اجتماع الطاولة المستديرة السعودي – الصيني يبحث فرص التعاون الاستثمارية في مجال الطيران المدني
بكين – واس:
عقد وفد رفيع المستوى من منظومة قطاع الطيران المدني برئاسة معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، في العاصمة الصينية بكين اليوم، اجتماع الطاولة المستديرة السعودي – الصيني، مع كبرى الشركات الصينية المتخصصة في مجال الطيران المدني، بحضور نائب محافظ مدينة بكين سيما هونغ، وبمشاركة نواب الرئيس والرؤساء التنفيذيين والمسؤولين وعدد من الخبراء في مجال الطيران والمطارات وقطاعات الخدمات الخاصة بمنظومة الطيران.
وجرى خلال الاجتماع، الذي نظّمه المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، بحث الفرص الاستثمارية في قطاع الطيران المدني وتعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة والصين، إضافة إلى بحث أوجه الشراكة في مجالات التعاون لنقل تقنيات صناعة الطيران المدني وسبل دعمها بين الشركات السعودية والصينية.
ونوّه معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بعمق العلاقات الإستراتيجية بين المملكة والصين، والتي لعبت دوراً محورياً في تعزيز النمو الاقتصادي، والتبادل الثقافي، وتقوية الروابط بين البلدين الصديقين، مشيرًا إلى حجم التجارة المتبادلة بين المملكة والصين والتي بلغت حوالي 76 مليار دولار في عام 2022، في حين بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني في المملكة من حيث المخزون 5.4 مليارات دولار خلال العام ذاته، ليحتل بذلك المركز الخامس بين دول مجموعة العشرين، فيما تجاوز عدد المسافرين خلال عام 2023م بين البلدين (300%) عن عام 2022م، بينما بلغت الزيادة في إجمالي عدد الرحلات في عام 2022م من (601) رحلة إلى (1,399) رحلة في عام 2023م.
وأشار الدعيلج إلى أن المملكة نجحت في إطلاق استثمارات كبيرة في البنية التحتية لشركات الطيران والمطارات، بما في ذلك إنشاء شركة “طيران الرياض” كناقل وطني جديد، وإطلاق المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي بالرياض، ومجموعة من الاستثمارات الأخرى في البنية التحتية للقطاع، بهدف تحقيق رؤية السعودية 2030 ومستهدفات الإستراتيجية الوطنية للطيران بمضاعفة أعداد المسافرين للوصول إلى 330 مليون مسافر سنوياً، وزيادة نطاق الربط الجوي للمملكة بأكثر من 250 وجهة حول العالم، وزيادة القدرة الاستيعابية للشحن الجوي إلى 4.5 ملايين طن سنوياً.
كما نوّه معاليه بما تمتاز به المملكة من موقع إستراتيجي يربط بين ثلاث قارات، وحرص المملكة العربية السعودية على توفير فرص غير مسبوقة للطيران العالمي، والتزام المملكة بتنمية البنية التحتية لقطاع الطيران المدني، والذي سيسهم في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين بشكل أكبر، حيث تقوم الهيئة باستكشاف الحلول المبتكرة في عالم الطيران، مثل (وقود الطيران المستدام، والتنقل الجوي المتقدم (AAM)، وأنظمة إدارة الحركة الجوية المتقدمة)، حيث سيلعب تكامل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية دوراً حاسماً في تعزيز تجربة الطيران الشاملة وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وفي ختام كلمته، تطرق معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني إلى مؤتمر مستقبل الطيران 2024 والذي سيستعرض ضمن أعماله النمو المستمر بالقطاع حيث سينعقد منتصف العام الجاري في الرياض بحضور قادة صناعة الطيران في العالم، داعياً الشركات الصينية إلى التعرف على الفرص الاستثمارية في المملكة والمشاركة في مساعينا لإعادة تشكيل مستقبل الطيران العالمي.
عقب ذلك، قدم أعضاء الوفد عرضاً عن المنظومة تضمن نظرة عامة على الإستراتيجية الوطنية للطيران وأبرز منجزاتها، وعن النقل الجوي والتعاون الدولي ودوره في تعزيز الربط الجوي للوصول إلى 250 وجهة، وتمكين استخدام التكنلوجيا والتحول الرقمي، إضافة إلى نبذة مختصرة عن قطاع المطارات السعودية -تتضمن آلية التنفيذ وحجم الاستثمارات وفرص الأعمال-، إلى جانب تسليط الضوء على الاستثمار في قطاع الطيران السعودي وعوامل التمكين والحوافز.
إضافة إلى ذلك، قام وفد منظومة قطاع الطيران بزيارة إلى المنطقة النموذجية الدولية للطاقة الهيدروجينية بحي داشينغ والمنطقة اللوجستية بمطار داشينغ الدولي ببكين وما يشهده من عمليات ميدانية، اطلعوا خلالها على مركز خدمة الابتكار في منطقة التجارة الحرة وكذلك المستودع العام في المنطقة الجمركية الشاملة، واستمعوا لشرح عن الخدمات والتسهيلات المتقدمة التي تقدم، والوجهات المحلية والدولية التي يخدمها والطاقة الاستيعابية الكبيرة التي تغطي الخدمات لعدد كبير من شركات الطيران الدولية والمحلية، ومستوى التنظيم والتكنولوجيا المتبعة؛ بهدف تحسين كفاءة العمليات وتجربة المسافرين.
وبحث الوفد خلال الزيارة، سبل تعزيز التعاون في مجالات متعددة، مثل تبادل الخبرات في إدارة حركة الطيران، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق أعلى معايير الأمان والسلامة الجوية، وأهمية الاستفادة من التجارب الناجحة في المطارات الدولية وتطبيقها في تطوير المطارات السعودية.
يذكر أن الزيارة تأتي في إطار توسيع نطاق التعاون الدولي وتبادل المعرفة والخبرات في صناعة الطيران المدني، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للطيران والنقل الجوي، إلى جانب تعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين، والروابط الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، وتنمية الاستثمارات النوعية للشركات الريادية وتمكين القطاع الخاص من الاستفادة من الفرص في كلا البلدين.