سياحة وطيران
الروبوتات صانعة الطائرات… على طاولة القمة العالمية لصناعة الطيران
دبي – هشام رفعت :
أكد منظمو القمة العالمية لصناعة الطيران التي تستضيفها شركة المبادلة للتنمية (مبادلة) وتنظمها “ستريملاين ماركتنج جروب” أن دور الروبوتات في تصنيع الطائرات الحديثة سيحظى باهتمام خاص خلال محاور جلسات عمل القمة في دورتها الثالثة.
ويشارك في القمة، التي ستُنظم ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للطيران والفضاء الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلح، يومي السابع والثامن من مارس المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أكثر من 1,000 خبير عالمي في مجال النقل الجوي وصناعة الطائرات والدفاع والفضاء.
وأشار خبراء إلى أن الروبوتات أصبحت عنصراً ضرورياً وأساسياً لتلبية الطلب الضخم على الطائرات، والذي توقع تقرير صدر مؤخراً عن مجلة “فايننشال تايمز” أن يصل إلى ما يقارب 12,000 طائرة لدى أكبر شركتين لتصنيع الطائرات في العالم وهما “إيرباص” و”بوينج”، اي ما يعادل ثمانية إلى عشرة أعوام من الإنتاج.
وأكد استطلاع عن الرؤية العالمية للتكنولوجيا والصادر عن شركة استشارات الإدارة العالمية “أكسينتشور” الارتفاع الكبير في الأتمتة، وخاصة ضمن صناعات الدفاع وصناعة الطيران. وتعليقاً على ذلك، قال جون شميت العضو المنتدب الدولي لشؤون الطيران والدفاع العالمية في الشركة أن التقرير يظهر توقع أغلبية المديرين التنفيذيين في قطاع النقل الجوي والدفاع زيادة في الاعتماد على الأتمتة والروبوتيات في خط الانتاج. وتماشياً مع هذا، فمن المتوقع ان نشهد تحولاً كبيراً في خبرات القوى العاملة في القطاع من متخصصين إلى قوى عاملة متعددة المهارات والخبرات.
وسيقوم “شميت” خلال القمة بإدارة جلسة خاصة عن هذا الموضوع، والتي سيشارك فيها كل إريك في.روجنر، رئيس العمليات والرئيس لدى “إنجنيرز بروداكتس” ورئيس شركة “ألكوا ديفينس”، إضافة إلى سامي عيسى، مدير عام شركة “كوجنيت” وعامر صديقي، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لدى “ستراتا للتصنيع”.
وفي حين يعتمد قطّاع الطيران عادةً على منهجيات التجميع التقليدية، غير أنّه يشهد توجهاً متزايداً نحو استخدام الروبوتيات بقيادة “بوينج” و”لوكهيد مارتن” من أجل تنفيذ المهام التي تتطلب سوية عالية من الدقّة، مثل طلاء بعض أجزاء الطائرات بالرذاذ الحراري بهدف تعزيز متانتها ورفع كفاءة الإنتاج.
وفي هذا السياق قال ديفيد هيس، نائب رئيس تطوير أعمال صناعة الطائرات لدى “يونايتد تكنولوجيز”، المتخصصة في توفير خدمات ومنتجات متقدّمة لقطّاع تصنيع الطائرات: “ندأب بشكل سنوي على استنباط سبل جديدة تسمح بتعزيز إنتاجية عملياتنا، لنحقّق مزيداً من النتائج بمجهود أقل. ولنا مثال جيّد على ذلك في منهجية التجميع المؤتمتة الجديدة التي طورناها بهدف تصنيع خط محركاتنا الجديد ذي الركائز الثلاثة؛ حيث سمحت لنا هذه الطريقة برفع معدّل الإنتاجية بنسبة 30% قياساً بما كنّا نحققه باستخدام الطريقة القديمة. ونحن نطمح دوماً إلى هذا النوع من الابتكارات بما لا يقتصر فقط على التصميم وآليات التصنيع، وإنما يعزّز الإنتاجية أيضاً”.
من جانبه، قال عامر صديقي: “ستكون القمّة منصة نموذجية لتبادل الأفكار الرائعة بين مختلف أطراف القطّاع خاصة في موضوع الروبوتات. ومن وجهة نظري، أرى بأن الاعتماد على الأتمتة والتكنولوجيا الروبوتية في صناعة الطيران ستتجاوز تلك في صناعة السيارات نتيجة لارتفاع معدلات الإنتاجية والطلب المتزايد على الطائرات”. ومع هذا النمو، يجب علينا ان نعزز من القدرة الانتاجية بسرعة أكبر وجودة أعلى بتكلفة أكثر تنافسية. لذا أتوقّع إقبالاً مذهلاً على الأتمتة والروبوتيات، ولاسيما في المشاريع المعقّدة”.
