ثقافة

صناعة “الخوص” بمنطقة الباحة موروث مستوحى من مكونات الطبيعة

الباحة – واس:

تُشكّل صناعة الخوص إحدى الصناعات التقليدية التراثية في منطقة الباحة, ولا تزال هذه المهنة تجد إقبالاً من بنات المنطقة اللاتي ورثن صناعتهن من أمهاتهن، حيث لازال سكان المنطقة يستخدمونها في كثير من احتياجاتهم اليومية، خاصة أنها مرتبطة بمكونات البيئة لديهم، التي تكثر فيها زراعة النخيل المصدر الرئيس لصناعات الخوص.

وفي جولة لوكالة الأنباء السعودية بسوق السبت بمدينة الباحة، أوضحت أم محمد أنها تبدأ عملية إنتاجها من خلال تجهيز سعف النخيل بوصفه المكون الرئيس لهذه الصناعة، إضافة إلى المخارز والإبر؛ لترسم في النهاية تحفة فنية بطريقة مزخرفة وجذابة تجعل من هذه الصناعات جسراً للعبور بين الماضي والحاضر.

وتحرص خلال عملية تجهيز أي أدوات سواء منزلية أو للاستخدام اليومي قديماً على إضفاء الجانب الجمالي لمشغولاتها، عبر تلوين سعف النخل بألوان مختلفة بمزجها في وعاء خاص يضم الألوان الرئيسية لهذه الصناعة وهي الأحمر والأخضر والأزرق؛ لتكتسب شكلاً جمالياً يجعلها أكثر قبولاً وطلباً بين معروضاتها.

وقالت أم محمد: إن تجهيز سفرة الطعام تختلف أحجامها من حيث الاستخدام، ويستغرق تجهيز الأصغر حجما منها ما يقارب اليوم أو اليومين فيما تستهلك ذوات الحجم الكبير سعفا أكثر، ووقتاً أطول قد يمتد إلى أسبوع كامل.

وإلى جانب سفرة الطعام، تقول أم محمد: إن السلال حاضرة بأشكال مختلفة، التي كانت تستخدم لغرض نقل التمور وخاصة الرطب من بساتين النخيل والأطعمة الخفيفة والمؤن التي كان يتزود المسافرون خلال ترحالهم من مكان لآخر في الماضي، حيث تُعد المهفة من الوسائل التي يدخل في صناعتها سعف النخل، وكانت الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها عامة الناس في فصل الصيف للتخفيف حرارة الشمس، وغالباً ما تصنع من لون واحد، إضافة إلى المظلة أو القبعة التي تقي من أشعة الشمس وقت حصاد وزراعة المحاصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى