المدرسة التذكارية… نقطة تحول وبداية التعليم الحديث في الرياض
الرياض – واس :
إعداد: أحلام القحطاني
شهدت العاصمة الرياض عددًا من المتغيرات الثقافية والفكرية والحضارية، انعكست إيجابًا على نماء مسيرة الحركة التعليمية، ونقلها من نمطها التقليدي عبر الكتاتيب وحلقات المساجد ودور العلماء والدور الخاصة والمدارس الخاصة، إلى مرحلة تواكب مستجدات العصر وذلك بإعلان افتتاح مدرسة الرياض الأهلية وفيما بعد باسم “المدرسة التذكارية” لتصبح نواة التعليم الحديث الرسمي في الرياض.
وأنشئت المدرسة التذكارية بتوجيه من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – عقب عودته من رحلته إلى مصر عام 1365 هـ، حيث اتفق أهالي الرياض وقرروا إقامة احتفالات ابتهاجًا وفرحًا بعودته، فجمعوا مبلغًا من المال، فأمر حينها بأن تصرف هذه الأموال في مصلحة سكان البلاد إيذانًا بعهد جديد للتعليم الحديث الرسمي في الرياض، ثم أنشئت، وبدعم من الملك عبد العزيز – رحمه الله -، افتتحت المدرسة عام 1367 هـ، في حي البطحاء، بحضور جمع من أهالي وتجار الرياض وكان مسماها حينها المدرسة الأهلية، وكان الشيخ عبدالله بن إبراهيم السليم – رحمه الله – أول مدير لها.
وتتجلى في ذلك صورة التعاون والتشارك بين الجهات الرسمية والأهالي فالجميع دعم هذه الفكرة وأسهم فيها بحسب إمكاناته وجهوده ووقته وماله، بهدف واحد وهو البناء والتعمير في البلاد ، وفي عام 1384هـ تغير مسمى المدرسة الأهلية إلى التذكارية، عندما قام مجموعة من الطلاب يرافقهم أحد الأساتذة بزيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – راغبين مشاركته من خلال الكلمة الافتتاحية للمجلة التي تعتزم إصدارها المدرسة، فوجه بتسمية المدرسة بـ “التذكارية” تذكارًا لعودة الملك عبدالعزيز من رحلته إلى مصر، وما زالت تعرف بهذا الاسم حتى الآن.