عندما رأيت” الفاروق” على جمله العالي وطلبت منه “درته” الشهيرة !!
محمد خضر الشريف *
=======
تمهيد
======
بالرغم من أن الرؤيا عمرها عشر سنوات مضت إلا أنها لم تغب عن بالي أبدا ومن فضل الله أن قيدتها كتابة حتى لاتضيع ضمن كثير من الرؤى المنامية التي طارت مشاهدها من الذاكرة وكانت تلك الرؤيا ولا تزال واسطة العقد -بالطبع بعد رؤيا “سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرة النقود”.. وذلك ضمن رؤى جميلة تسر النفس وتبهجها ضمنتها كتابي”رؤى جميلة للصالحين تسر النفس”..
وقد خصصت بابا واسعا لرؤاي الخاصة ورؤى أهل بيتي وأقربائي، كان لها أثر وتأثير في نفسي وفي حياتي.
========
بين يدي الرؤيا
========
لم يشغلتي شئ قدر هذا الرحل العظيم، عمر بن الخطاب ،رضي الله عنه، فاروق الإسلام وثاني الخلفاء الراشدين، ذلك الرجل الذي أصابته دعوة الرسول الأكرم، صلى الله عليه وسلم، في وقت كان عمر يجاهر بعداوته للإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وللمسلمين الجدد في بطحاء قريش عندما رفع رحمة الله للعالمين يديه بالدعاء لله بقوله:” اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام”. والاخير هو من عرف بأبي جهل.. وكتب الله السعادة لابن الخطاب.
كلما قرأت عن عمر نتفة في سيرته عرفت كيف كان هذا الرجل “عبقريا” قولا وفعلا وسلوكا وعملا، وانه تحققت فيه دعوة الرسول الأعظم ،صلى الله عليه وسلم، فكان مصدر عز ونصرة للدين ورسول رب العالمين وللمسلمين، ومازلنا نغرف من بركاته وجهاده وعدله رضي الله عنه.
لقد كانت عبقريته مثار نبوءة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأول رؤيا رآها للفاروق مع الصديق وانهما ينزعان من بئر فنزع الصديق سجلا او سجلين اي دلوا او دولين ونزع الفاروق حتى عادت غربا من كثرة النزع، وكان تاويل ذلك بمدة خلافة أبي بكر للخلافة كانت سنتين وأشهرا نصر فيها الدين بعمره ووقته وكانت خلافة عمر سنين عددا نصر فيها الدين وفتحت بلاد العالم على يديه شرقا وغربا؛ فصدقت فيه مقولته صلى الله عليه وسلم :”لم أر عبقريا يفري فريه”!
=======
مشاهد الرؤيا
========
ومن كثرة انشغالي بهذه الشخصية العظيمة رأيته في المنام في رؤيا جميلة جليلة وكان مشهدها البارز مشهد دَرَّة عمر رضي الله عنه -أي عصاه المشهورة- وكانت الرؤيا ظهر يوم السبت 19 جمادى الآخرة1427هـ الموافق15 يوليو2006م.. وقمت من نومي على آذان الظهر، فلم تغب عن بالي
وإليكم مشاهد الرؤيا:
رأيت في المنام سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وأرضاه- وقد اقترحت- لا أدري على من بالضبط وإن كنت أخمن أنه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه -أن تكون هناك عصا، لكي يسيَّر بها الأمور وأن وجودها مهم جدا..
ثم بعدها جاء الفاروق عمر- رضي الله عنه – فكأني طلبت منه أن تكون تلك العصا لي أنا، فقال: لا، لقد أعطيناها لفلان ويقصد به من خاطبته بشأن العصا، لا أدري لعلي بن أبي طالب أو أسامة بن زيد، رضي الله عنهما فقلت لسيدنا عمر: لكنني أنا الذي اقترحت أن تكون مع فلان واسأله وكأني أعني من أعطاه، وغالب الظن هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فصَّدق قولي بعد أن سألته..
غير أن الفاروق قد قرر امره وأعطاها لغيري..
ثم قلت في نفسي:” الله هذه إذن درة عمر”!!
وكان الفاروق على جمل عال جدا ويلبس عمامة بيضاء ووجه منير جدا.
فلما نظرت إليه وهو على جمله، قال لي قائل: أنت بحاجة إلى سلم لكي تكلمه أو لتصل إليه وذلك من علوه على الجمل.
ثم سرت أمام صاحب الجمل، متوجها للمسجد، وكأني ذاهب للصلاة ..
ورأيت رجلا وزوجته وهما عجوزان مقعدان في الطريق، فقلت أتصدق عليهما، وكان بودي أن أعطيهما شيئا من المال، غير أني خشيت من الذي ورائي أن يحسبني مرائيا له.. وذلك بعد حديث نفس أنه لو رآني لحمد لي هذا الفعل.
ثم حدثتني نفسي هذا الذي يركب جمله ويسير: ألا ينزل ويذهب للصلاة؟
ثم قلت: أليس هو الآن مستعد للجهاد وذاهب في سبيل الله أيضا؟!!
( انتهت)