الرياض – واس :
أكد عددٌ من الخبراء الدوليين في مجال المياه، أن توظيف الابتكار والذكاء الاصطناعي في إنتاج المياه المحلاة يقلل نسبة استهلاك الطاقة، لافتين النظر إلى أهمية إقامة سدود متصلة في مناطق المملكة كافة، لتعزيز الاستفادة الكاملة من حصاد مياه الأمطار.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي عُقدت في مستهل فعاليات اليوم الثاني لمنتدى المياه السعودي الثالث، وتناولت موضوع الابتكار والتقنية في إنتاج المياه المحلاة، وتعزيز الاستفادة من مياه السدود، لتحقيق الاستدامة الفاعلة، بمشاركة عددٍ من الخبراء والمختصين في مجال المياه، من داخل المملكة وخارجها.
وأكد رئيس مؤسسة خوسيه بيريز الأمريكية الدكتور شين سنايدر أن استخدام تقنية أغشية النانو السيراميكية في إنتاج المياه المحلاة يسهم في توفير نسبة استهلاك الطاقة من (40 إلى 45%)، فيما استعرضت ورقة “تقنيات التقاط الكربون واستخلاص المعادن من المحلول الملحي”، التي قدمها الخبير في معهد تقنيات المياه والأبحاث المتقدمة، المهندس يونج ووك يو، الاستحواذ في معامل تحلية المياه، وتقليل نسب الكربون فيها، وإعادة استخدامه.
من جانبه، أشار المستشار بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور يسري مطر إلى وصول إجمالي حجم كميات مياه المياه المخزنة في سدود المملكة خلال عام 2023م، إلى أكثر من (1,6) بليون م3، فيما استقبل سد “بيش” أكبر كمية من المياه، بلغت (150) مليون م3، وذلك خلال ورقته التي جاءت بعنوان “مساهمات السدود في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المملكة”.
واستعرض في الجلسة التي أدارها المستشار في المؤسسة العامة للري المهندس مسلم التميمي، الرئيس التنفيذي لقطاع التخطيط في الشركة السعودية لشراكات المياه المهندس عامر الرجيبة؛ دور القطاع الحكومي والخاص في إدارة مياه السدود، من جانبه قدّم المهندس أحمد الضويمر، وكيل المحافظ للمياه السطحية والجوفية بمؤسسة “التحلية”، عرضًا شاملًا لدور المؤسسة في تأمين الحلول لتحديات مياه الشرب والري، أعقبه خبير اللجنة الدولية للسدود الكبيرة ومستشار البنية التحتية للمياه، المهندس أليساندرو بالميري، الذي تناول الابتكار في مراقبة وإدارة مياه السدود، بالإضافة إلى استثمار الأدوات الخاصة بالسدود وتدفق المياه، كما استعرض عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للمياه المهندس علي الحامدي، تجربة سلطنة عمان في إشراك المجتمع المدني في إنشاء السدود.
واستحوذ الابتكار في صناعة التحلية، على محاور ونقاشات الجلسة الأخرى، التي أدارها الخبير في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور حسين باصي، حيث استعرض المحاضر بجامعة لوبورو البريطانية الدكتور سارب سارير إحصائيات زيادة استهلاك المياه، في ورقة بعنوان التكلفة الصفرية لحلول المياه، أوضح من خلالها أن جودة المياه الخام والطاقة التي تخدمها؛ تعد مكلفة وكبيرة، فيما أشار مدير التصميم الهندسي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مؤسسة “التحلية” المهندس عبدالله الجابري، في ورقة بعنوان تطبيقات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، إلى إجراء العديد من الاختبارات التجريبية على مضخات صغيرة؛ لتطوير نموذج خاص بالصيانة.
وقدّم قائد فريق الطاقة المتجددة بالمعهد، المهندس أحمد الغامدي، ورقة حول تطبيقات الطاقة النظيفة في صناعة التحلية، واختتم مدير إدارة الابتكار بمؤسسة “التحلية” الدكتور فيصل العصيمي الجلسة بورقة تناولت تطوير النظام البيئي للابتكار، لفت من خلالها إلى إقامة العديد من المعسكرات الصيفية للخروج بأفكار ابتكارية لتوظيفها في السوق السعودي.