نمو إيرادات السعودية للكهرباء إلى 75.3 مليار ريال خلال عام 2023م
الرياض – واس :
أعلنت الشركة السعودية للكهرباء، اليوم، عن نتائجها المالية لعام 2023م، حيث حققت الشركة إيرادات تشغيلية بلغت 75.3 مليار ريال، مقارنة بمبلغ 72.0 مليار ريال في العام السابق، مرتفعة بنسبة %4.5.
وأوضحت الشركة أن ارتفاع الإيرادات يعود بشكل أساسي إلى ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية بنسبة 5% خلال عام 2023، إضافةً إلى استمرار النمو في قاعدة المشتركين، ونمو إيرادات منظومة النقل نتيجة ارتفاع أحمال المشتركين، ونمو إيرادات شركة ضوئيات المتكاملة (المملوكة بالكامل للشركة السعودية للكهرباء)؛ نتيجة لزيادة المستفيدين من توصيلات الألياف الضوئية للمنازل، بالإضافة إلى إيرادات جديدة تخص تطوير مشاريع إنشاء محطات وخطوط نقل لصالح عملاء الشركة.
وبلغ صافي الربح لعام 2023م 10.2 مليارات ريال، مقارنة بـ 15.1 مليار ريال للعام السابق، وبينت الشركة أن الانخفاض في صافي الربح يعود بشكل رئيس إلى ارتفاع تكاليف التمويل الذي يعزى إلى ارتفاع أسعار الفائدة السائدة عالميًا إلى جانب الحصول على تمويلات إضافية خلال العام الحالي لتمويل مشاريع الشركة الرأسمالية، وتسجيل بنود مصاريف غير متكررة، وكذلك ارتفاع مصاريف التشغيل والصيانة نظرًا لنمو الأعمال والأصول وزيادة برامج الصيانة وارتفاع الأحمال، بالإضافة إلى تكاليف عقود تطوير مشاريع إنشاء محطات وخطوط نقل لصالح عملاء الشركة.
وتم مقابلة تغير صافي الربح جزئيًا بارتفاع في الإيرادات التشغيلية وانخفاض مصروف مخصص الذمم المدينة نتيجة تحسن عمليات التحصيل خلال العام 2023م مقارنة بالعام السابق.
وأفادت الشركة نمو إجمالي أصولها بنسبة 4.4 % خلال عام 2023م والتي بلغت قيمتها 500.8 مليار ريال مقارنة بمبلغ 479.4 مليار ريال في نهاية العام السابق، وجاء نمو إجمالي الأصول مدعومًا باستثمارات الشركة الرأسمالية الإستراتيجية في المشاريع قيد التنفيذ التي نمت بنسبة 52% بالمقارنة بالعام السابق لتبلغ 41.6 مليار ريال، ويُظهر ذلك نهج الشركة في تعزيز النمو المستقبلي من خلال مواصلة استثماراتها الكبيرة في تلبية الطلب المتنامي على الخدمة الكهربائية وتحسين جودتها وموثوقيتها وبناء الشبكات الذكية وتوفير البيئة الأساس لقطاعي النقل والتوزيع في سبيل رفع كفاءة توليد الطاقة الكهربائية وتحقيق مُستهدفات مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، بما يتواكب مع أهداف رؤية المملكة 2030.
وقال الرئيس التنفيذي لـلشركة السعودية للكهرباء المهندس خالد بن حمد القنون: “نسعى لأن نكون شركاء إستراتيجيين لتحقيق التقدم والازدهار في قطاع الكهرباء بالمملكة، ونستثمر في الحاضر والمستقبل لتحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المستثمرين والمشتركين والمجتمعات التي نخدمها، وجاء العام 2023 متسقًا مع تلك التوجهات إذ تمكنا من تحقيق نمو متسارع في الاستثمارات الرأسمالية التوسعية في قدرات إنتاج الطاقة الكهربائية وشبكة نقل وتوزيع الكهرباء، حيث واصلت الشركة دورها الرائد كأكبر مُنتج وناقل وموزع للكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأضاف القنون: “قطعنا خطوات متقدمة في التحول الرقمي وأتمتة العمليات وتطوير قدراتنا التقنية لتقديم أفضل جودة وموثوقية للخدمة الكهربائية، إضافةً إلى تعزيز استثمارات تطوير الأعمال الجديدة في الألياف الضوئية ومراكز البيانات والبنية التحتية للمركبات الكهربائية وغيرها، والتي يتوقع أن تعزز الفرص المستقبلية للنمو”، مؤكدًا أن هذه الاستثمارات والتحسن المستمر في مستوى الخدمة لا يمكن له أن يتحقق لولا الدعم الكبير الذي يجده قطاع الكهرباء من القيادة الرشيدة والتوجيهات والمتابعة المستمرة من سمو وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الذي يوفر كافة الإمكانيات لتذليل كل العقبات والتحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في التطور وتحسين الخدمات المقدمة للمشتركين”.
