مآذن مساجد الباحة التاريخية إرث فني جميل وعلامة فارقة
الباحة – واس :
إعداد: محمد آل ناجم / تصوير: آنس الغامدي
تُعد المساجد التاريخية بمنطقة الباحة ذات الطابع المعماري المميز من أهم وأجمل المعالم التاريخية بالمنطقة ، التي تعتمد في بنائها على المواد الطبيعية من أحجار جبال السروات والأخشاب المحلية ، والمندمجة مع المحيط العمراني ويتماشي مع الثقافة الاجتماعية والخصوصية والمناخية لمنطقة الباحة.
إذا كانت المساجد التاريخية بالباحة تحمل قيمة دينية وتعليمية ، فإن مآذنها رمز دال على المسجد وذات قيمة مضافة لها بتصميمها وهندستها المعمارية الرائعة ، وطرق بنائها الذي لا تخطئه العين المتأملة حيث تترك إرثاً فنياً جميلاً ويعد علامة فارقة ، جعلها تستحوذ على اهتمام الزوار والمهتمين بالفن المعماري وهواة التصوير .
وتُعد المئذنة جزءاً مهماً من مكونات المسجد و لها طرازها المميز تمنحه شكلاً مختلفاً يميزه عن أي مبنى آخر، فهي واحدة من العناصر الرئيسية في عمارة المساجد, وغالبا ما تكون أسطوانية تتسع مساحتها في البداية ثم تضيق كلما ارتفع بناء المئذنة إلى الأعلى ويتراوح ارتفاعها في الغالب ما بين 10 أمتار إلى 12 مترًا تقريباً ، ولها فتحات على أشكال مختلفة لإدخال الهواء، ويقود للوصول إلى أعلاها سلم من الحجارة “درج ” داخليا يدور حول محور المئذنة، ويصل إلى الشرفات المرتفعة التي تحيط بالمئذنة كدائرة ليدور المؤذن معلنًا النداء للصلاة في كل الجهات الأربع.
وحظيت منطقة الباحة بترميم عدد من المساجد مثل مساجد الأطاولة والظفير وقرية الملد ، ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية ، الذي يهدف إلى استعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وتحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة تمنح مكونات المساجد درجة مناسبة من الاستدامة ، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، ويُسهم في إبراز البعد الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه رؤية المملكة 2030.