الدوحة – جمال الياقوت:
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة ندوة «مشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في المناطق الحضرية في دول مجلس التعاون .. الأسباب والحلول العلمية» صباح الأحد المقبل والتي تنظمها جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية بالشراكة مع هيئة الأشغال العامة بدولة قطر والأمانة العامة لدول مجلس التعاون في فندق هيلتون الدوحة.
ووجه رئيس مجلس إدارة جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية المهندس عبد الرحمن المحمود الدعوة لكل المهتمين بموضوع الندوة من مختصين أكاديميين وباحثين للاستفادة من موضوع الندوة سواء بالحضور الفعلي او الافتراضي، موضحاً إلى أن الندوة تهدف إلى الخروج بتوصيات تقترح سياسات وحلول عملية للتحكم في ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في المناطق الحضرية ورفعها لصناع السياسات ومتخذي القرار في دول المجلس، إلى جانب مشاركة المعرفة العلمية والتطبيقية وبناء قدرات المتخصصين في مجالات التخطيط الحضري، والهيدرولوجيا والهيدروجيولوجيا، والهندسة، والبيئة، وغيرها من التخصصات ذات العلاقة بظاهرة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في المناطق الحضرية في دول مجلس التعاون.
وأكد وجود حاجة ملحة لإيجاد حلول مستدامة لمكافحة ارتفاع منسوب المياه الجوفية والتحكم فيها، حيث قال «يجب الاعتراف بأن معالجة هذه المشكلة تتطلب جهدًا تعاونيًا بين الخبراء من مختلف التخصصات وأصحاب المصلحة من مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن هذه الندوة تسعى إلى إلقاء الضوء على هذه القضية الحرجة، ودراسة أسبابها وعواقبها واستكشاف الحلول العملية القابلة للتطبيق.
وتجمع الندوة صناع القرار والمهندسين التنفيذيين والأكاديميين المتخصصين بهدف تعزيز المعرفة ومناقشة الأفكار المبتكرة، وتبادل الخبرات والتجارب، وعرض دراسات الحالة الناجحة وأفضل الممارسات، للخروج باستراتيجيات عملية وفعالة للتحكم في ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية، والتخفيف من آثارها السلبية، لحماية البيئة الحضرية وحماية البنية التحتية وضمان مستقبل مستدام لدول مجلس التعاون الخليجي.
وبيّن المحمود أن معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعاني من مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية الضحلة في المناطق الحضرية في ظل النمو السكاني والتطور الحضري الذي تشهده بشكل متسارع. وتنشأ هذه المشكلة نتيجة عدد من العوامل الطبيعية المتعلقة بوجود طبقات جيولوجية ضحلة غير منفذة نسبياً تمنع المياه الناتجة على السطح من التسرب إلى باطن الأرض، كمياه الأمطار، وتسربات شبكات المياه البلدية، ومياه الري المنزلية ومياه التشجير وخصوصا عند استخدام طرق الري التقليدية، وعدم كفاءة صرف مياه الأمطار.
لافتاً إلى ان هذه الظاهرة تؤدي إلى العديد من العواقب السلبية الضارة والتكاليف العالية ويمكن أن تؤثر على رفاهية الإنسان والبيئة، حيث يشكل تسرب المياه إلى أساسات المباني والأقبية تهديداً خطيراً للسلامة الهيكلية للبنية التحتية، مما يؤدي إلى أضرار محتملة، وزيادة تكاليف الصيانة، ومخاطر لسلامة السكان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم ارتفاع منسوب المياه الجوفية في زيادة حوادث الفيضانات في المناطق الحضرية عند هطول الأمطار، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات الكبيرة التي تشكلها إدارة مياه الأمطار بالفعل.
وتوفر هذه الندوة منصة للباحثين والخبراء والممارسين لمشاركة نتائجهم ودراساتهم وخبراتهم المتعلقة بالظاهرة للمساهمة بفهم أفضل للمشكلة والحلول المحتملة، إذ تهدف إلى تحديد أفضل الممارسات للتعامل بشكل فعال للتحكم في ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الأرضية في المناطق الحضرية في دول مجلس التعاون الخليجي وتشجيع التعاون والتواصل بين المشاركين من مختلف التخصصات لتعزيز النهج المتكاملة والحلول العملية المبتكرة، إلى جانب استكشاف الحلول التكنولوجية في إدارة منسوب المياه الجوفية الضحلة في المناطق الحضرية، بما فيها أنظمة مراقبة المياه الجوفية، والنمذجة التنبؤية، وإعادة تدوير المياه، وتقنيات الصرف المستدام، ومناقشة مبادئ التصميم الحضري المستدام والتخطيط الحضري المراعي للمياه.