ثقافة

مسيرة التعليم بمنطقة تبوك عقود من التطور تواكب النهضة التعليمية بالمملكة

 

تبوك – واس :
إعداد : عيسى العنزي
بدأت مسيرة التعليم بمنطقة تبوك على هيئة كتاتيب سواء التي كانت تقام في المنازل في دور أحد المشايخ أو تلك الكتاتيب التي تقام في المساجد التي يدرس فيها القرآن الكريم وبعض العلوم الدينية والشرعية، ومن ثم النحو والإملاء والخط والحساب والتي أضيفت إليها فيما بعد، حيث انتشرت هذه الكتاتيب في منطقة تبوك ومحافظاتها خاصة المحافظات الساحلية وكذلك محافظة تيماء.
وكانت بداية التعليم النظامي في تبوك مطلع عام 1344هـ، حيث بدأ بصفة نظامية على هيئة مدارس، وأول ثلاث مدارس افتتحت في هذا الإطار كانت في محافظات ضباء والوجه وأملج ، وسميت باسم المدارس الأميرية ثم باسم السعودية وأول مدرسة افتتحت بمدينة تبوك كانت في عام 1366هـ وذلك بتوجيه من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وكانت المدرسة السعودية خاصة بالطلاب الذين لم يتجاوز عددهم 40 طالباً وبنيت حينها من الطين والحجارة وعدد غرف المدرسة لم يزد عن 4 حجرات وكانت أهم المقررات المدرسية ( القرآن الكريم – التوحيد – الفقه – الخط والإملاء – والحساب).
بعد ذلك توالى افتتاح العديد من المدارس في أماكن أخرى بالمنطقة حيث تم افتتاح مدرستين باسم السعودية في كل من محافظتي تيماء وحقل عام 1370هـ في حين افتتحت أول مدرسة بمركز البدع عام 1381هـ.
وإدراكاً من وزارة التعليم “وزارة المعارف آنذاك” لأهمية الإشراف المباشر على هذه المدارس عن قرب قامت الوزارة بافتتاح مكتب الإشراف المباشر على التعليم بالمنطقة وكان تابعاً إدارياً وفنياً لإدارة تعليم منطقة المدينة المنورة وذلك في عام 1385هـ في حين وصلت أعداد المدارس بالمنطقة إلى 41 مدرسة ابتدائية يدرس بها 7525 طالباً و 7 مدارس متوسطة يدرس بها 752 طالباً ومدرسة ثانوية واحدة تضم 230 طالباً.
وتطور عدد المدارس في مختلف المراحل الدراسية في المنطقة بعد ذلك ليصل إلى 76 مدرسة في مختلف المراحل في عام 1398/ 1397هـ وهو العام الذي صدر فيه القرار الوزاري برفع مكتب الإشراف على التعليم بمنطقة تبوك إلى إدارة تعليم وفصله عن التعليم في منطقة المدينة المنورة ومنحها جميع الصلاحيات اللازمة للعمل كي تمارس مهامها ومسؤولياتها التربوية والتعليمية.
وانطلقت النهضة التعليمية الشاملة التي شهدتها منطقة تبوك مع تولي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز مقاليد إمارة منطقة تبوك في عام 1407هـ إذ حرص على الاهتمام بقطاع التعليم وأخذ العمل التعليمي في المنطقة يتصاعد وينمو ويتطور في خطوات مستمرة عاماً بعد آخر -بفضل من الله عز وجل- ثم بالمتابعة الدؤوبة من سموه وبدعم ورعاية من القيادة الحكيمة لهذا الوطن الكبير.
وتضم المنطقة خمسة مراكز إشراف على التعليم في محافظة أملج تأسست عام 1411هـ ومركزين في محافظة الوجه وتيماء تأسسا عام 1419هـ ومركزاً واحداً في محافظة ضباء تأسس عام 1420هـ وآخر في محافظة حقل تأسس عام 1424هـ وذلك للإشراف على مدارس تلك المحافظات والمراكز التابعة لها.
ولم يقتصر التعليم في المنطقة على التعليم العام بل تعداه إلى التعليم الفني والمهني والمعاهد المتخصصة كمعهد التربية الفكرية الذي تأسس عام 1414هـ ومعهد الأمل للصم الذي تأسس عام 1409هـ وكذلك عدد من الوحدات الصحية المدرسية في كل من تبوك والمحافظات والمراكز التابعة لها وذلك لتقديم الخدمات العامة للطلاب ولجميع العاملين في حقل التعليم بالمنطقة بالإضافة إلى التوسع في المدارس الليلية ومراكز محو الأمية وارتفاع عدد المدارس الأهلية في المنطقة كما تأسس كذلك مركز الملك فيصل الكشفي في عام 1400هـ لممارسة المناشط الكشفية لطلبة المنطقة ومازال يقدم خدماته خصوصاً في مواسم الحج والعمرة.
أما بالنسبة للأنشطة الرياضية والثقافية والعلمية والفنية والاجتماعية فقد أتيحت للطلاب فرصة ممارسة مختلف هذه الأنشطة بالإضافة إلى عدد من مراكز تنمية هوايات المبدعين كما انتشرت مراكز أندية الحي والأندية الموسمية وتوسعت بالعشرات في كل عام .
وهذا العام كثفت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك أعمالها لتوفير بيئة صحية تعليمية لاستقبال الطلاب والطالبات، ضمن الجهود المتواصلة لبدء العام الدراسي الجديد.
وأكد المدير العام للتعليم بمنطقة تبوك ماجد بن عبدالرحمن القعير أن جميع الاستعدادات التي اتخذتها الإدارة وما تم القيام به من برامج تدريبية للمعلمين والمعلمات وافتتاح مدارس جديدة وتوجيه المعلمين والمعلمات الجدد إلى مدارسهم المحتاجة وتوجيه المشرفين التربويين والمشرفات التربويات إلى المدارس حرصاً منها للاطمئنان على بداية العام الدراسي الجديد في جميع المدارس وفي جميع المراحل، بالإضافة إلى مواصلة فرق الصيانة والنظافة التابعة لإدارة المباني أعمال الصيانة لمدارس البنين والبنات، لضمان بيئة تربوية آمنة لاستقبال الهيئة الإدارية والتعليمية .
مشيراً إلى أن سمو أمير منطقة تبوك متابع لجميع هذه الاستعدادات التي تم اتخاذها متمنياً لجميع الطلاب والطالبات التوفيق والنجاح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى