بين “سدايا” ووزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة الطاقة، من خلال مركزي التميز الذكاء الاصطناعي للبيئة والطاقة على تحقيق رؤية المملكة 2030 في مجال الاستدامة البيئية؛ والمتمثل في خفض الانبعاثات الكربونية السنوية بأكثر من 278 مليون طن بحلول عام 2030م، والوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م، وزراعة 10 مليارات شجرة.
ونوّه معاليه أنّ استخدام تحليل البيانات والتخطيط بالذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية في مشروع التشجير الحضري، الذي هو جزء من مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق الاستدامة البيئية، وأنّه مع تطوُّر الذكاء الاصطناعي أصبح من المهم وضع المسؤولية الأخلاقية في صميم الابتكار في هذا المجال التقني المتقدم.
وقال معاليه إنّ الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي يتطلب تحقيقها جهودًا تعاونية، كما ينبغي أن تتكاتف جهود الحكومات والشركات والأفراد لتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، مع التركيز على الاعتبارات الأخلاقية وتحقيق الوصول العادل، منوهًا بأنّ مسيرتنا نحو بناء مستقبل يقوم على المسؤولية الاجتماعية باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي، يتطلب اعتماد منهج يعتمد على تقديم الأولويات والقيم الإنسانية، وتعاون عالمي مبني على الحوكمة المسؤولة والشفافية؛ من أجل إطلاق الإمكانات الإيجابية للبيانات والذكاء الاصطناعي لخير البشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى