عام

مواطن من القريات يروي قصة مركبة كانت تقل الحجاج قبل 76 عاماً

سكاكا – واس :


في كل عام مع حلول موسم الركن الأكبر “الحج” يستحضر المواطن أحمد بن إبراهيم محمد حبرم، أحد أهالي محافظة القريات، إسهام جده لوالده ووالده في رحلات الحج من المحافظة الواقعة في أقصى الشمال الغربي للمملكة إلى الأراضي المقدسة والبالغ طولها 1500 كيلو متر، في رحلة تم تطويرها عبر المركبات وتحويلها من الركائب وهي مجاميع الإبل والماشية التي تستخدم سابقاً في رحلة الحج.
وتقف في منزل عائلة حبرم في القريات المركبة التي كانت شاهدة على تلبية الحجيج لما يتجاوز 9 مرات في أعوام متتالية، حيث دأب محمد حبرم – رحمه الله – على بداية الرحلة عام 1369هـ التي كانت البداية برحلة لمعرفة معالم الطريق وتدوين المحطات الواقعة عليه وتحديد مكامن الصعوبة في الطريق لتجاوزها مع الحجاج.
وعن المركبة يروي حفيده أحمد بن إبراهيم محمد حبرم أنها تتكون من طابقين، خصص السفلي للسيدات والأطفال فيما يكون العلوي للرجال والشباب، فيما كانت مشاعر الحجاج تفيض بالشوق إلى مكة المكرمة في كل مرة يتم التحضير فيها لرحلة الحج، حتى شهدت المركبة تطويراً عاماً تلو العام ليلبي رغبات الحجاج وإسهام جده في تأمين الرحلة للحجيج، وصولاً إلى انطلاق المركبة مع قافلة من المركبات المساندة التي خصصت لحمل أمتعة الحجيج وأخرى لقطع الصيانة والوقود، والتي تنطلق من القريات مروراً في العيساوية ومغيرى والقليبة وجبل الأقرع ثم الحجر والعلا وآبار علي في المدينة المنورة فجدة ثم مكة المكرمة.
وبمشاعر الاعتزاز بهذه المركبة والذكريات يقول أحمد حبرم: “إن المركبة كانت تقف في ملعب المدرسة آنذاك، ويتم تقديم المياه لسقيا الحجاج أثناء التحضير لرحلة الحج ويتم قطع رحلة الحج على مدى 45 يوماً ذهاباً وعودةً، فيما كانت تبلغ قيمة الرحلة للراكب الواحد 30 ريالاً وتكون مجانية في ذات التوقيت لمن لا يملك مقابل الرحلة في حال توفر مكان سعياً للثواب”.
وتستخدم المركبة من نوع دوج المصنعة عام 1940 وقود البنزين، وتحمل لوحة تسجيل مصدرة من ميناء الأنابيب في الحدود الشمالية، فيما تحوي المركبة قطعاً مثل الأخشاب لمساعدتها على تجاوز الرمال حال تعثرها أثناء رحلة الحج.
وتمثل مركبة الحج الموجودة في فناء المنزل مصدر اعتزاز لعائلة حبرم في القريات، لأنها تاريخ شاهد لإسهام المنطقة خصوصاً والمملكة عموماً في تسهيل رحلة الحج وخدمة ضيوف الرحمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى