قصة قصيرة= (عامل النظافة)
عامل النظافة !!
استعد للاختبار منذ ستة أشهر مضت، لم يترك كتابا في المنهج أو خارجه عن ” العلاقات العامة” بالعربية أو بالانجليزية، أو بأية لغة أخرى يتقنها إلا قرأه في لغته الأم، أو مترجما .. حفظ نظريات عدة وقارن بينها وسجل بقلمه كل ما يخطر على باله وما لايخطر أيضا في جذور كلمة ” علاقات” ومشتقاتها وما له علاقة بالعلاقات..
سرح بخياله بعيدا لا أرضى بديلا عن الخمسين درجة وهي النهائية لو تحصلت على 49 درجة ونصف الدرجة من الخمسين، فأكون ظلمت نفسي ظلما بينا، ولن أسامحها أبدا ..
استطرد مع نفسه : لو كانت الأسئلة خمسة فسيكون كل سؤال بفروعه الثلاثة عليه عشر درجات، فلابد أن أتحصل عليها كاملة دون ربع درجة!!
دخل الاختبارات تملأه الثقة التامة، وروحه مفعمة بالنشاط والحيوية، وروح الشباب، تخاطبه: أنك ناجح بدرجة الامتياز..
انتظر ورقة الأسئلة بفارغ الصبر ..
صدم !!
الأسئلة العشرة التي توقعها في نظريات محلية وعالمية أتت كلها في سؤال واحد فقط..
توقف قلبه فجأة وهو يقرأ السؤال الوحيد : ما اسم عامل النظافة في الجامعة عندنا ؟!
ضرب أخماسا في أسداس، وحاص حيصة كادت تذهب بعقله العبقري والذكي..
لم يصدم وحده، بل صدم كل من في اللجنة، إلا زميلا واحدا له فقط، كتب الإجابة وخرج فرحا مسرورا.
صاحبنا سلم ورقة الاختبار خالية بيضاء لا تسر الناظرين، تثاقلت خطاه وهو يدب دبيب شيخ جاوز المائة عام من العمر..
صادفه عامل النظافة الذي بادله الابتسامة والحديث..
توقف عنده صافحه ولأول مرة بسأله متبسما: ما اسمك ؟
كشف له عن اسمه( فلان)..
ضحك متحسرا : آه.. فلان.. لكن بعد فوات الأوان!!