روح القانون 

بقلم – سهله المدني:

القانون هو روح القانون، وهو الذي يحمي حقوق الإنسان وهو الذي يجعلك تصل للحقيقة بطرق لا يعلمها سوى من كان يعمل في القانون، والقانون هو مواد وقوانين وضعت لحماية حقوق الإنسان في مجالات مختلفة، ولكن عندما نرى بأن القانون بدأ من يعمل فيه بعضهم وليس جميعهم، بدأ يشيخ ويكبر ويفقد الشغف في العمل وذلك من خلال اعتماده على قضايا متشابهة ولا يبذل جهد في تلك القضية، ولا يكتب المحامي والمحامية بشغف وحب و إبداع سطور تساهم في جعل القاضي يرى الحقيقة التي تؤمن فيها ولديك اثباتات عليها في صحيفة الدعوى، وكل ذلك يجعل القاضي يفقد الشغف لقراءة ما تكتبه، ويرى بأنه نسخ ولصق لما سبق في قضايا سابقة، والقاضي يعلم من يدرس القضية جيدا ويبذل جهد في دراسة القضية بصورة كاملة، ويدرك ما تفعله ويدرك الجهد الذي تبذله والجهد الذي لا تبذله، فهو مثلك يتطلب منه التأكد مما كتبته عن موكلك، والتأكد من مواد القانون و الأسانيد للنظر فيها بشكل جيد.

من كان مبدع في القانون ولديه روح قانون مميزة في حب وفهم القوانين جيدا وصيغتها تناسب كل العقول فهو بذلك أصبح مبدع في مجاله، وذلك يصعب إن لم تكن عاشق له، و يجب على كل من يعمل في قطاع المحاماة أن يفهم أن الإبداع هو مفتاح للبقاء في هذا المجال، وإن الإعتماد على العمل السابق في قضايا مشابهة يمكن أن يساهم في جعل المحاماة تكون بوابة للذكاء الاصطناعي وذلك لقدرته على التعلم أكثر من الإنسان، لذلك الإبداع هو باب للمحاماة ويفهم كل من يعمل فيه بأن الإعتماد على عمل سابق دون الرجوع إلى القانون الذي تستند عليه قضيته ودون الكتابة بطريقة مبدعة ومختلفة حتى وإن كان هناك تشابه في القضايا، و هذا لا يمنع أن نبدع بالحروف التي تكتب فيها وان نرسمها بحب وشغف وإيمان بما نستند عليه في كل قضية، ولذلك أن تبني قلم يحارب و يناضل من أجل الحقيقة هو بمثابة وطن تبنيه بمفردك، وإيمانك بوطنك و إيمانك بأن الحق هو الذي سينتصر مهما كان ثمن ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى