رئيس مجلس الوزراء القطري يفتتح منتدى الأمن العالمي ٢٠٢٤
الدوحة – جمال الياقوت
افتتح معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة القطري، اليومَ منتدى الأمن العالمي ٢٠٢٤ في نسخته السادسة والذي سيستمر انعقاده حتى مساء يوم الأربعاء الموافق ٢٢ مايو
وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى، أكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه وسط هذه الصورة القاتمة للوضع الإقليمي والعالمي، بذلت دولة قطر كامل جهدها للمساهمة بدور حيوي في تعزيز السلم والأمن العالميين عبر جهود الوساطة وفض النزاعات وإنعاش الاقتصاد العالمي وإعادة بناء ما دمرته الحروب والأوبئة.
وأضاف معاليه: ” وفي سبيل تعزيز السلم والأمن العالميين، أصبحت جهود الوساطة وفض النزاع أحد الركائز الأساسية لسياستنا الخارجية، وبفضل هذا النهج، استطاعت دولة قطر أن تتوصل إلى عدة هدن واتفاقيات من شأنها التخفيف من حدة النزاعات والتوصل لحلول سلمية لها.”
وقد شهد منتدى هذا العام، الذي نظّمته أكاديميّة قطر الدوليّة للدراسات الأمنيّة (قياس) ومركز صوفان، حضور جمعٍ من القادة الحكوميين وكبار المسئولين والخبراء لمعالجة أهم التحدّيات الأمنيّة التي تواجه المجتمع الدوليّ تحت شعار “المنافسة الاستراتيجيّة: تعقيدات الاعتماد المتبادل”.
وأدان دولة رئيس الوزراء العراقيّ محمد شياع السودانيّ في كلمته اليومَ “الموقف الدوليّ الضعيف إزاء الحق الفلسطينيّ”، وذلك أثناء تناوله لتداعيّات الحرب في غزّة.
وقد أوضح دولة الرئيس محمد شيّاع السودانيّ الذي تم تسجيل كلمته مسبقًا في 18 مايو/ أيار 2024، جهود بلاده في التغلب على إرث “الحرب والدكتاتوريّة والنزاع” مُسلِّطًا الضوء على مزيدٍ من التقدّم يلوح في الآفاق. إذ صرّح قائلا:” ومع كل هذه العقبات تمكن العراق من تجاوز أكبر الشرور وانتصر في معركة الإرهاب، وانتقلنا كعراقيين من مرحلة الانتصار إلى مرحلة التنمية بقوة في ظل ديمقراطية مستقرة. وآلت حكومتنا على نفسها أن تغير حال الاقتصاد العراقي نحو الانفتاح على الشراكات المثمرة والتنوع في الموارد، ومواجهة التحديات المزمنة في البطالة والخدمات والفساد ومحاربة الفقر وتدعيم الإصلاح الاقتصادي بجميع أشكاله”.
ولاحقًا أكّد سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجيّة القطريّة، في أوّل جلسةٍ حواريةٍ للمنتدى، استعداد بلاده للقيام بأدوار الوساطة، قائلا:” عندما يأتي الأمر إلى مساعدتِنا وإسعافنا في حلّ النزاعات، فهذا أمرٌ سنواصل القيام به”. “لدومًا ما يُعلّمنا التاريخ أن الإشارة إلى العنف أو التهديد باللجوء إليه لن يحلّ نزاعًا قطّ، وإن أفضل الطرق التي وقع اختيارنا عليها هي تلك التي تقضي بإحالة مثل تلك الأمور إلى مزيدٍ من الدبلوماسيّة والأساليب السلميّة في حلّ النزاعات”.
وفي جلسةٍ حواريّة أخرى أشار سعادة السيّد كاسيفيسو شانموغام، وزير الشئون الداخلية ووزير القانون بجمهوريّة سنغافورة، إلى الحرب في أوكرانيا باعتبارها مفتاحًا أساسيًّا في التأكيد على الأهميّة الدوليّة للولايات المتّحدة الأمريكيّة من جديد، قائلا:” بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أظنّ أنّ أوروبا تُدرك الآن أنه لا غنًى عن الولايات المتحدة، وإذا كان هناك شيءٌ قد جعل الولايات المتّحدة وأوروبا أقرب إلى بعضهما البعض فهو اعتراف ترامب بأنّ أوروبا هامّةٌ لحلف شمال الأطلسي”. وأضاف:” على المستوى الداخليّ والمحليّ والخارجيّ أعتقد أنّ الولايات المتّحدة تواجه تحدّيات كبيرة، إلا أنّه لا يُمكنني وصفها بالتّحدّيات الوجوديّة”.
كما استمع المنتدى إلى كلمة السيّد مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشئون الإنسانيّة ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتّحدة، التي أشار فيها إلى الثمن الإنساني الباهظ للصراع في غزّة وفي السودان، قائلا:” لقد شهدنا في العام الماضي اندلاع مآسٍ وصدمات مدمّرة لا يمكن تصوّرها بغزّة والسودان، في وقت مازالت الحرب الأوكرانيّة فيه تُعدُّ مصدرَ قلقٍ. إن المدنيين في غزّة والسودان يدفعون باهظ الأثمان كل يومٍ”.
ويستمر منتدى الأمن العالميّ ٢٠٢٤ غدًا في الدوحة، إذ سيُفتتح بجلسةٍ حواريّةٍ مع فخامة الرئيس السيّد بول كاغامي، رئيس جمهورية رواندا.