إبداع ثقافي وتنوع فكري لدول مجلس التعاون الخليجي في “الرياض تقرأ”
الرياض – واس:
في حدث ثقافي استثنائي تحت شعار “الرياض تقرأ”، تجتمع مكونات وثقافة دول مجلس التعاون الخليجية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، لتقدم لوحة ثقافية متكاملة تعكس التنوع والثراء الحضاري لهذه الدول.
يعد المعرض من أكبر الفعاليات الثقافية في المنطقة، ويشهد مشاركة فاعلة ومتميزة لدول الخليج، حيث تقدم كل دولة إسهامات غنية ومتفردة تجعل من جناحها نافذة تجسد هويتها الثقافية ورؤيتها الفكرية.
وحلّت دولة قطر كضيف شرف لهذا العام، حيث قدمت جناحًا متكاملًا يجسد مسيرتها الثقافية، ويحتوي على إصدارات متنوعة تقدمها وزارة الثقافة القطرية، ومجموعة من المخطوطات النادرة والكتب التي تغطي مختلف المجالات الفكرية والأدبية. كما تقدم أنشطة متنوعة مخصصة للأطفال، ضمن جناح منطقة الطفل بالمعرض، إضافة إلى مشاركة الفرقة الشعبية القطرية.
وتهدف المشاركة إلى تعزيز الحوار الثقافي، وتسليط الضوء على الأدب القطري الحديث ودوره في التواصل بين ثقافات المنطقة. ويأتي ذلك في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تربط المملكة وقطر، والروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين.
من جانبها عززت سلطنة عُمان حضورها القوي في المعرض من خلال جناح مميز تشرف عليه ثلاث وزارات هي وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة الإعلام.
وقدمت عبر جناحها مجموعة واسعة من الكتب والإصدارات المتنوعة، التي تغطي مجالات مختلفة من الأدب، الدين، والفكر وجوانب متعددة من التراث العماني والتطور الثقافي الذي تشهده السلطنة، مما يعزز التواصل الثقافي والحضاري مع المملكة وبقية دول الخليج.
ويُبرز جناح سلطنة عُمان العديد من الأعمال الأدبية التي تعكس تراثها الغني وتطورها الثقافي، كما يجسد سعيها الدائم نحو توثيق تاريخها وتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة.
وتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة مشاركتها المتميزة من خلال عدة جهات حكومية وخاصة، أبرزها هيئة الشارقة للكتاب ومعرض أبوظبي للغة العربية وغيرها وتسلط الإمارات الضوء على اللغة العربية كجسر ثقافي عالمي، وتعرض من خلال مؤسساتها الثقافية إصدارات أدبية وفكرية تعزز من مكانة الثقافة الإماراتية كعنصر فاعل في الساحة الأدبية العالمية.
وتأتي مشاركة دولة الكويت عبر عدد من دور النشر المميزة، التي تسلط الضوء على الإنتاج الأدبي والفكري الكويتي، وتستعرض أحدث الإصدارات التي تعكس التنوع الثقافي والإبداع الأدبي في الكويت، مما يجعل مشاركتها محطة أساسية للمهتمين بالتعرف على الأدب الكويتي المتجدد، من خلال دور النشر المتعددة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز البحوث والدراسات.
وتشارك مملكة البحرين بجناح مميز تحت إشراف هيئة البحرين للثقافة والآثار، الذي تعرض مجموعة من الكتب التي تتناول تاريخ البحرين وثقافتها والفكر البحريني الحديث. وتسعى من خلال جناحها إلى تعزيز الحوار الثقافي بين البحرين والدول الأخرى من خلال إصدارات تغطي مجالات متعددة ومثرية.
إن مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 لا تعكس فقط إرثًا ثقافيًا عريقًا، بل تؤكد أيضًا على الروابط العميقة بين دول الخليج في تعزيز الثقافة والتبادل الفكري. هذا المعرض يمثل فرصة لتسليط الضوء على تنوع المشهد الثقافي في الخليج، ويعزز من مكانة الكتاب كوسيلة للتواصل بين الشعوب وداعمًا لقيم الحوار والتفاهم.
وتأتي هذه المشاركة لتؤكد الدور البارز لدول مجلس التعاون الخليجي في دعم الكتاب والثقافة كركيزة للتنمية الفكرية والمجتمعية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي على المستوى الإقليمي والدولي.