ثقافة

“التاريخ في الأدب والفن”.. ندوة حوارية بمهرجان الكُتّاب والقراء

 

أبهـا – واس :
خصص مهرجان “الكُتّاب والقرّاء” الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط، ندوة “التاريخ في الأدب والفن”، لاستعراض الأحداث التاريخية التي خلدتها الأعمال الأدبية وحولتها إلى أعمال فنية، وأثر وصولها على المتلقي.
وتطرقت الندوة التي شاركت فيها الروائية عبير الرمّال، والأديب والأكاديمي الدكتور فيصل السرحان، وأدارها الأكاديمي الدكتور فيصل الشهراني، إلى السردية التاريخية التي شكلت توجهات الإنسان، وعما إذا كانت الرواية التاريخية فنٌ يمكن من خلاله قراءة الحقائق التاريخية.
وقالت الروائية عبير الرمّال: “إن السرد الأدبي له دورٌ كبيرٌ في حفظ التاريخ، حيث يوثق الثقافة والتجارب الإنسانية، ويقدم رؤية عميقة للحقائق التاريخية”، مشيرةً إلى أن من أراد أن يقرأ التاريخ، فليقرأه من إبداع الروائيين والشعراء والفنانين لأنهم يقدمون التاريخ بالظروف المجتمعية التي أهملها المؤرخون.
وللروائية الرمّال 3 روايات هي “فضيحة الصحراء” و “لو أننا أشباح” و “الجسّاس” التي تستند على التاريخ، وتروي قصة نجد والمنطقة الغربية في القرن الثامن عشر، وسط ويلات المجاعات والحروب والفقر.
بدوره أكد الدكتور فيصل السرحان، أن العلاقة بين الفن والتاريخ شديدة التماسك والتعقيد، وأسهمت الرواية في استدعاء التاريخ وجعله سائغاً بين الناس، وكانت الوعاء الذي ينقل الحالة الاجتماعية، حيث تدرجت علاقة الرواية بالتاريخ من الارتهان للخطاب التاريخي إلى إعادة قراءة التاريخ من وجهات نظر متعددة، وأعادت الرواية بقدرتها على توليد الإبداع إنتاج التاريخ بزوايا متعددة، سواء بما يتوافق مع الراهن، أو مع وجهة نظر الروائي، أو من وجهة نظر شخصياته الورقية، حيث توسعت قراءات التاريخ، وأضحى مشهد التاريخ حياً نابضاً عاكساً لتفاصيل الحياة ومشاعر الناس بمختلف أطيافهم، مشيراً إلى أن الرواية هي الجنس الأدبي القادر على احتواء كل شيء، وأن الرواية والتاريخ يتفرعان من أصل واحد وحقل واحد وهو السرد، الأمر الذي دعا الكثير من العلماء بأن يقولوا بأن التاريخ هو رواية، ولا نجزم بكل حقائقه.
الجدير بالذكر أن مهرجان الكُتّاب والقراء بنسخته الثانية اهتم بتقديم برنامج ثقافي شامل ينطلق من الأدب إلى مختلف القطاعات الثقافية لتشجيع الزوار على تجربة ثرية مع الأنشطة الإبداعية التي تشمل جلسات حوارية، وقصائد بين الطرق، ومنصة الفن والأقصوصة، وتحديات وتجارب تفاعلية أدبية، بالإضافة إلى مناطق أخرى للتفاعل مع الزوّار؛ تهدف إلى زيادة معرفتهم، كمنطقة الأطفال والمغامرين الصغار، ومساحة العروض السينمائية، وحديقة المطل ” الفناء “، وممشى الأدب، والجداريات التي ستزين الممشى بالتعاون مع بلدية محافظة خميس مشيط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى