سمو الشيخة موزة بنت ناصر تطالب بزيادة الانفاق العربي على البحث العلمي
الدوحة-محمود شحاته:
افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، صباح اليوم، أعمال مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2016، الذي يعقد هذا العام تحت شعار “الاستثمار في البحوث والابتكار من أجل المجتمع” بمشاركة مجموعة من أبرز الخبراء في مجالات التطوير والبحث العلمي.
وأكدت صاحبة السمو في خطابها الافتتاحي إيمانها الراسخ بأنَّ “قطر واحدةٌ من أكثرِ البلدانِ الناميةِ المؤهلةِ للاستثمارِ المُجدي في البحثِ العلمي وفقاً لمتطلباتِ التقدّمِ ومواجهةِ مختلفِ التحدياتِ التنموية. ففي قطر تتوافرُ تقريباً جميعُ عناصرِ التنميةِ الشاملةِ القائمةِ على البحثِ العلميِّ وفي مقدمتِها الإرادةُ السياسيةُ والتعليمُ النوعي والمواردُ المالية ومراكزُ البحوثِ والتطوير بالإضافةِ إلى شراكاتٍ علميةٍ وأكاديميةٍ عالمية”.
وأضافت سموها بأن “المقارنةُ مع الدولِ الغربيةِ وشرقِ آسيا تكشف ضآلةِ الإنفاقِ العربي على البحثِ العلمي، وخصوصاً من قِبل القطاعِ الخاص. وهي إشكاليةٌ تقتضي معالجةً جادةً غيرَ قابلةٍ للتأجيل”. مطالبة سموها بتكاتفِ الجهودِ الوطنيّةِ كلِّها في دعمِ قطاعِ البحثِ العلمي باعتبارِهِ البوابةَ الوحيدةَ والأكيدةَ القادرةَ على ضمانِ بناءِ اقتصادٍ متنوّعٍ ومستدامٍ قائمٍ على المعرفة.
وحول دور مؤسسة قطر، قالت صاحبة السمو: “تؤدي مؤسسةُ قطر دورَها في الحاضرِ استناداً إلى رؤيتِها بأنَّ رفْعَ مستوياتِ البحثِ العلمي هو ارتفاعٌ مباشرٌ بمستوى البلاد: دولةً ومجتمعاً واقتصاداً ومكانةً ودوراً، انطلاقاً من الإيمانِ بأنَّ اقتصادَ المعرفة لم يعدْ خياراً بل مصيراً”.
وحضر افتتاح المؤتمر سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وعدد من أصحاب السعادة الوزراء ، إلى جانب كبار المسؤولين وأكثر من 2000 مشارك من حول العالم.
وعلّق السيد فيصل محمد السويدي، رئيس البحوث والتطوير في مؤسسة قطر، على الشعار الذي يرفعه مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2016 بالقول: “بينما يواصل مجتمع البحوث والتطوير في قطر الازدهار، يضطلع قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر بمهمة التعريف بالاستثمارات الناجحة التي تم تحقيقها في هذا المجال، إلى جانب تشجيع التواصل والحوار بين باحثينا، ومخترعي المستقبل، وروّاد الأعمال والطلاب والاستمرار في دعمهم”.
ويضيف السويدي: “يوفر مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث الأدوات للباحثين من مختلف أنحاء العالم، لمساعدتهم على مشاركة المعارف، وإلهام أجيال المستقبل. ونحن نتطلع إلى دورة جديدة ناجحة من هذا المؤتمر”.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدكتور حسن الدرهم، رئيس جامعة قطر، والبروفسور إلياس الزرهوني، رئيس جلوبال آر آند دي سانوفي- فرنسا والمدير السابق للمعاهد القومية الأمريكية للصحة، والسيد سوريش ساتشي، نائب المدير العام في “إيه-ستار” سنغافورة، والسيد كريستوفر كوبرن، نائب رئيسالابتكار في مؤسسة “بارتنرز هيلثكير” للرعاية الصحية، في الولايات المتحدة الأمريكية. وأدار الجلسة الدكتور ماهر حكيم، أستاذ ريادة الأعمال المشارك بجامعة كارنيجي ميلون في قطر.
وقدمت سعادة الشيخة هند بنت حمد جائزة أفضل مشروع بحثي للدكتور شهاب أحمد، الأستاذ المشارك للهندسة الكهربائية والحاسوبية في جامعة تكساس إي أند أم في قطر لمشروعه المتميز في إلكترونيات الطاقة، الذي يموله الصندوق القطري للبحث العلمي، ويركز على إنتاج إلكترونيات ونظم الطاقة لدمج محطات الطاقة المتجددة في شبكة الكهرباء الرئيسية.
أما جائزة أفضل ابتكار فقدمتها سعادتها إلى الدكتور عدنان أبو دية، المدير التنفيذي مركز قطر للابتكارات التكنولوجية – كيومك لتطوير حزمة “مسارك”من الخدمات والتطبيقات للنقل الذكي والسلامة على الطرقات والخدمات اللوجستية وذلك بالشراكة مع وزارة البلدية والبيئة. ومركز قطر للابتكارات التكنولوجية هو أول مركز مستقل للابتكارات في المنطقة، ويوجد مقره في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
وسيشهد اليوم الثاني والختامي لمؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2016 تنظيم سلسة من الفعاليات الجديدة، من قبل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو قطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر. إذ سيشهد الإعلان عن الفائزين بالمنح التمويلية لبرنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي التابع للصندوق، بالإضافة إلى نتائج الدورة التاسعة لبرنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، و”الطريق نحو الطب الشخصي”، وإطلاق منحة “أسرة” التي تقدم بالتعاون بين الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ومعهد الدوحة الدولي للأسرة.
كما يشهد اليوم الثاني من مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث المراسم الختامية وحفل توزيع الجوائز، إذ يتضمن الإعلان عن جوائز عرض ملصقات الطلاب، وجوائز ملصقات الباحثين في الفئات التالية: الطاقة والبيئة، والحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، والصحة والعلوم الاجتماعية، والفنون والعلوم الإنسانية. كما سيتم الإعلان عن جائزة أفضل مكتب بحوث في عام 2015 بالإضافة إلى الفائزين بجوائز المسابقة الثامنة لبرنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين، وجوائز المسابقة الأولى لأفضل صورة معبرة عن نتائج البحوث، وجوائزمعرض قطر للعلوم والهندسة، وتكريم خريجي برنامج قطر للريادة في البحوث.