يفغيني بريغوجين .. “طباخ بوتين” المتمرد
موسكو – سويفت نيوز:
تصدر اسم يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، عناوين وسائل الإعلام العالمية في الساعات الأخيرة، حيث يهدد الملياردير الذي يعرف بلقب “طباخ بوتين” وحدة روسيا الاتحادية ويضعها تحت اختبار صعب في زمن صعب.
وُلد بريغوجين عام 1961، في مدينة لينينغراد التي يتحدر منها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربته والدته منفردة، فشب طائشاً يمتهن السرقة والاحتيال، وقضى معظم عقده الثالث في السجن.
بخروجه من السجن عام 1990، وجد بريغوجين نفسه في روسيا مختلفة جداً، فدخل عالم الأعمال عبر كشك صغير لبيع الشطائر، تطور إلى إمبراطورية من محلات السوبرماركت والمطاعم.
ذاع صيت أحد مطاعمه الفاخرة يدعى “نيو آيلاند”، ويقع على الواجهة البحرية في سانت بطرسبرغ، ليصبح مقصداً مفضلاً للرئيس بوتين للترويح عن ضيوفه من الشخصيات البارزة.
أعجب الرئيس الروسي بالشاب الطموح، فمنح شركة تموين تعود ملكيتها له عقوداً حكومية مربحة لإطعام أطفال المدارس الروسية والسجناء والجنود، وقدر العقد العسكري الواحد بما يربو على مليار دولار.. ثم تولّى عقود تقديم الطعام للكرملين والجيش، ليُعرف بعدها باسم “طباخ بوتين”.
صعود
دأب “طباخ بوتين” لسنوات على نفي علاقته بمجموعة “فاغنر”، جيش الظل الخاص في الكرملين، لكن ذلك تحول في عام 2022 حين أعلن بريغوجين بفخر قيادته المجموعة، حتّى إنه ظهر وهو يقف بفخر عند قبور جنود “فاغنر” الذين قتلوا في أوكرانيا.
ورغم الضبابية حول نشأة هذه المجموعة العسكرية الروسية الخاصة، وتضارب التقارير حولها، لكنها تشير في معظمها إلى أنّ “فاغنر” تأسست في عام 2014، من قبل ضابط سابق في القوات الروسية الخاصة يُدعى دميتري أوتكين.
خرج بريغوجين برواية أخرى لنشأة المجموعة، حيث زعم أنه قرّر إنشاء المجموعة بعد تظاهرات من قبل الانفصاليين في شرق أوكرانيا في عام 2014.
رواية بريغوجين خالفها تقرير لموقع تحقيق روسي أشار إلى أنه لم يكن لدى بريغوجين خيار في هذه المسألة، فقد توصل مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الروسية إلى فكرة “فاغنر”، واختاروا متعهد الطعام الذي كان متردداً في البداية، لتمويلها.
وبغض النظر عن حيثيات نشأتها، تركت المجموعة الروسية بصماتها في كل الأماكن التي قامت فيها بتنفيذ مهمات نيابة عن الكرملين. فقد كان لمقاتليها دور في ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014 إلى روسيا، وحاربوا بالنيابة عن الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس في أوكرانيا، كما قاتلوا في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد، وتكبدوا خسائر كبيرة، وتوسّع نشاطهم ليشمل ليبيا والسودان ودولاً عربية وأفريقية أخرى.
تمرد
الخلافات بين رئيس مجموعة “فاغنر”، والجيش والأمن الروسيين، ليست جديدة، لكن يبدو أنها وصلت إلى اللاعودة، حين اتهم بريغوجين، أمس الجمعة، وزير الدفاع الروسي بإصدار الأمر بقصف قواته، داعياً الروس إلى الانضمام إليه، فيما نفت وزارة الدفاع الروسية استهدافه، وفتح جهاز الأمن الروسي قضية بحقه بدعوى “التمرد المسلّح”.
وأكد بريغوجين عزمه الإطاحة بوزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف.
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، “تمرّد” مجموعة فاغنر المسلح، خيانة وطعنة في الظهر، قائلاً في خطاب استثنائي للشعب، إن القوات المسلحة الروسية حصلت على الأوامر الضرورية لسحق التمرّد المسلّح.