جازان تحتفي بالفل بمهرجان تحتضنه محافظة أبو عريش .. غدًا
جيزان – واس:
تحتضن محافظة أبو عريش يوم غد ، مهرجان الفل والنباتات العطرية 2032م، الذي ينظمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان.
وتشتهر المنطقة بزراعة نبات الفل أو الياسمين العربي واسمه العلمي Jasminum sambac وهو عبارة عن شجيرة معمرة مستديمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى حوالي 2 م ، وأزهارها بيضاء ناصعة متجمعة في القمة تظهر في الربيع وحتى نهاية الخريف، ومعدل نموها بطيء نسبيًا ويكاد يتوقف خلال فصل الشتاء، وموطنه بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط والجزيرة العربية والهند والصين وغيرها.
وليس المزارعون فقط في جازان من يزرعون ” ردائم الفل ” بل إن السيدات في جازان يحرصن على زراعة أشجار الفل في مداخل المنازل وحدائقه بما يزيد من جمال المنزل ويسهم في بث رائحة الفل العطرية بأجواء المنزل وداخل أسواره.
وتوسع الأهالي في زراعتها والعناية بها حتى بلغ عدد مزارع الفل بالمنطقة 948 مزرعة منتجة للفُل تحوي 35000 شتلة، وبلغ ما تنتجه هذه المزارع من الفل سنويًا 525 طنًا، فضلًا عن “ردائم الفل” التي لا تكاد تخلو منها مداخل وأفنية المنازل في عادة توارثها الأهالي منذ مئات السنين.
ويتفنن الباعة في نظم الفل وبطرق متعددة من العقود من أهمها طريقة عقد ” الرصاص”، الذي أخذ اسمه من تراص الحبات جنبًا إلى جنب بطريقة عمودية، ومن ثم توثق بالخيوط لتصبح كالحزام في نهاية الأمر، وكذلك عقد ” الكبش ” وهو عقد أسطواني الشكل يختلف طوله وحجمه تبعًا لطلب الزبون، والمسابح والمصر وغيرها من الطرق.
وتختلف أسعار الفل في فصلي الصيف والشتاء، إذ تتراوح أسعار عقد الفُل المبروم ما بين 250 إلى 500 ريال، وأسعار عقد المسابح 5 ريالات للحبة الواحدة، وعقد الرصاص 15 ريالًا إلى 20 ريالًا، حيث تستخدم بصفتها هدايا في الأفراح والمناسبات، ويتم وضعها من قبل الشباب والفتيات في الأعناق كونها زينة جميلة تفوح برائحة العطر الطبيعي الفريد، كما يضعه البعض بصفتها زينة لمجالس البيوت والسيارات الخاصة، أو تضعه السيدات والفتيات على خصلات الشعر.
وأولت وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة في فرعها بالمنطقة، اهتمامًا كبيرًا بزراعة شجرة ” الفل ” من خلال سعيها لإنشاء ست مدنٍ زراعية للفُل في محافظات المنطقة لإحداث نقلة نوعية في مجال زراعتها والانتقال من مرحلة الزراعة والتسويق التقليدي إلى مرحلة التصنيع والتصدير المحلي والخارجي، نظرًا لما يتوافر بالمنطقة من مقومات أساسية للزراعة، حيث خصوبة التربة والمناخ المناسب لزراعته، فضلاً عن تنظيم مهرجان سنويًا للفل والنبات العطرية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان.
ووفقًا لمدير عام فرع الوزارة بالمنطقة المهندس محمد بن علي آل عطيف، فإن تنظيم المهرجان يسعى إلى تقديم مجموعة من البرامج التي تدعم زراعة الفل والنباتات العطرية بالمنطقة خاصة في مجال الإرشاد الزراعي لدعم المزارعين واستخدام التقنيات الزراعية التي تضمن النجاح والاستمرارية، للوصول إلى الريادية والنتائج الإيجابية، مؤكدًا أهمية استغلال المهرجان للعمل على إنشاء الصناعات الجديدة المرتبطة بمنتج الفل والنباتات العطرية الأخرى، ما يشبه إنتاج ماء الورد الطائفي في محافظة الطائف، بحيث يسهم في استثمار وصناعته بصفته منتجًا عطريًا مناسبًا للاستهلاك المحلي والخارجي.