حوار القيصر بيكنباور في الدمام
بقلم – أحمد شحاتة:
رحل قيصر كرة القدم فرانز بيكنباور أسطورة كرة القدم الألمانية الذي يعد ثاني لاعب كرة قدم يرفع كأس العالم لاعباً ومدرباً بعد مسيرة تاريخية مع كرة القدم. لقد حرصت أن أكون أحد الصحفيين القلائل الذين التقوا الكابتن فرانز بيكنباور في حوار صحفي أثناء زيارته للدمام عام 2002 بدعوة من الأستاذ عبد الله الدبل عضو اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم يرحمه الله . ويعد بكنباور أحد الأساطير الذين تركوا بصمة لا تنسى في تاريخ لعبة كرة القدم.
وللحوار الذي جاء بعنوان السعودية قادرة على تنظيم كأس العالم قصة ونشر في صحيفة الرياضي التي كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت الأستاذ أحمد الملا وكان يعمل بها الإعلامي السعودي المعروف الان وليد الفراج مديراً للتحرير وكذلك الأستاذ مسلي آل معمر رئيس نادي النصر حاليا.
فقد كلفني في ذاك الوقت معالي الشيخ فيصل الشهيل يرحمه الله رئيس مجلس إدارة صحيفة الرياضي بالإشراف على إدارة التسويق الإ إن الشغف الصحفي كان ملازما لي في عمل بعض اللقاءات الصحفية من حين لآخر إلى جانب تكليف رئيس التحرير لي بترجمة مقالات فانز بيكنباور وسيزار مينوتي ونشرها في الرياضي بموجب عقد بين الرياضي ووكالة الأنباء الألمانية وقد كان هذا هو سر نجاحي في إجراء الحوار الصحفي مع القيصر الذي كان من الصعب عقد لقاء صحفي معه دون ترتيب مسبق.
ففي أحد الأيام جاءني إتصال من الأستاذ علي الشهري مدير العلاقات العامة في فندق شيراتون الدمام ليبلغني بوصول بيكنباور للإقامة في الفندق خلال ساعة وبالتالي كان ردي حاسماً سأكون عندك خلال نصف ساعة قبل وصول القيصر إلى الفندق .
وعلى الفور أخذت معي عدة نسخ من صحيفة الرياضي التي تنشر مقالات بيكنباور التي أترجمها لتكون وسيلتي في لقاء القيصر وبالفعل انتظرته على باب الفندق حتى وصل لأتقدم اليه مرحباً به في الدمام وفاتحا صفحات صحيفة الرياضي ليرى صورته والمقالة ويتوقف ليمعن النظر فبادرته بالقول انني انا المترجم الذي يترجم مقالاتك في الرياضي .. أفضل صحيفة شبابية في المنطقة الشرقية وأتطلع لإجراء حوار صحفي بمناسبة زيارتك للسعودية فماكان منه الا أن ابتسم وقال أعطني نصف ساعة وانتظرني في لوبي الفندق.
جلست انتظر نزوله للوبي على أحر من الجمر فهذه خبطة صحفية لاتتكرر مع نجم كبير بحجم بكنباور وقمت باعداد الأسئلة وعيني على المصعد لأجده بعد نصف ساعة بالضبط يخرج من المصعد وذهبت نحوه لإصطحبه حيث كان ينتظرنا المصور أحمد عبد الله لنسجل حواراً صحفياً بعنوان السعودية قادرة على تنظيم كأس العالم وهي أمنية تحققت لتسعد بها الأجيال القادمة.
تجربة إجراء المقابلة مع فرانز بيكنباور كانت حقًا تجربة مثيرة وممتعة بالنسبة لي كصحفي. كانت لحظة استثنائية أن ألتقي وأجري حوارًا مع أحد أساطير كرة القدم. كان بيكنباور شخصية رائعة وودودة، وكان متفاعلاً ومتحمسًا للحديث عن كرة القدم وتجربته الشخصية.
كانت هذه فرصة للتحدث مع بيكنباور عن رؤيته لتنظيم كأس العالم في السعودية وآماله للأجيال القادمة. بدأنا بالتحدث عن كرة القدم وتجربته الشخصية، وكان لديه الكثير ليشاركه. تحدث عن فريقه في بايرن ميونخ والتحديات التي واجهها كلاعب ومدرب، وأيضًا عن تجربته في المنتخب الوطني الألماني.كان لدينا حوار مثير وممتع، وتبادلنا الأفكار والآراء بشأن كرة القدم وتطورها في السعودية والعربية .
كانت لدينا مناقشة شيقة حول تطور كرة القدم وأهمية الاستثمار في الشباب وتطوير البنية التحتية للرياضة. تحدث بيكنباور عن رؤيته لتنظيم كأس العالم في السعودية ودور الأجهزة المعنية في تعزيز الرياضة وجذب الاستثمارات الرياضية.
لقد كان بيكنباور متواضعًا بشكل كبير خلال المقابلة على عكس صورته الصارمة في وسائل الإعلام. كان يجاوب على أسئلتي بصدق ويشاركني رؤيته وخبرته، وكانت لديه الكثير من المعرفة لتبادلها وبالفعل كانت تجربة لا تُنسى وفرصة للتعلم من أحد الأساطير في عالم كرة القدم. تعلمت الكثير من بيكنباور واستفدت من نصائحه وأفكاره، وذلك ساهم في تطوير عملي كصحفي مجتهد في عقد اللقاءات الصحفية.
وفي الختام نستطيع القول أن فرانز بيكنباور يُعتبر أحد الأساطير الكبار في تاريخ كرة القدم الألمانية، وقد تميّز بمسيرة حافلة بالإنجازات الرائعة. فاز بيكنباور بكأس العالم للمرة الأولى كلاعب في عام 1974، حيث كان قائدًا للمنتخب الألماني الغربي الذي توج باللقب في مسابقة المونديال التي أقيمت في ألمانيا. وهذا الفوز لم يكن سوى بداية لمسيرته المذهلة.
عاش بيكنباور لحظات لا تُنسى في نادي بايرن ميونخ الألماني، حيث قضى معظم مسيرته الاحترافية. خاض مع الفريق 17 موسمًا، وفاز بالعديد من البطولات المحلية والقارية. حقق بطولة الدوري الألماني 8 مرات وبطولة دوري أبطال أوروبا 3 مرات. كان بيكنباور لاعبًا متعدد المواهب يجيد اللعب في مركز الظهير الأيمن والمدافع المحوري، وكان يتميز بقدراته الهجومية والدفاعية الرائعة.
بعد اعتزاله كلاعب، اتجه بيكنباور نحو التدريب، وأثبت مرة أخرى قدراته الاستثنائية وقدرته على قيادة الفرق نحو النجاح. قاد منتخب ألمانيا الغربية إلى النهائيات النصف نهائية لكأس العالم في عام 1986، ومن ثم قاد منتخب ألمانيا الوحدة إلى لقب كأس العالم في عام 1990. هذه الإنجازات جعلته يصبح أحد القلائل الذين رفعوا كأس العالم كلاعبين ومدربين.