سوق الخاسكية: مقصد التجار والمتسوقين في جدة البلد
جدة – واس:
تمثل أسواق جدة القديمة جوهرة جدة التاريخية والتي أسهمت قديماً في النمو الاقتصادي لمدينة جدة و ما تزال قلب التجارة الذي تتدفق منه البضائع في كل اتجاه، ويحظى كل من جرب التسوق في جدة بتجارب شيقة لا حصر لها ابتداء من استكشاف الثقافات القديمة وصولاً إلى خيارات التسوّق التي تتيحها هذه المدينة التي تتسم بالحيوية، إذ إن أسواق جدة التاريخية تحظى بشهرة واسعة، ومن أشهرها سوق الخاسكية، والذي نجح في الربط بين الماضي والحاضر، مما جعله مزاراً اقتصادياً مهماً، يقع في محيط منطقة جدة التاريخية، وعامل جذب واهتمام للتجار والزوار والسياح.
ويرجع تأسيس سوق الخاسكية إلى العام 1813 ميلادية وبما يزيد عن 200 عام إلا أنه مايزال شاهداً على عراقة التراث الحجازي القديم، فيما تبلغ مساحة السوق حوالي 1.5 كيلومتر مربع، ولا يزال يحتفظ بالعديد من آثار الحياة التقليدية ذات الخصائص الاقتصادية والاجتماعية القديمة, ويتم الدخول إليه من خلال شوارع ضيقة وممرات متعرجة ترجع بذاكرة الزائرين إلى الماضي بجميع تفاصيله وملامحه عبر ردهات السوق التي يسيطر عليها البناء بالطراز القديم والرواشين الحجازية.
وازدهر سوق الخاسكية لأنه محاطاً بمعظم البيوت التجارية والدوائر الحكومية، وأصبح منطقة مركزية لمدينة جدة داخل أسوارها العتيقة، ومكاناً جاذباً لسكان جدة من مختلف الفئات، بدءاً بالأغنياء والتجار، مروراً بالصُناع والحرفيين، وانتهاء بالبسطاء العاملين في البحر.
ويمثل سوق الخاسكية في جدة القديمة السوق الشامل لكل شيء، مما زاد قيمته التجارية لدى التجار والأهالي، وشجعهم على الإقبال عليه في مختلف أوقات العام دون تمييز موسم عن غيره.
وكانت المحال والمقاهي المنتشرة في السوق قديماً موزعة حسب طبقات السكان ووظائفهم، فيما تم تقسيم السوق من الداخل إلى أسواق صغيرة تضم البضائع التي لها علاقة بالحقائب والشنط والألحفة ومواد العناية بالجسم المختلفة، إلى جانب عدد كبير من البضائع المتخصصة في العطورات الشرقية والعالمية والتوابل والبهارات.
ويتميز سوق الخاسكية بقربه من البحر والميناء فكانت الحركات التاريخية في المدينة تبدأ من أرصفته، إلى جانب ذلك تنتشر المقاهي في السوق والموزعة حسب طبقات السكان ووظائفهم، كما أنه يحتوي على مطاعم وأفران، ومعظم احتياجات أهل جدة القديمة في ذلك الوقت.