ديوانية الراجحي الثقافية تناقش: المسئولية الإجتماعية أمانة وواجب وطني
جدة – كمال مصطفى:
طرحت الديوانية موضوع المسئولية الإجتماعية أمانة وواجب وطني مستشهده بقول الله تعالي (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) والمسئولية الإجتماعية عرفتها مؤسسة العمل الدولية : المبادرات التطوعية، التي تقوم بها المؤسسات حسب الظروف البيئية. وهذا يؤكد على أنها بالفعل واجب وطني تم إقراره في محتوى رؤية 2030 التي تبنتها مملكتنا العظيمة وركزت محاورها على الوطن الطموح لاسيما أن دور المواطن الحقيقي لا يتوقف عند القيام بمهام ومسئوليات وظيفته في خدمة الوطن فقط ولكن هناك أدوار أخرى تتعدَّى ذلك لتشمل جوانب أخرى تحقق المواطنة الفاعلة من خلال المشاركة الحقيقية في خدمة المجتمع والشعور بالمسؤولية الإجتماعية وهذه تعتبر من أهم المبادئ الأساسية للمواطنة .
الجدير بالذكر أن المجتمعات المتحضِّرة لا توصف من خلال تقدمها في ممارساتها ومنتجاتها وإنما بمدى مقدرتها على بناء التعاون الإجتماعي للوصول إلى مستوى عالٍ من التوافق والألفة الإجتماعية؛ وذلك من خلال تحمل الفرد لواجباته الإجتماعية وتحقيق التعاون بين جميع أفراده في مواجهة الحياه ومشكلاتها المتعددة والتي يجب أن يكون الفرد مشاركاً في معالجتها لا أن يكتفي أو يعيش مستقلا بذاته بعيداً عن الآخرين.
ومن أعظم ما جاء به الإسلام هو العمل على تنظيم حياة المسلمين بكافة جوانبها ومتطلباتها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية فهو لم يركز فقط على العبادات بل ركز على المعاملات التي يفترض من المسلم القيام بها بل وحثه على القيام بأدوار متعددة تخدم المجتمع في كل مراحل نموه وازدهاره.
وخلص الجميع على أن المؤمن الصادق في إيمانه هو عضو فاعل في المجتمع، وجزء لا يتجزَّأ منه. واستنادا على ما جاء في حديث سيد الخلق عليه افضل الصلاة والسلام: “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ” وقوله عليه الصلاة والسلام أيضًا ” ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )(1).
وأوضحت الرؤى المشتركة للمداخلات من قبل الأعضاء أن هذه الأدوار الإجتماعية لا تتوقف على الفرد وإنما تشمل كافة القطاعات المجتمعية خاصة القطاع الخاص ودوره في تقديم الخدمات المتعددة للمجتمع ودعمه بالعديد من المشاريع والخدمات والنهوض به من خلال إقامة المراكز الثقافية، ومراكز خدمة ذوي الإحتياجات الخاصة وإقامة المراكز التعليمية الهادفة ومراكز الإكتشاف ودعم الأسر المحتاجة ومساعده أبنائهم على التوظيف فيها كذلك إنشاء المراكز الإجتماعية والصحية المجانية إضافة الى دعم الإبتكارات ومساندة الشباب للنهوض بمجتمعهم.
وأعرب الحضور عن فخرهم واعتزازهم لكونهم من أبناء المملكة العربية السعودية العظيمة لاسيما بعد ان تحولت أغلب المبادرات إلى مشاريع مستدامة على أرض الواقع لتساهم بدورها في تحقيق أهداف التنمية الشاملة.
الجدير بالذكر أيزو 26000 معيار دولي أطلقته المنظمة الدولية للمعايير (أيزو) في 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2010 ليقدم توجيهات بخصوص المسؤولية الاجتماعية والهدف منه المشاركة في عملية التنمية المستدامة العالمية من خلال تشجيع الشركات والمنظمات الأخرى على المشاركة في ممارسة المسؤولية الاجتماعية لتحسين هذه الممارسة على عمال هذه الشركات والمنظمات وبيئتها الطبيعية.. وهذا كله يؤكد على أن مسارنا التنموي العملاق يتفق مع كل المعايير الدولية ويساهم في خدمه الإنسانية في كل أركان العالم.