وأشارت الشركة إلى أنه في إطار سعيها لاستغلال خبراتها وقاعدة أصولها لتوفير فرص نمو إضافية من تطوير الأعمال الجديدة، مثل: الألياف الضوئية ومراكز البيانات، وخدمات الطاقة المستدامة، وتطوير وإدارة المشاريع، وتوفير البنية التحتية للمركبات الكهربائية وغيرها، وقد أعلنت الشركة خلال العام 2023 عن توقيعها اتفاقية مساهمين مع صندوق الاستثمارات العامة استحوذت بموجبها على حصة تبلغ 25% في شركة البنية التحتية للسيارات الكهربائية -شركة مساهمة مغلقة- ومملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وذلك بقيمة 254 مليون ريال، مشيرة إلى أنه تم تمويل الصفقة من خلال مصادرها الذاتية.
ومن ضمن إستراتيجية الشركة لنمو محفظة مشاريع التوليد وفي خطوة تدعم استمرار مكانتها الرائدة في قطاع توليد الطاقة الكهربائية في المملكة والمساهمة في الخطط الطموحة لتحول مزيج الطاقة، وقع تحالف الشركة اتفاقيات شراء الطاقة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة – المشتري الرئيس- لمشروعي محطتين غازيتين لإنتاج الطاقة الكهربائية بنظام الدورة المركبة وهما مشروع محطة طيبة 1 ومشروع محطة القصيم 1، بقيمة استثمارية قدرها 14.6 مليار ريال (3.9 مليارات دولار).
وتلقت الشركة أيضًا موافقة الشركة السعودية لشراء الطاقة للبدء بتنفيذ مشروع توسعة محطة التوليد في رابغ، وذلك بإضافة وحدات بتقنية الدورة المركبة وبقدرة 1.2 جيجاوات، وبدأت الشركة في تنفيذ مشروع تحويل الوقود لمحطة توليد الكهرباء العاشرة من الوقود السائل إلى الغاز مما يسهم في تحسين الكفاءة الحرارية وخفض البصمة الكربونية لإنتاج الطاقة.
وتأهلت الشركة ضمن قائمة المطورين المؤهلين للمنافسة على المرحلة الخامسة من مشروعات الطاقة المتجددة، والتي تبلغ سعتها الإجمالية 3700 ميجاواط ضمن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الذي تُشرف على تنفيذه وزارة الطاقة.
كما اتخذ الربط الكهربائي بين السعودية واليونان خطوة جديدة من خلال تكوين شراكة مع مشغل نقل الطاقة المستقل في اليونان (IPTO)، حيث تم إنشاء شركة ذات ملكية مشتركة بين شركة الوطنية لنقل الكهرباء (المملوكة بالكامل للشركة السعودية للكهرباء)، وذلك للبدء في دراسة جدوى ربط شبكات الكهرباء الخاصة بين المملكة واليونان.
وفي أواخر عام 2023م تمكنت الشركة من إطلاق تطبيق الكهرباء الجديد؛ والذي يهدف إلى الارتقاء بتجربة العميل ويدعم مسار الرقمنة والتحول الرقمي للخدمات المقدمة للمشتركين.
وفي خطوة نحو التحول إلى مستقبل طاقة مستدامة أعلنت الشركة خلال فاعليات قمة المناخ COP28 عن طموحها بالوصول إلى الحياد الصفري المناخي في عام 2050م، وذلك تماشيًا مع توجهات المملكة العربية السعودية في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060م من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون.
وبفضل تمتع الشركة بمركز مالي قوي وهيكل رأسمالي مستدام تمكنت من تمويل خططها للنمو، حيث نجحت الشركة في إتمام العديد من الصفقات البارزة رفيعة المستوى في أسواق المال والتمويل بقيمة تبلغ 33.75 مليار ريال (أي ما يعادل 9 مليارات دولار أمريكي) وذلك عبر أدوات تمويلية مختلفة، بما في ذلك إصدارات الصكوك الخضراء ذات الصلة بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، أو التمويلات المحلية والدولية المشتركة أو اتفاقيات ائتمان الصادرات وهو ما يدعم مواصلة الاستثمار في النمو المستقبلي للشركة.
وحافظت الشركة على تصنيف ائتماني قوي من الدرجة الاستثمارية، يماثل التصنيف الائتماني السيادي للمملكة من قبل وكالتي التصنيف الائتماني العالميتين موديز وستاندرد آند بورز، الذي جاء عند درجة تصنيف (A1) مع نظرة مستقبلية إيجابية من قبل وكالة موديز، وعند درجة (A) مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالة ستاندرد آند بورز، وجاء التصنيف عند درجة (A) مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالة فيتش، يُعد ذلك التصنيف من أعلى التصنيفات الائتمانية للشركات في المملكة.
يذكر أن الشركة كانت قد أصدرت في فبراير 2024م بنجاح صكوكًا ثنائية الشريحة بقيمة 2.2 مليار دولار أمريكي، تتكون من 1.4 مليار دولار أمريكي، شريحة صكوك بأجل 10 أعوام، وشريحة صكوك أخرى بقيمة 800 مليون دولار أمريكي بأجل 5 أعوام، وذلك في إطار برنامجها للصكوك الدولية. هذا علاوة على إتمام الشركة العديد من الصفقات التمويلية البارزة في أسواق المال والتمويل خلال عام 2023
وبينت الشركة أن التمويلات المتحصل عليها تدعم خططها الاستثمارية لتقديم أفضل الخدمات الكهربائية للمشتركين، وفي نفس الوقت ستعزز نمو قاعدة الأصول المنظمة للشركة، الأمر الذي يتوقع أن يدعم مركزها المالي وآفاق نمو إيراداتها مستقبلًا.