مؤتمر إقليمي عربي يستعرض التجارب السعودية والخليجية في المجال التطوعي
تفاعل المشاركون في المؤتمر الإقليمي العربي الثالث تحت شعار (قوة التطوع: استدامة.. شراكة.. تأثر) بشكل لافت مع التجارب والقصص والأنشطة العملية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج وارتفع مستوى حماسهم معها، ومنها تجارب وتحديات حبس الأنفاس لأطول وقت بهدف التدريب على تحدي الذات لتقديم الأفضل، وتحدي استشعار الوقت لبيان أهميته في المجال التطوعي.
حيث تدور جلسات المؤتمر وندواته حول 5 محاور تتمثل في (استدامة العمل التطوعي على مستوى الدول والأفراد)، (قياس أثر العمل التطوعي)، (إدارة المتطوعين للأفراد والمؤسسات)، (التعريف بالريادة الاجتماعية وأهميتها)، (العمل التطوعي لدى الشركات التجارية).
وقدم جلسات وندوات وورش اليوم الثاني 17 متحدثاً من بينهم سمو الشيخ الدكتور عبدالعزيز النعيمي الرئيس التنفيذي لجمعية الإحسان الخيرية، والدكتور علي أبو الحسن مبتكر منهجية الذكاء التطوعي، والأستاذ علي شرفي عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة ومؤسس جمعية البحرين الشبابية، والدكتورة باتريسيا نبتي مديرة معهد تعلم الاهتمام، والأستاذة فارعة السقاف مؤسس ورئيس مجلس إدارة منظمة لوياك.
وواصل الشباب نقاش جوانب متنوعة من العمل التطوعي، إذ تطرق المتحدثون إلى أنواع التحديات في العمل التطوعي وهي: التحدي الذاتي، والبيئي، والإنساني، والمجتمعي، والخيري، والعالمي، والإعلامي، مع ذكر العديد من الأمثلة على أنواع الأنشطة التطوعية، مشيرين إلى مبدأ توفر الممكنات وتنوعها، وتمكين الأفراد من التطوع عبر تعزيز صفاتهم، ومن ثم الانتقال إلى تعزيز خصائص المؤسسات التطوعية، إلى جانب الحديث عن مفهوم الشخصية السنبلية التي تؤمن بمدأ الوفرة والعطاء.
واستعرض المتحدثون عدداً من التجارب العربية حول ضم الأعمال التطوعية المتشابهة تحت مظلة واحدة بحيث يتعزز عملها بشكل أكبر، وتشكيل المجاميع التطوعية لإدارة الأزمات، وإقرار حق الإنسان في التطوع، إلى جانب استعراض التجارب المعنية بتطوير مهارات المتطوعين، وارتكازها على مبادئ الحرية والمسؤولية والمواطنة، مع التركيز على تطور العمل التطوعي في البحرين في العهد الإصلاحي من بعد 2001، بوجود 33 مركزاً شبابياً، إلى جانب مركز سلمان الثقافي ومركز الإبداع الشبابي ومدينة الشباب، إضافة لوجود المراكز والأنشطة التطوعية من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم والأنشطة التطوعية في جامعة البحرين، وإطلاق أكثر من 20 جمعية شبابية خلال 15 سنة تقريباً.
وتناولت عروض المتحدثين تعريفا بالمنظمة الدولية للجهود التطوعية (IAVE)، إلى جانب ذكر الأدوار المتنوعة للمتطوعين وكيفية إدارتهم، مع الإشارة إلى المسؤولية الاجتماعية للشركات بما تتضمنه من أنشطة تخدم مجالها وأنشطة تخدم المجتمع عامة. وتطرق متحدثوا الجلسات لمستويات التطوع، مع الالتفات إلى لمحة عن تاريخه والفرق بينه وبين التطوع اللحظي الذي قد يعبر عنه بالشهامة أو النخوة التي يستفزها أي حادث طارئ، كما تناول المتحدثون بالتفصيل شرح تقنيات استقطاب المتطوعين للعمل التطوعي.
وفي جلسات العمل، تناول المتحدثون مفهوم الريادة الاجتماعية وكيفية تطبيقها، شارحين الفرق بينها وبين المفاهيم الأخرى التي قد تتداخل معها، مع استعراض نماذج ملهمة من العمل في المجال الاجتماعي الريادي، وعلاقة الريادة الاجتماعية بالمؤسسات التعليمية.
يشار إلى ان منظمة الجهود التطوعية (IAVE) تأسست في عام 1970م من قبل مجموعة من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم الذين رأوا في العمل التطوعي وسيلة للتواصل عبر البلدان والثقافات، ونمت لتصبح شبكة عالمية من المتطوعين والمنظمات التطوعية، الممثلين الوطنيين ومراكز التطوع، مع أعضاء في أكثر من 70 بلدا في جميع مناطق العالم غالبها من البلدان النامية.