يشار إلى أن “ستراتا للتصنيع” منشأة لإنتاج قطع الطائرات المركبّة، وتقع في مدينة العين، وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، التي تستضيف القمةّ.
وكانت “إيرباص” قد جدّدت في الآونة الأخيرة تأكيدها على التزامها بالاستثمار في الروبوتيات ضمن منشأة التجميع التابعة لها في مدنية موبايل بولاية ألاباما الأمريكية التي تبلغ قيمتها 600 مليون دولار، وكذلك في إطار مشروعها الإسباني للأبحاث والتكنولوجيا “فيوتشاراسي”. وتخطّط الشركة لأتمتة عمليات التجميع باستخدام حل روبوتي ينطوي على درجة عالية من التناغم والانسجام، معتزمةً رفع معدلات إنتاج طائرات “إيه 320” إلى 60 طائرة في الشهر.
وعلّق كورتيس كارسون، رئيس الأبحاث والتكنولوجيا في قسم الاستراتيجيات والأنظمة الصناعية لدى “إيرباص”، على الموضوع قائلاً: “نحن في “إيرباص” فخورون بالقفزات المدهشة التي حققّناها في مجال الروبوتيات والأتمتة، والتي ساعدتنا على إطلاق مرحلة جديدة في صناعة الطائرات. فعلى سبيل المثال، طرحت “إيرباص هيليكوبترز” أول جيل من الهياكل الخارجية الميكانيكية من منشأتها في مارينيان بفرنسا، وتعمل في الاستثمار لإيجاد تطبيقات أكثر تعقيداً للهياكل الخارجية الإلكترونية. كما بدأنا بتجارب إنتاج حلول متصلّة ذكية في إنتاجنا”.
وأضاف: “ندرك أهمية الابتكار بوصفه عنصراً فائق الأهمية في النمو المستدام كجزء من رؤيتنا المستقبلية، ونحن نبحث بشكل مستمر عن أشكال جديدة لاستخدام الروبوتيات والأتمتة دون التفريط بموظفيّنا الذين يشكلون جزءاً محورياً من نجاحنا، والذين نحرص على تعزيز قدراتهم ورفع إنتاجهم. ونشعر بحماس كبير تجاه تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس، فيما نبذل قصارى جهدنا لتحقيق شعارنا “إيرباص، نصنع المستقبل””.
وفي أعقاب نجاح التطبيقات المؤتمتة في تأدية مهام مثل الحفر الربط والتفتيش واللحام وغيرها في إنتاج الطائرات، أصبح الأتمتة في الصناعة بشكل سريع حسب شركة بوينغ عنصراً اساسياً لا يمكن الاستغناء عنه لصناعة الطيران.
وفي هذا الإطار، قالت شركة “بوينج”: “يضم التصنيع الحديث لدى شركة “بوينغ للطائرات التجارية” مشاريع ومبادرات تدفع التطوير والتحسين في أنظمة الإنتاج، كما تساهم في تمكين قدراتنا التصنيعية من خلال التكنولوجيا الحديثة والهندسة وتكامل التصميم والتطوير المستمر. ونركز عند النظر في تطبيق الأتمتة على الجوانب التي تحسن من سلامة الموظفين من خلال إزالة الاخطار، وعلى النواحي التي تحسن من الجودة والإنتاجية. وستمكننا عمليات التصنيع الحديث من تلبية المعدلات المستقبلية من خلال تحسين الإنتاجية وتدفق سير العمل”.
ومن جانب آخر قال نيك ويب، المدير الشريك في مجموعة “ستريم لاين للتسويق” المنظمة للقمة: “أجمع المجلس الاستشاري للقمة على ضرورة مناقشة عصر التصنيع الحالي، والذي يعتبر عنصراً أساسياً للإبتكار، الا وهو الموضوع الرئيسي للقمة. وتمثّل القمة فرصة لمعرفة إن كان القطّاع يستثمر في التقنيات الصحيحة التي يجدر بأقسام البحوث والتطوير الاستثمار فيها وتكريس الوقت لها بهدف تحقيق مزيد من التطور التكنولوجي والابتكار، وللتعرّف على دور التغيّرات الحالية في إعادة تشكيل ملامح القطّاع. كما سيناقش المشاركون تأثيرات الأتمتة على القوّة العاملة، والفعالية والجدوى التجارية الفعلية لتقنيات الإنتاج التكميلية، ومدى إمكانية تبسيط الحصول على مؤهلات ورخصة CAA لإنتاج الأجزاء ثلاثية الأبعاد”.
وسيشارك في القمة التي ترعاها “الاتحاد للطيران” و”مطارات أبوظبي” أكثر من 1,000 خبير ومتخصص في قطاعات النقل الجوي والفضاء والطيران، إضافة إلى ممثلين عن مجموعة من الهيئات والشركات العالمية المتخصصة في القطاع.