جامعة الأعمال والتكنولوجيا في مهبط الوحى
بقلم – نجيب عصام يماني:
سنوات انطوت من عمر الزمن منذ أن طُرحت في مجلس الأمير خالد الفيصل فكرة إنشاء فرع لجامعة الاعمال والتكنولوجيا في مكّة المكرمة تحقيقًا لتطلعات أبناء العاصمة المقدسة وما حولها واستيعابًا للأعداد المتزايدة من الطلبة والطالبات الراغبين في مواصلة تعليمهم الجامعي في مسقط رأسهم مكة.
فكرة لم يكتب لها النّور في حينها حتى ظننا أنها أصبحت في طوايا النسيان
يحكي بحماس المحبين الدكتور عبدالله دحلان إن فكرة انشاء فرع لجامعة الاعمال والتكنولوجيا في مسقط رأسي مكة المكرمة حلماً ظل يراودني يتمثل في شاشة خاطري ليل نهار حتى حفزتني كلمات ولى العهد الأمين وشدت من أزر حلمي بقوله : طموحنا ان نبني وطناً أكثر ازدهاراً يجد كل مواطن فيه ما يتمناه فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا ان نجعله في مقدمة دول العالم بالتعليم والتأهيل بالفرص التي تتاح للجميع وان الدولة ستفتح مجالاً أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكا بتسهيل اعماله وتشجيعه لينمو واحداً من أكبر اقتصاديات العالم ويصبح محركاً لتوظيف المواطنين ومصدر لتحقيق الازدهار للوطن والرفاة للجميع.
يضيف الدكتور دحلان انه من نافذة الرؤية المباركة عرفت ان لقطاع التعليم الحظ الأكبر في هذه الرؤية لارتباطه إرتباطا وثيقاً بتطور المجتمع وتحقيق تقدمه وإزدهاره وإسهامه في تحويل الأقتصاد من الاعتماد على مصدر واحد للدخل الى اقتصاد يعتمد على العقول ذات المهارة العالية والطاقات البشرية المبدعة والمنتجة.
ولأني صاحب خبرة في هذا المجال مع الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي وضعت في قمة أولوياتها دعم التعليم العالي ودعم الجامعات الأهلية بقروض طويلة المدى وأراضي حكومية بأسعار رمزية تمثل رؤية صادقة وحكيمة في دعم التعليم الأهلي بكل مستوياته.
تقدمت بخطى ثابته لتحقيق حلمي بإنشاء فرع لجامعة الأعمال والتكنولوجيا في مكة المكرمة حتى تستوعب الزيادة السكانية السنوية المتنامية لمكة المكرمة بمعدل 3.5% حسب إحصائيات مصلحة الإحصائيات وتأهيل الخريجين لولوج سوق العمل لإنجاز مشروع السعودة والإحلال حرصت منذ البداية أن يقترن التعليم في هذه الجامعة بأحدث ما توصل إليه العلم الحديث من تطور لتطوير جودة المخرجات وسد الفجوة بين التخصصات الموجودة في الجامعات واحتياجات سوق العمل على أرض الواقع ولأننا في عهد يقترن فيه القول بالفعل تم توقيع مذكرة التعاون والتفاهم بين شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني الذراع الاستثماري لأمانة العاصمة المقدسة ممثلة في معالى الأمين المكلف الشيخ صالح التركي وجامعة الأعمال والتكنولوجيا ممثلة برئيس أمناء الجامعة الدكتور السيد عبدالله دحلان تنص على إنشاء فرع للجامعة في البلد الأمين تسهم في استدامة التنمية الحضرية والارتقاء بمستوى الخدمات وتحسين جودة الحياة وتقديم خدمات تعليمية وتدريبية نوعية في مرحلة البكالوريوس والماجستير لشباب وفتيات مكة المكرمة ممن يحتاجهم سوق العمل بوتيرته المتسارعة.
كما تتولى الجامعة العمل والتنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة لتوفير موقع مناسب لإنشاء الجامعة وأخذ الموافقات اللازمة لإقامتها على ان تتولى الجامعة الأمور الفنية للمشروع من حيث تحديد المواصفات وشكل الجامعة بحيث يتناسب وطبيعة مكة المكرمة والمساحة المطلوبة والمتطلبات المعمارية المبدئية والرسومات والخرائط الفنية وخلافه.
في لحظة الفرح هذه وبكلمة منبعهاالقلب عبر رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور عبد الله بن صادق دحلان عن سعادته بإقامة الفرع الثالث للجامعة التي حققت سمعة اقليمية وعالمية كبيرة.
هذا التعاون إنما هو ثمرة من ثمرات الرؤية المباركة لتجسيد مبدأ الشراكة المستدامة القائمة على تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة بما يحقق أهدافها وتوجهاتها نحو النهوض بقطاع التعليم بشقيه التعليمي والتدريبي.
نفخر نحن أبناء البلد الأمين بهذه الخطوة المميزة بإن ترتفع شواهد جامعة الأعمال والتكنولوجيا “UBT” كجزء من النهضة التنموية الشاملة التي يعيشها الوطن بشكل عام ومنطقة مكة المكرمة على وجه الخصوص، فمكّة المكرمة مهبط الوحي الكريم وحضينة أوّل كلمة ردّدت صداها جبالها وأوديتها المباركة: “اقرأ ” لينتشر العلم من هذه البقعة المباركة وتعم المعرفة ويضيء الكون بنور “إقرأ”
فكانت هذه المبادرة التي اخذ زمامها الدكتور عبدالله دحلان ووجد كل الدعم المادي والمعنوي لها من ولاة امر الوطن حفظهم الله تدفعه الرؤية المباركة التي خاطت من نول القدرة والعزم ووافر المعطيات ثياب العز والفخر لوطننا الغالي في زمن قياسيٍّ منذ أن فجّرها دويًّا في سمع الدنيا ولي العهد الأمين فعايشناها وعشنا معها وعدًا أخضر غير مكذوب ومنجزًا مدهشًا غير مجلوب وتوقعًا مبرقًا بكل جديد خلاق ومطلوب.
على إيقاع هذه الرؤية كانت أم المدائن مكة على موعد مع الفرح لتحقيق أحد طموحات هذه الرؤية المباركة و إنزالها على أرض الواقع والتي أنجزت منذ بدايتها كل الممكن وبعض المستحيل و استشرفت أفقاً رحباً لا حدود له… نبارك لأهل مكة المكرمة هذه الخطوة المميزة.