شتوتغارت- سويفت نيوز:
على الرغم من الأداء القوي الذي أبدته سيارتيْ “919 هايبريد” 919 Hybrid في سباق ’لومان 24 ساعة‘، غادر فريق بورشه “أل أم بي1” LMP1 الحلبة الأسطورية خالي الوفاض بعد مرحلة أخيرة دراماتيكية. أما بالنسبة إلى فئتيْ “جي تي إي-برو” GTE-Pro و”جي تي إي-أم” GTE-Am، فقد حققت فيهما بورشه نتيجة أفضل، بعدما احتلّت سيارتا “911 آر إس آر” 911 RSR المركزيْن الثالث والثاني على التوالي في النسخة الثانية والثمانين من هذا السباق الكلاسيكي طويل المسافة.
بالانتقال إلى مجريات السباق، فقد تعرَّضت سيارة بورشه “أل أم بي1” رقم 20 (بقيادة تيمو بيرنهارد/بريندون هارتلي/مارك ويبر) إلى عطل في وِحدة القوة بعد تصدّر أشهر سباق تحمّل في العالم لفترة طويلة. أما بالنسبة إلى السيارة النموذجية الثانية شديدة التعقيد رقم 14 (بقيادة رومان دوما/نيل ياني/مارك ليب)، فقد عانت من مشكلة في أنظمة نقل القوة والحركة على الرغم من سرعتها اللافتة. لكنها استطاعت اجتياز خط النهاية بقوتها الذاتية.
وقد انخرطت سيارات فئة القمة النموذجية أثناء التجارب التأهلية في معركة شرسة على مراكز الطليعة، اتّسمت بمنافسة محمومة وسط الزحام على الحلبة الأسطورية البالغ طولها 13.629 كلم. في نهاية المطاف، احتلّت سيارة بورشه “919 هايبريد” رقم 14 المركز الثاني على خطّ الانطلاق، بينما اقتنصت السيارة رقم 20 المركز الرابع.
بعد انطلاقة شيّقة للسباق وسط ظروف مناخية متغيّرة شهدت العديد من الحوادث، حلّت ليلة هادئة نسبياً من التسابق، استلم من بعدها ’تيمو بيرنهارد‘ صدارة السباق على متن “919 هايبريد” بعد مرور 20 من أصل 24 ساعة. وفي تمام الساعة 12:36 ظهراً من يوم الأحد، سلّم ’بيرنهارد‘ السيارة المتصدّرة إلى ’مارك ويبر‘ لقيادتها. بعد ذلك بأقل من 20 دقيقة، عانت وِحدة القوة في سيارة الأسترالي من عطل اضطرّه إلى الإبطاء من سرعته والعودة إلى الحظائر باستخدام الطاقة الكهربائية فحسب. وبما أنّ الفريق لم يتمكن من إصلاح العطل، بات الانسحاب نهائياً.
ولم تكد تمرّ نصف ساعة على هذه المشكلة، حتى تعرّضت سيارة سباق “919 هايبريد” الأخرى رقم 14 بقيادة ’مارك ليب‘ لعطل في علبة التروس، ما اضطرّها للدخول إلى مرأب الفريق في تمام الساعة 12:54 ظهراً بعدما كانت في المركز الرابع. وقبيل نهاية السباق، عادت “919 هايبريد” إلى الحلبة، لكن لم يتمّ تصنيفها.
في هذه الأثناء، كانت المنافسة على حلبة ’لومان 24 ساعة‘ الأسطورية ضمن فئة “جي تي إي-برو” GTE-Pro كفيلة بإشعال الحماس بين المشاهدين البالغ عددهم 200,000، إذ انخرطت السيارات المنافسة في صراع ملتهب على المراكز اتّسم بعمليات تجاوز شيّقة. وبعدما تركت عاصفتان ممطرتان أجزاء من الحلبة مبللة لساعات عدة بعد الانطلاق، أجرت بورشه إستراتيجية توقف مثالية لسيارتيْها “911 آر إس آر” 911 RSR اللتين ترتكزان على الجيل السابع من طراز 911 الأسطوري، ما وضعهما في المركزيْن الأول والثاني. لكنّ هذه السيارة الفائزة في العام الفائت، والتي حصدت أيضاً المركزين الأول والثاني في السباق الافتتاحي لـ “بطولة العالم للتحمّل” WEC للسيارات الرياضية، لم تستطع الدفاع عن مركزيْ الصدارة طوال مجريات السباق الماراثوني الطويل.
في نهاية المطاف، احتلّت “911 آر إس آر” (470 حصاناً) الخاصة بفريق “بورشه مانتي” Porsche Manthey المركز الثالث ضمن فئة “جي تي إي-برو” GTE-Pro في النسخة 82 من هذا السباق الكلاسيكي طويل المسافة على حلبة “لا سارث” La Sarthe، وذلك بقيادة ’ماركو هولزر‘ (ألمانيا) و’فريديريك ماكوويكي‘ (فرنسا) و’ريتشارد ليتز‘ (النمسا). وقبل ثلاث ساعات من انتهاء السباق، استطاعوا التقدم إلى المركز الثاني قبل التراجع إلى المركز الثالث أثناء المرحلة الأخيرة الدراماتيكية من السباق، ليكون اعتلاء منصّة التتويج بمثابة مكافأة مُستحقة لهم على أدائهم القوي في هذه الظروف الصعبة.
