التطوير المهني يُشكّل جزءًا من هوية أرامكو السعودية
الظهران – واس:
يُشكّل التطوير المهني جزءًا من هوية أرامكو السعودية، وحجر الأساس الذي تُبنى عليه عملية التطوير بجميع جوانبها، وتتيح الشركة لموظفيها الفُرص اللازمة التي تمكّنهم من تعزيز قدراتهم على الصعيدين الشخصي والمهني، وذلك من خلال برامج تعليمية عديدة في جامعات مرموقة تُصنّف من بين الأفضل عالميًا.
وأطلقت أرامكو منذ سبعينيات القرن الماضي برنامج الدراسات العليا لأول مرة، لتزويد الموظفين بالمعارف التي تعزّز الكفاءات المهنية اللازمة لإدارة الأعمال، ومع توسّع هذه الأعمال عالميًا وزيادة الحاجة لدراسة تخصصات ناشئة تدعم أهداف الشركة في مسار التحوّل الرقمي وطموحاتها في إنتاج الطاقة بانبعاثات أقل، ألحقت المبتعثين ببرنامج الدراسات العليا بمؤسسات تعليمية تحظى بسمعة علمية رفيعة، حيث تزوّد هذه المؤسسات خريجيها المتميزين بمعارف علمية راسخة ومهارات نوعية تمكّنهم من التعرف على أحدث الاتجاهات العلمية والتقنيات العملية في تخصصاتهم، كما توفّر لهم البيئة التعليمية التفاعلية مع نخبة من الأكاديميين، والتواصل مع مهنيين يتمتعون بالكفاءة العالية.
وتشجّع الشركة موظفيها المبتعثين لبرنامج الدراسات العليا أيضًا على المشاركة والإسهام في البرامج والمؤتمرات والجمعيات المهنية في مجال دراستهم للاستفادة من شبكات العلاقات الواسعة التي يتم بناؤها، والتعلّم من خبرات المهنيين الذين يتمتعون بالريادة في مجالهم. وتم خلال عام 2022 تكريم “17” موظفًا من المنضمين لبرامج الدراسات العليا في عدة محافل ومؤتمرات، وحصلوا على جوائز في مسابقات ذات صلة بتخصصاتهم.
ومع توسّع البرامج التعليمية تزايد عدد طلاب الدراسات العليا في مجالات الهندسة والعلوم والإدارة والتقنية بما يتماشى مع احتياجات ومتطلبات أعمال الشركة المتنامية، حيث يُقدّر عدد الموظفين المبتعثين من أرامكو السعودية سنويًا لدراسة الماجستير والدكتوراه ضمن هذا البرنامج بحوالي 200 موظف وموظفة. وفي عام 2022م وصل عدد المشاركين في برنامج الدراسات العليا الذين يدرسون في أفضل 30 جامعة عالمية حسب تخصصهم إلى 70%، مقارنة بنسبة 64% في عام 2021م، فيما لم تكن هذه النسبة تتعدّى 45% قبل خمسة أعوام.
وبلغ عدد الخريجين من هذا البرنامج أكثر من ثلاثة آلاف خريج في تخصصات مختلفة. وتماشيًا مع جهود أرامكو السعودية لتمكين المرأة وتشجيع ثقافة العمل التي تحظى فيها إسهامات جميع الموظفين من الرجال والنساء بالتقدير، ارتفعت نسبة الإناث المشاركات في برنامج الدراسات العليا إلى 24% في عام 2022م، وفي حين أنهن يمثلن 15% من القوى العاملة المهنية السعودية، فإن ترشيح المرأة لبرنامج الدراسات العليا بنسبة 26% خلال 2023م يشير إلى أن الشركة ترعى برامج الدراسات العليا للمرأة بنسبة تزيد بنحو 1.8 مرة عن نسبتها في القوى العاملة السعودية.
وجرى في الوقت الحالي، رفع مستوى مهارات العديد من المشاركين لأداء أدوار وظيفية ناشئة جديدة من خلال دراسة تخصصات جديدة في أفضل الجامعات، تشمل مجالات الثورة الصناعية الرابعة، مثل: تصميم تجربة المستخدم، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، وتحليل الأعمال، وأمن الحاسوب، والأمن السيبراني، وعلم البيانات، والأدلة الجنائية الرقمية، وإدارة الطاقة العالمية، والطاقة المتجددة، وهندسة الروبوتات، وتقنيات الطاقة المستدامة.
ولمواكبة التحديات الجديدة لعصر الرقمنة، اعتمد برنامج الدراسات العليا وجهات جديدة متميزة في مجالاتها تُسهم في رفع مستوى مهارات الكوادر البشرية لتمكينها من أداء أدوار وظيفية مستقبلية مهمة في الشركة، حيث يدرس العديد من المشاركين في البرنامج حاليًا بالجامعة الفنية في الدنمارك، وكلية إدارة الأعمال في باريس، وجامعتي أُوترِخت وإراسموس روتردام في هولندا، وجامعة البوليتكنيك في ميلانو، وهي أكبر الجامعات التقنية في إيطاليا، وجامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا، والمعهد الملكي للتقنية في السويد، والمعهد الفيدرالي للتقنية بزيورخ في سويسرا. وخلال دورة التسجيل لهذا العام، اختارت إدارة البرامج الأكاديمية والشراكات عدة جامعات ومؤسسات تعليمية مرموقة من دول، وجهات أخرى جديدة حول العالم.
وتستفيد أرامكو السعودية من شراكاتها مع أفضل 30 جامعة حول العالم في تخصصات محددة مخصصة لموظفيها، ومنذ إطلاق برنامج التعليم الجامعي الذي استضافته الشركة في عام 2010م تم تقديم 34 برنامجًا تعليميًا، تخرج فيه 814 خريجًا وخريجة.
وتتسم البرامج الأكاديمية التي تستضيفها الشركة بأنها تسمح للموظفين وهم على رأس العمل بالحصول على خيار أكاديمي منخفض التكلفة لنيل درجات علمية متقدمة ومتخصصة في مجالات أعمالهم، كما تمتاز هذه البرامج بالكفاءة من حيث التكلفة والمرونة، لأنه تم إعدادها وتصميمها استجابةً لحاجة الإدارات الداخلية للشركة بهدف تطوير كوادر سعودية أكثر كفاءة وقدرة على المواكبة وذلك للمساعدة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لأرامكو السعودية بوجه عام، وتقديم قيمة فريدة تعود بالنفع على الشركة وموظفيها.
وتُعد البرامج الجامعية التي تستضيفها الشركة داخل مرافقها فرصة لاستقطاب المعارف والخبرات من أرقى الجامعات والمؤسسات التعليمية الرائدة على مستوى العالم إلى المملكة. وتشمل البرامج المقدمة العديد من التخصصات، مثل: العلوم الاجتماعية، والإدارة، والهندسة، والتقنية، والعلوم الطبيعية، وعدة تخصصات أخرى.
ويتم حاليًا رفع مستوى مهارات المشاركين في البرامج لشغل أدوار وظيفية ناشئة جديدة تحتاجها الشركة لتحقيق رؤيتها وأهدافها، وقد تم تسجيلهم في 6 برامج نشطة حاليًا، ويوفر نموذج التعلم من خلال برامج التعليم الجامعي التي تستضيفها أرامكو السعودية، مخرجات عالية الجودة وفرص تطوير فعالة من حيث التكلفة التي تضمن استمرارية الأعمال في الشركة، كما يتساوى المحتوى التعليمي لهذا البرنامج مع محتوى البرنامج التقليدي من حيث العمق والنطاق والتعقيد.