مقالات

الريادة والابتكار والتميز

بقلم – السفير خليل الذوادي:
في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، أقيم المؤتمر العالمي الخامس للريادة والابتكار والتميز، برعاية كريمة من سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، وبحضور المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، تحت عناوين بناء المستقبل، الأصالة، الحداثة، التعلم والتسامح عبر الثقافات، بناء جسور التفاهم والقبول بين الثقافات، في الفترة من 22-23 أكتوبر 2019، وتداعت لهذا المؤتمر وفود خليجية وعربية ودولية، وقدمت أوراق عمل تناولت مواضيع منها: التعليم والتعلم، التعليم والثقافة والتنمية المستدامة، الأصالة والحداثة في بناء الإنسان والتنمية المستدامة، وبناء المعرفة والمهارات، والتكنولوجيا والموروث الثقافي والاجتماعي والمشروعات المجتمعية، ومفهوم التسامح لدى الثقافات والحضارات المختلفة، وعناصر التسامح والفهم والقبول، والتسامح في الأديان، والتسامح ضمن الإطار المؤسسي مع مختلف الجنسيات، والتسامح ضمن الإطار المجتمعي والتنوع الثقافي، وكيفية ترسيخ مفاهيم التسامح مع الناشئة وأفضل الممارسات عالميا، وموضوعات أخرى.
والمؤتمر كان يستهدف شرائح متعددة، تشمل المسؤولين في القطاع الحكومي ورجال الأعمال المدراء والقادة في مختلف المؤسسات وأساتذة الجامعات، وجميع العاملين في القطاع التربوي ومديري إدارات الموارد البشرية ومدراء التدريب والمدربين، وطلبة الجامعات والدراسات العليا ومسؤولي العلاقات العامة ومدراء العموم في القطاعات المختلفة ومسؤولي إدارات التميز المؤسسي، ومن خلال تقليد هذا المؤتمر في دوراته المتعددة هو تكريم رواد الخليج العربي تحت عنوان: «اللي ما له أول ما له تالي».
وكان من بين المكرمين من مملكة البحرين معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، والفنان أحمد الجميري، والفنان ارحمه محمد الذوادي، والفنان عبدالله خيري، والمؤرخ الرياضي ناصر محمد ناصر، والإعلامي سعيد عبدالله الحمد، والرياضي حمود سلطان مذكور، والإعلامي الراحل أحمد إبراهيم المرشد، والدكتور عيسى أمين، والسفير خليل إبراهيم الذوادي، والفنان خليل الرميثي، وبحضور عبدالله التميمي والدكتور فهد ناصر محمد، وقدم المحاضرات كوكبة من المثقفين والمفكرين وأساتذة الجامعات والممارسين العمليين في مختلف المجالات.
واحتضان دولة الإمارات العربية المتحدة لمثل هذه المؤتمرات يؤكد المكانة التي تحظى بها هذه الدولة وسعيها الحثيث للحاق بركب التقدم الحضاري ومن خلال الاهتمام بالإنسان الإماراتي ودوره المؤثر في النماء والبناء.
والحمد لله إن دولنا الخليجية اهتمت اهتماما بالغا بالإنسان واعتباره الركيزة الأساسية في التقدم الحضاري والإنساني والمساعي الناجحة في الاهتمام بالتنمية والتكنولوجيا وتسخيرها في خدمة الاقتصاد والنهضة والبناء من أجل السلام والتنمية وخدمة الإنسانية، وتمثلت تلك الجهود المتعددة وذات البعد الحضاري المتقدم في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان ودولة الكويت.
إن المتطلع للتحديات التي تواجهنا يشعر بأن إقامة مثل هذه المؤتمرات والندوات والورش تكتسب أهمية بالغة كون التعاون في مجالات البناء والنماء ومواجهة التحديات بالعلم والمعرفة والعمل الدؤوب والإستفادة من خبرات وتجارب دول قطعت أشواطا كبيرة في مجالات العلم والتعليم والتكنولوجيا وتسخيرها فيما يعود على البشرية بالخير العميم، وكذلك الاستفادة من خبرات وعلم أبنائنا الذين درسوا في الجامعات العربية وجامعات العالم وما حصلوا عليه من علم وخبرات وتجارب إنما يؤكد استفادتنا من أبنائنا في البناء المستقبلي لدولهم بشكل فردي أو ثنائي أو جمعي، كما أن تكريم الرواد سنة حميدة علينا التأكيد عليها؛ لأن هؤلاء الرواد كل في مجال تخصصه قد أبدع وأجاد رغم الظروف القاسية ربما والإمكانات المتواضعة، ولكن الشعور والإحساس بقيمة العمل الوطني وبالدور الذي يمكن أن يلعبه كل واحد من هؤلاء جعل التفوق والإجادة والإبتكار والريادة شعارا ماثلا في كل مسعى وعمل وطني يجب التأكيد والبناء عليه.
كما أننا بحاجة إلى التفكير الجماعي وبصوت عال من أجل تبادل الخبرة والتجربة والعلم في حوار قائم على احترام الآخر والإختلاف من أجل الإثراء والإغناء والاستفادة من بعضنا بعضا، وربما من المهم هو أن تصل المقترحات والتوصيات التي تخرج من هذه المؤتمرات والملتقيات إلى العلن وبالذات إلى أصحاب القرار من وزاراتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا الوطنية كل فيما يخصه، لأن الاستفادة من الأفكار والآراء إثراء للعمل الميداني الذي هو في الأساس يسعى لخدمة الوطن والمواطن وتحقيق الأمن والأمان له، وتقدم بلاده الذي هو بالضرورة سيكون مردوده على الجميع يستفيد منه كل من يعيش على الأرض التي ولد فيها وأصبحت مكانا لمستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده.
إن المرء ليشعر بالفخر والاعتزاز بأن يحمل مشعل مثل هذا التنوير لجنة تنظيمية من الشباب تعني بالتنظيم والإدارة شعوراً منهم بالمسؤولية الوطنية ونخص بالذكر الدكتور عبدالحميد عبدالله الرميثي أمين عام المؤتمر، والدكتورة ليلى البلوشي نائب أمين عام المؤتمر، والدكتور جاسم الياقوت رئيس اللجنة الإعلامية، وبلال علي الشراكة رئيس لجنة العلاقات العامة، ونبيل الكثيري رئيس لجنة وسائل التواصل الاجتماعي والأستاذة سميرة سليمان محمد رئيس لجنة الخدمات المساندة وكوكبة من شباب الإمارات العربية المتحدة المتطوعين.
كما أن مما يلفت النظر هو قيام جمعيات المجتمع المدني والجمعيات التراثية والجمعيات النسائية وفناني الإمارات العربية المتحدة بالقيام بجهد وطني من أجل إبراز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها في تنظيم مثل هذه الفعاليات، بالإضافة إلى الجهود الرسمية الكبيرة التي بذلت من قبل حكومة رأس الخيمة في إبراز مثل هذه الأنشطة واحتضانها والسعي لإنجاحها من أجل خير الجميع وبأن تكون الفائدة تعم كل المشاركين؛ لأننا نهدف فيما نهدف إليه هو استمرار مثل هذه الأنشطة والفعاليات خدمة لأوطاننا ومواطنينا والنجاح في تنظيم هذه المؤتمرات والملتقيات في أي دولة من دولنا هو نجاح لنا جميعاً.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى