خلال منتدى التنقل الجوي المتقدم لمنظمة “الإيكاو” بكندا.. المملكة تقود العالم إلى عصر جديد من الطيران
مونتريال – واس:
دعا معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، سلطات الطيران المدني في جميع أنحاء العالم، إلى العمل معاً لتحقيق حقبة جديدة من الطيران للعالم، وإلى تبادل المعرفة ومواجهة التحديات وبناء شراكات من شأنها توفير إنجاح تقنيات التنقل الجوي المتقدم على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال خطاب معاليه الافتتاحي في المنتدى الأول لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) حول التنقل الجوي المتقدم (AAM)، الذي أُقيم في مدينة مونتريال بكندا، خلال الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر 2024، بحضور معالي رئيس منظمة الطيران المدني الدولي سالفاتوري شاكيتانو، وبمشاركة الدول الأعضاء في منظمة “الإيكاو” وقادة قطاع الطيران في العالم.
وقد اختيرت المملكة لتقديم الخطاب الرئيس الافتتاحي لقادة الطيران من أكثر من 75 دولة؛ نظير دورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص والطيران المدني الدولي بشكل عام، وترسيخاً وتعزيزاً لريادتها العالمية في مجال صناعة الطيران؛ إذ تُعد بوابة للعالم ووجهة عالمية للتجارة والسياحة، لموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين 3 من أهم قارات العالم (آسيا، وأفريقيا، وأوروبا).
واستعرضت المملكة خلال المنتدى، خريطة طريق التنقل الجوي المتقدم التي أطلقتها الهيئة في وقت سابق من العام الجاري، التي شملت رؤية إستراتيجية تتوافق مع الإستراتيجية الوطنية للطيران؛ حيث تُعد هذه الخريطة إعلاناً للتغيير الشامل الذي يرتكز على سبعة محاور رئيسية هي: اعتماد الحلول التقنية، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق الحوكمة الشاملة، وبناء الثقة، وجذب الاستثمارات، ووضع اللوائح والأنظمة، وتمكين رأس المال البشري، إلى جانب التطرق إلى إقامتها للنسخة الثالثة لمؤتمر مستقبل الطيران 2024م برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال الفترة 20 – 22 مايو 2024، حيث شهدت هذه النسخة نجاحات استثنائية من ضمنها مشاركة (7) طائرات نقل جوي متقدم في المعرض المصاحب للمؤتمر؛ وتُعد الأكبر من حيث عدد مشاركات الطائرات من هذا النوع في العالم.
كما تطرقت إلى تجربة التاكسي الجوي التي أجرتها الهيئة خلال موسم الحج في يونيو الماضي، كمثال على الدور الذي يمكن أن يلعبه التنقل الجوي المتقدم في مختلف مناحي الحياة، وضرورة توسيع نطاق هذه التكنولوجيا، لتمكين ومساعدة ملايين الحجاج الذين يأتون لزيارة الأماكن المقدسة كل عام، إلى جانب الكشف عن خطط مستقبلية لإنشاء مركز للقدرات بحلول عام 2028، يهتم بتدريب المواهب المحلية، وجذب أبرز العقول والكفاءات من جميع أنحاء العالم.
وتأكيداً على إمكانيات المملكة بمجال التنقل الجوي المتقدم، فقد منحت منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” خلال المنتدى، جائزة مسابقة الأوراق الأكاديمية العالمية للتنقل الجوي المتقدم، لطلاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، في تأكيد على إمكانيات المملكة بمجال التنقل الجوي المتقدم ونجاح خططتها لدمجه وتمكينه، بما يتماشى مع أهداف المملكة الطموحة للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2060، ويعزز التزام المملكة بالأبحاث المتقدمة، ويكمل استثماراتها في الطائرات ذات الإقلاع والهبوط العمودي ( VTOL).
وجاء منح الجائزة بعد تقديم طلاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ورقة عمل بحثية تتناول مدى كفاءة الشبكات غير الأرضية في توفير التغطية الاتصالية لمركبات النقل الجوي المتقدم، ومقارنتها مع كفاءة أبراج الهواتف المحمولة التقليدية، واستعرضت الورقة نموذجًا مبتكرًا لمحاكاة خط البصر بين الطائرات المتقدمة والمركبات الذكية على الطرق في المدن المزدحمة، حيث يدمج التضاريس الحضرية وديناميات المركبات للحصول على توقعات أكثر دقة، من خلال محاكاة واسعة ونماذج مدن واقعية، وتعكس هذه الخطوات التزام المملكة بدمج التقنيات المتقدمة في شبكة النقل الخاصة بها كجزء من رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى مضاعفة عدد الركاب السنوي ليصل إلى أكثر من 300 مليون بحلول نهاية العقد، مع اعتبار السياحة ركيزة أساسية لإستراتيجيتها في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، من خلال التقدم في نماذج النقل الجوي المتقدم والتنقل الجوي الحضري، ودورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص والطيران المدني الدولي بشكل عام.
يُذكر أن منتدى منظمة الطيران المدني الدولي (الآيكاو) حول التنقل الجوي المتقدم، يقام للمرة الأولى في مونتريال، بكندا، من 9 إلى 12 سبتمبر، بهدف الجمع بين رواد مجال الطيران المدني العالمي، والأوساط الأكاديمية والحكومية، والمنظمات الدولية في مجال التنقل الجوي المتقدم، بالإضافة إلى أنظمة الطائرات بدون طيار (UAS)، لتوفير منصة لتبادل المناقشات والخبرات وبحث أفضل الممارسات، والدروس المستفادة، والتحديات ذات الصلة.