منتخبنا ودلع الملايين
بقلم – محمد البكر:
تابعت مباراة منتخبنا أمام إندونيسيا، وكان بجانبي مدربنا القدير والكبير الصديق العزيز خليل الزياني ، كما كان من بين الحضور عدد من الزملاء الصحفيين الرياضيين في المنطقة . كان النقاش ساخناً؛ انعكاساً لأداء منتخبنا الوطني والنتيجة التي آلت إليها المبارة . لكن من آداب المجالس عدم نقل آراء الحاضرين ، خاصة وأن معظمهم لديه منصته الإعلامية ، ناهيك عن الرغبة الجامحة لوسائل الإعلام لتسمع رأي الكابتن ” أبو إبراهيم ” ، والذي أتمنى الاستفادة من خبرته ومكانته وتاريخه الذهبي .
بالنسبة لي فإن ظهور المنتخب بصورة باهتة ومشتتة وبدون هوية ، لم تكن جديدة علينا . ففي المباريات السابقة بقيادة السيد منشيني ، لم تختلف عما شاهدناه في هذه المباراة . وقد كتبت في حينه أن علينا الصبر ومنح المدرب الوقت الكافي كي يعيد ترتيب المنتخب . ثم تكرر المشهد وتكررت مطالبتي لاتحاد اللعبة بعدم التسرع والحكم على السيد منشيني . لكن وبعد أن دخلنا مرحلة الجد ، وبدأ الوقت يقطعنا إن لم نقطعه ، لم يعد لديه أي أعذار ، كما لم يعد لدينا مزيداً من الوقت لنمنحه له .
مهمة المدرب صنع هوية للفريق الذي يدربه . ومن حقه منحه الفرصة للاختيار دون تدخل من أي شخص آخر ، بالإضافة لتحقيق كل طلباته ” الفنية ” التي يحتاجها من مباريات تجريبية أو معسكرات تدريبية أو الحهاز الفني والطبي المرافق معه . ومع أن كل تلك الطلبات تم تنفيذها دون نقاش ، ورغم عقده المالي الذي يسيل له اللعاب ، إلا أنك “يا بوزيد ما غزيت” . بل أن خياراته كانت في معظمها عجيبة وغريبة . وفي مؤتمره الصحفي زاد الطين بلة . فتبريراته كانت بلا معنى ، وتصريحاته تؤكد ” نرجسيته ” فلم يحمل نفسه أي مسؤولية مهما كانت بسيطة ، ولم يبق له إلا أن يقول إن الجمهور لم يساعده .
أما لاعبو منتخبنا خاصة ما نطلق عليهم صفة النجومبة ، فلم يقدموا ما يشفع لهم أمام الجماهير السعودية التي كانت وراء كل إنجازات الوطن عبر التاريخ . وبالمصادفة شاهدت مقطعاً لمباراة منتخبنا أمام الصين في تصفيات مونديال إيطاليا 90 . وتذكرت أولئك اللاعبين الكبار، والذين يستحقون أن نطلق عليهم صفة النجوم من أمثال صالح النعيمة وماجد عبدالله والثنيان وصالح خليفة والمصيبيح ومحيسن وعبدالجواد والهريفي وأحمد جميل وسامي الجابر وفهد المهلل وغيرهم من المخلصين الأوفياء . ولقد قارنت بين ما كان يحصل عليه أولئك الكبار ، وما يحصل عليه نجوم الورق في وقتنا الحالي فوجدت الفارق الشاسع الكبير والمقارنة مستحيلة.
لقد اجتمعت نرجسية المدرب وتعاليه ، مع تباين أداء اللاعبين مع أنديتهم والمنتخب . فقد كان التباين واضحاً لكل صغير وكبير . والسؤال المهم … هل وصول عقود اللاعبين الحالية لأرقام فلكية وغير منطقية ولا عقلانية ولا تتناسب مع ما يقدمون للكرة السعودية ، هي السبب في تخاذلهم وعدم قتاليتهم أمام منتخب علينا أن نحترمه دون أن نسمح له بالنيل من تاريخ الكرة السعودية !؟ .
باختصار هذه نتيجة ” دلع الملايين ” . ولكم تحياتي