أما بالنسبة إلى زملائهم على متن سيارة “911 آر إس آر” رقم 91 (جيورج بيرغمايستر/باتريك بيليه/نيك تاندي)، فقد تعرّضت سيارتهم لمشكلة في ضغط الوقود تطلّبت منهم إجراء توقف إضافي أمام الحظائر، ما أعادهم إلى المركز السابع.
أخيراً وليس آخراً، احتفل متسابق بورشه المُبتدئ ’كلاوس باخلر‘ باجتياز خط النهاية في المركز الثاني ضمن فئة “جي تي إي-أم” GTE-Am على متن سيارة “911 آر إس آر” تابعة لفريق ’بروتون كومبيتيشن‘ Proton Competition، وذلك في أوّل مشاركة له في سباق لومان. وقد تشارك في مهمة القيادة مع زميليْه ’كريستيان ريد‘ (ألمانيا) و’خالد القبيسي‘ (الإمارات العربية المتحدة).
وأوضح ماتياس مولر، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة بورشه عقي السياق”لا شك في أنّ عودتنا إلى سباق لومان هي بمثابة جهد مشترك ومتشعّب لجميع العاملين في هذا المشروع. بعد اعتلاء منصّة التتويج في أول سباق شاركت فيه ’919 هايبريد‘، كنا على قاب قوسيْن أو أدنى من تحقيق حلمنا بالفوز في سباق لومان، بخاصة وأنّنا تصدّرنا السباق لفترة طويلة من الزمن. أودّ شكر جميع أعضاء فريق السباق على الجهد الدؤوب الذي بذلوه، والآن علينا مواصلة العمل بروح رياضية والتحضير بشكل أفضل للعودة بقوة إلى لومان في العام 2015.”
وقال وُلفغانغ هاتز، عضو مجلس الإدارة المسؤول عن الأبحاث والتطوير لدى شركة بورشه: “كان هدفنا المُعلن إنهاء السباق، وهو ما لم نتمكن من تحقيقه. لكن على الأقل استطعنا إظهار القدرة العظيمة لسيارتنا ’919 هايبريد‘ ووِحدة القوة المُبتكرة فيها. وبما أننا نؤمن بمفهوم سيارتنا الجريء، سنعمل على تطويره أكثر. بناءً على ذلك، بدأنا العمل على سيارة سباق العام 2015.”
وأعرب تيمو بيرنهارد: “عن إعتقاده بانها كانت عودة موفّقة لبورشه إلى معترك ’لومان‘ و’بطولة العالم للتحمّل‘ بعد غياب طويل. لكن لا يسعني إخفاء خيبتي بالنتيجة نظراً للجهد الهائل الذي بذلناه في السباق، خاصة وأنّ الفوز كان بمتناول أيدينا. كان يكفينا اعتلاء منصّة التتويج، إلا أنّ ذلك لم يكن ممكناً. بالانتقال إلى مجريات السباق، كانت السيارة تعمل جيداً على الرغم من المشاكل التي واجهناها في اتّزانها ما صعّب من مهمة قيادتها. وفي المراحل النهائية للسباق، كنت أوفّر في استهلاك الوقود وأبتعد عن الأرصفة. بعدئذ تعطّل المحرك في الترس الأول. لكن بالإجمال، كانت تلك عودة تنافسية رائعة لبورشه إلى لومان.”
وأشارهارتموت كريستن، المسؤول عن رياضة السيارات لدى بورشه:بانه “على الرغم من اعتلائنا منصّة التتويج، كان سباق لومان هذا العام مخيّباً للآمال بعض الشيء. فقد اعترضتنا مشاكل تقنية طفيفة في سيارتيْ ’911 آر إس آر‘. لكنّ الفريق والسائقين نجحوا في التعاطي معها بشكل ممتاز وأوصلوا السيارتيْن إلى خط النهاية. كما أودّ تهنئة فريق ’بروتون كومبيتيشن‘ على فوزه بالمركز الثاني ضمن فئة ’جي تي إي-أم‘. وعند أخذ الأداء بعين الاعتبار، لا أعتقد أنه كان ممكناً إحراز نتيجة أفضل.”
أما ماركو هولزر: فقال “كان سباقاً طويلاً وشاقاً. لقد واجهنا جميع الظروف المناخية التي يمكن تصوّرها. ففي بعض الأوقات كانت الحلبة جافة ثم أمطرت بغزارة، وبعد ذلك، بات نصف الحلبة مبللاً والنصف الآخر جافاً. كانت السيارة الرائعة إلى أن اضطررنا إلى التوقف أمام الحظائر بشكل غير متوقع قبيل نهاية السباق، ما سلبنا المركز الثاني. لكن الفريق أبلى جيداً وحصدنا نقاطاً ثمينة ضمن ’بطولة العالم للتحمّل‘.”
