السوشيال ميديا و الإعلام الجديد
السوشيال ميديا أو الشبكات الاجتماعية أو وسائل التواصل الاجتماعي كلها مصطلحات جعلت العالم قرية صغيرة من حيث تأثيرها في عالم التواصل وتبادل الأفكار بين الأشخاص وتسهيل نقل المعلومات والأخبار بين الآخرين فلا يخفى علينا مقدار الأهمية التي أصبحت تمثلها وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة سواء في تأثيرها على حياتنا اليومية أو العملية من خلال نقل المعلومات أو سهولة التواصل.
وتعتبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي أحد أبرز مظاهر الإعلام الحديث الذي بدأ ظهوره بثورة الإنترنت ويعتمد على التقنيات الجديدة مثل المنتديات والمدونات وبرامج التواصل الاجتماعي المشهورة مثل الفيسبوك وتوتير وإنستقرام..
وقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت تعرف بالإعلام الاجتماعي الحر الجديد أو الإعلام البديل حيث تتطور وسائل التواصل الاجتماعي تطورا وانتشارا كبيرا يوما بعد يوما بعد أن كان مجرد فكرة افتراضية لا تربط بين الواقع لكن سرعان ما أصبحت هذه الوسائل أداة إعلامية مرئية وسمعية وبصرية يكاد لا يمر يوم بدون استعمالها.
وتمتاز وسائل التواصل الاجتماعي بكونها إعلاما مباشرا غير مقيد بشروط النشر حيث إن الجميع مرسل ومستقبل عكس الإعلام التقليدي الذي هو إعلام وسيط يبدأ بإرسال الوسائط إلى الاستقبال الجماهيري.
وقد استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بالسوشيال ميديا أن تفرض نفسها في عالم الإعلام حيث أصبحت مصدرا موثوقا للعديد من الأشخاص وكذا القنوات التليفزيونية التي بدورها أصبحت تهتم بالرأي العام للتعريف بقضايا المجتمع حيث يلجأ معظم الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة الأحداث وتبادل الأفكار.
كما أصبح الكثير من أفراد المجتمعات رجالا أو نساء على حد سواء من وزراء أو فنانين أو شركات خاصة أو عامة وأيضا رجال السياسة والدين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي ويعتمدون عليها كمصدر أساسي للترويج والدعاية والإشهار والإعلان بشكل يومي ومستمر.
وتكمن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في:
• سهولة انتشار المعلومات.
• التفاعلية والمشاركة بين أفراد المجتمع.
• الحضور والتواصل الدائم.
• سهولة التعبير وممارسة حرية النشر.
• كسر الحواجز والخطوط الحمراء.
• إلغاء الفروق الثقافية بين المجتمعات.
• نشر الأفكار.
• تعزيز العلاقات الاجتماعيّة من خلال التواصل السريع والسهل في كل زمان ومكان.
• البقاء على علم بآخر الأخبار والأحداث سواء الدولية أو المحلية.
• سهولة الإعلان والترويج دون قيود شكلية.
• التواصل الخارجي بين الشعوب.
فضلا عن سرعة إيصال الأخبار والرسائل النصية والصوتية ومقاطع الفيديو وهو الأمر الذي سهل على انتشار واتساع هذه الشبكات منها فيس بوك وتوتير ولينكدان ويوتيوب وإنستقرام والعديد من المواقع والوسائل الأخرى.
ولا تقتصر أهمية وسائل الاتصال الاجتماعي على جانب محدد من جوانب الحياة وانما تلعب دورا كبيرا في تأثيرها البالغ في تكوين الرأي العام وتغيير مساراته لاسيما في المجتمعات النامية من خلال خلق جمهور مثقف وواع يدرك حل مشكلات المجتمع وكذلك تنمية القيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والقومية والدينية..
وتتمثل وسائل التواصل الاجتماعي في كونها المحور الأساسي لنشر الثقافة وترسيخ مكونات الحضارة خاصة عندما تكون المادة الإعلامية مُصاغة بصورة حقيقية مرئية تعكس حقيقة تتفاعل مع متطلبات المجتمع وتطلعاته وأهدافه وقيمه.
كما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي أن تشكل فوائد عظيمة سواء في التعليم أو التعلم والتسويق والإعلان والدعاية والإشهار والترويج حيث بات التنافس على أشده خاصة في المنصات الكبرى مثل جوجل وفيسبوك وتويتر ولينكد ان ويدخل معهم أنستقرام والعديد من الوسائل الأخرى التي أصبحت جزءا من حياتنا، حتى إن هناك الكثير من الأشخاص يعملون علي هذه المواقع ويحصلون علي دخل مادي ممتاز من خلال التسويق لأعمالهم او للآخرين عبر هذه الشبكات الاجتماعية المميزة مما جعلها بحق تتدخل في الحياة بشكل لا يمكن تجاهله.
ونظراً للاعتماد المتزايد على الإنترنت، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تزايدت أهمية استخدامه مؤخراً وأصبح منظومة أساسية حيث زادت معه أفكارنا وانفتاحنا وقدراتنا العلمية والمعلوماتية، وعلى الرغم من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية إلا أننا لا ننكر السلبيات الكثيرة التي يعرفها هذا المجال.
وخلاصة القول يجب علينا ان نعرف أن الاحصائيات العالمية عن أهم مواقع التواصل الاجتماعي لعام 2015 توضح ان 75% من مستخدمي الانترنت يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يومياً وتخطى مجموع مستخدمي فيسبوك حاجز الـ 1.44 مليار مستخدم و800 مليون مستخدم لتطبيق الماسنجر. وهناك 751 مليون مستخدم يتصفحون مواقع التواصل الأكبر عن طريق الأجهزة المحمولة. ووصل مجموع مستخدمي تويتر الى اكثر من 300 مليون مستخدم ومتوسط عدد التغريدات اليومية يصل الى 400 مليون تغريدة يومياً. وبالنسبة لجوجل يصل المستخدمون الى اكثر من 500 مليون مستخدم. والانستقرام 5000 تعليق في الثانية الواحدة.
والان يمكننا الاستفادة من هذه الوسائل في حياتنا العملية اليومية وتسويقها وغير ذلك من الفوائد التي تجعلنا على تواصل مع انحاء العالم.
نقلا عن جريدة اليوم