ثقافة

حرفة “النجارة” في منطقة الباحة تراث وإبداع تتجسد في فعاليات موسم الصيف

الباحة – واس :


جسد الأجداد والآباء في منطقة الباحة مقولة ” صنعة في اليد أمان من الفقر” إلى ممارسة مهنة النجارة، مستفيدين مما تزخر به طبيعة المنطقة من تنوع في الأشجار التي تصلح لكثير من أعمال النجارة ومنها العرعر والطلح والعتم والسدر والرقّع والسلم والضهيان.
وتحتضن المنطقة تراثًا غنيًا من الصناعات والحرف اليدوية التي تُعد جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية للمنطقة، حيث تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، ويعمد الأهالي إلى تطويرها وتحديثها بما يواكب التحديات القائمة اليوم ، وبين المطرقة والسنّدان تحدث النجار العم محمد مسفر علي الزهراني في العقد الثامن من عمره لــ “واس”، قائلاً ” مهنة النجارة من المهنة الشاقة والمتعبة فهي تتطلب جهد ووقت طويل ، حيث تبدء من إحضار الأخشاب التي عادة ما تكون من أشجار السدر، والطلح، والعُتم المنتشرة في جبال وأودية الباحة, ثم إزالة القشرة الخارجية لها وتجفيفها ، وبعد ذلك يقوم النجار بعملية القص والنقش التي تكون بحسب طلب أصحاب العمل وقدرتهم المادية.
وبيّن أن أبرز الصناعات التي كان يقوم بها هي أسقف البيوت القديمة وأعمدتها “المرزح ” ونوافذها ” البداية ” وأبوابها ويطلق عليها قديماً ” المصراع “، وتتراوح قيمة ذلك العمل نحو 1500 ريال للمنزل الواحد، ويستمر العمل فيها أكثر من الشهرين.
وأفاد الزهراني بأن أبرز الأدوات التي كانت تُستخدم في مهنة النجارة، ” المنقش” ويُستخدم للزخرفة، ” القدوم ” لإزالة القشرة الخارجية للأشجار، و” المنقار ” لعمل الأخرام، تزخرف بأنواع النقوش الهندسية الجميلة والمختلفة التي تتراوح بين البساطة والعشوائية غير المتكررة والزخرفة الإبداعية الراقية والأصيلة، التي تطلى بمادة القار للحماية والتزيين بالألوان على الرسوم التي يتم نقشها.
وأشار إلى أن مهنة النجارة كانت مصدر رزق, مبينًا أنه لم يعد يمارس هذه المهنة منذ عشرات السنين إلا من باب تعريف الأبناء والأحفاد بها.
وجسدت مشاركة العم محمد مسفر علي الزهراني خلال إحدى فعاليات مركز النشاط الاجتماعي بقرية وادي العارجة بمحافظة بني حسن، طريقة ممارسة مهنة النجارة في الباحة قديماً، بواقع حي شاهده زوار المركز، حيث وقف الحضور أمام عرض للنقش على الأخشاب بطريقة تحاكي طريقة الآباء والأجداد في البناء قديماً.
يذكر أن مهنة النجارة بمنطقة الباحة تعكس الجمال الطبيعي والتراث الثقافي للمنطقة وتمثل ارتباطًا وثيقًا بين الأجيال خاصةً ممن يأخذهم الحنين للماضي العميق بحياته العريقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى